تركيا تطلق سراح لاعب كرة قدم إسرائيلي بعد حركة استعراضية

القدس – أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه تم إطلاق سراح لاعب كرة القدم الإسرائيلي ساغيف ييهيزكيل، الذي كان محتجزا لدى الشرطة وسيعود إلى إسرائيل اليوم الاثنين، وفق موقع "يديعوت أحرونوت" العبري.

وفي وقت سابق الاثنين، نشرت وسائل إعلام تركية أول توثيق ليخزيكيل في المحكمة في أنطاليا، بعد اعتقاله إثر إبداءه تضامنا مع رهائن حرب غزة خلال مباراة في الدوري الممتاز في تركيا، في التوثيق، يظهر ييهيزكيل محتجزًا من قبل شخصين مختلفين، ولكن ليس مكبل اليدين.

وأجج اعتقال تركيا اللاعب الإسرائيلي التوتر بين أنقرة وتل أبيب حيث هاجم عدد من الوزراء الإسرائيليين النظام التركي رغم طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد من وزراء حكومته عدم التعليق على الاعتقال بسبب الحساسية والجهود المبذولة لإطلاق سراحه.

 واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تركيا الاثنين بأنها "في الواقع الذراع التنفيذية لحركة حماس".

وفي منشور على منصبة إكس، ذكّر غالانت تركيا بالمساعدة السريعة التي قدمتها إسرائيل لها في أعقاب زلزال العام الماضي ووصف معاملة اللاعب بأنها "تنطوي على نفاق ونكران للجميل".

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إتمار بن غفير أكثر تشددا عندما ادعى أن "تركيا تعمل ضد جهات إسرائيلية" وقال إن "أردوغان نازي بكل الطرق". ودعا مواطني بلاده إلى عدم السفر إلى تركيا كما دعاهم إلى مقاطعة المنتجات التركية مضيفا "يجب على إسرائيل ألا تتصرف بتساهل تجاه تركيا.. لن نسمح بأن يتم دهسنا".

وفي المقابل، كتب وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار "طوال الليل والصباح تعمل الجهات المعنية على قضية اللاعب يخزيكيل. يجب أن نتصرف بمسؤولية ونتحدث بعناية حتى تحل القضية ويعود إلى إسرائيل."

ولم يتردد وزير الخارجية يسرائيل كاتس، عن الإعلان في بيان مسؤولية إطلاق سراح يخزيكيل، وقال إن وزارة الخارجية عملت مع "جميع الجهات في تركيا" لتحقيق الإفراج السريع عنه. وأشار إلى وأن "تركيا أصبحت دكتاتورية مظلمة، تعمل ضد القيم الإنسانية وقيم الرياضة".

وبحسب كاتس فإن "من يعتقل لاعب كرة قدم بتهمة التضامن مع 136 رهينة كانوا في أيدي منظمة إرهابية قاتلة منذ أكثر من 100 يوم يمثل ثقافة القتل والكراهية. وأدعو المجتمع الدولي والدولي المنظمات الرياضية للتحرك ضد تركيا وضد استخدامها السياسي للعنف والتهديدات ضد الرياضيين".

وكان يخزيكيل قد حاول عقب اعتقاله أن يشرح الشرطة التركية بأنه "لم يفعل شيئًا يثير الاستفزاز" وقال لهم "أريد أن تنتهي الحرب، ولهذا السبب قمت بهذه البادرة.. أنا لا أؤيد الحرب". وأضاف "هناك رهائن محتجزين في غزة.. أعتقد أن الحرب يجب أن تنتهي الآن، ولهذا السبب أظهرت اللافتة".

وتابع "ليس لدي أي شيء فيما يتعلق بالسياسة.. لم أفعل أي شيء سياسي مطلقًا منذ ذلك الحين. وعندما أتيت إلى تركيا، لم أقلل من احترام أي شخص أبدًا. أردت فقط لفت الانتباه إلى نهاية الحرب".

وكانت تركيا قد اعتقلت الأحد اللاعب ساغيف يخزيكيل بتهمة "التحريض العلني على الكراهية" لوضعه على معصمه رسالة تتعلق بالصراع بين إسرائيل وحركة حماس خلال مباراة في دوري الدرجة الأولى التركي حسبما أفادت وسائل إعلام تركية.

وقال وزير العدل التركي يلماز تونج عبر منصة إكس إن "مكتب المدعي العام في أنطاليا فتح تحقيقا قضائيا ضد ييهيزكيل بتهمة التحريض العلني على الكراهية بسبب إيماءته البغيضة الداعمة للمجزرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة".

وذكر عدد من وسائل الإعلام التركية بينها وكالة الأناضول الرسمية وقناة إن تي في الخاصة أن اللاعب الإسرائيلي اعتقل مساء الأحد.

وعقب تسجيله هدفا خلال مباراة جرت الأحد، كشف اللاعب رسالة كتبها على ضمادة لفّ بها معصمه، جاء فيها "100 يوم. 07/10".

وتشير هذه الرسالة القصيرة إلى إبداء تضامنه مع الرهائن، حيث مثل الأحد علامة فارقة مرهقة بالنسبة للرهائن الذين تم احتجازهم لمدة 100 يوم في غزة في أعقاب الهجوم الذي نفذته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أدى إلى عملية عسكرية إسرائيلية عنيفة على غزة، لكن وزير العدل التركي فسرها على أنها شهادة داعمة للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي يشهدها قطاع غزة ردا على هجوم حماس.

وكتب الوزير التركي "سنواصل دعم الفلسطينيين المضطهدين"، منددا بـ"الإبادة الجماعية" المستمرة في غزة.

وأعلن نادي أنطاليا سبور استبعاد لاعبه الإسرائيلي متهما إياه بـ"التصرف بشكل يخالف قيم بلادنا".

وفي البداية، لم يدرك مسؤولو أنطاليا سبور الموقف ونشروا صورة احتفالية جيهزكيل على وسائل التواصل الاجتماعي للنادي بعد أن سجل هدفاً. ومع ذلك، قاموا بإزالة الصورة بمجرد أن أدركوا ما يظهره اللاعب على يده المربوطة.

وقال رئيس أنطاليا سبور، سنان بوزتيبي، في بيان على "إكس" "تم نشر المنشور الفوري بعد هدفه على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية لنادينا، وتمت ملاحظة المشكلة على الفور. لقد تمت إزالتها. أود أن يعرف الجمهور أنني سأفعل ذلك. لا أسمح بمثل هذا السلوك خلال فترة رئاستي مهما كان النجاح الكبير الذي سيتحقق في النهاية".

منذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارا إسرائيل بأنها "دولة إرهابية"، قائلا إن حماس التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول بينها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، هي "مجموعة من المحررين".