تركيا تشن هجوما جويّا ضد الأكراد في سوريا والعراق

طائرات حربية تركية تنفذ العشرات من الضربات الجوية مستهدفة مناطق تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
الاثنين 2022/11/21
هجوم إسطنبول ذريعة لمهاجمة الأكراد

إسطنبول - شنت تركيا الأحد عملية عسكرية جوية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق، بعد أسبوع على اعتداء دموي في إسطنبول اتهمت حزب العمال الكردستاني والقوات الكردية في سوريا بالوقوف خلفه.

ونفذت طائرات حربية تركية العشرات من الضربات الجوية مستهدفة مناطق تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، في شمال سوريا، فضلاً عن مناطق تواجد حزب العمال الكردستاني في العراق.

وجاءت الغارات بالرغم من نفي حزب العمال الكردستاني وقوّات سوريا الديمقراطيّة التي تدعمها الولايات المتحدة، أيّ علاقة لهما بتفجير العبوة الناسفة في إسطنبول الأسبوع الماضي والذي أسفر عن مقتل ستّة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح.

وبعد وقوع الاعتداء في إسطنبول قالت أنقرة إن القرار صدر من كوباني في سوريا.

ولمدينة كوباني رمزيّة مهمّة لدى وحدات حماية الشعب الكردية التي كانت أوّل من تصدّى لتنظيم الدولة الإسلاميّة وخاضت ضدّه عام 2014 معركة للدفاع عن المدينة الحدوديّة مع تركيا، وتلقّت خلالها للمرة الأولى دعما عسكريّا مباشرا من واشنطن.

وكتب المتحدث باسم الوحدات الكردية نوري محمود في تغريدة أن “مدينة كوباني البطلة أوقفت تنظيم داعش الإرهابي وحمت الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي أن يدعمها اليوم”.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد إطلاق عملية “المخلب – السيف” الجوية “بهدف التخلص من الهجمات الإرهابية من شمال العراق وسوريا، وضمان سلامة الحدود، والقضاء على الإرهاب في منبعه”. ونشرت وزارة الدفاع التركية على حسابها في موقع تويتر صورة لمقاتلة تقلع لتنفيذ غارة ليلية، وأرفقت الصورة بعبارة “دقّت ساعة الحساب”.

وتصنف أنقرة حزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمرداً ضدها منذ عقود، “منظمة إرهابية”، وترى في وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً له في سوريا.

وفي سوريا طالت الضربات التركية مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في محافظتَي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق)، أبرزها مدينة كوباني (عين العرب) الحدوديّة مع تركيا. واستهدفت أيضاً صوامع حبوب ومحطة كهرباء في ريف مدينة المالكية.

واستهدف القصف أيضا، وفق قوات سوريا الديمقراطية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، نقاطاً ومواقع تنتشر فيها قوات النظام السوري.

الجيش التركي شن منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد

وفيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مقتل أحد مقاتليها و11 مدنياً و15 من قوات النظام السوري، تحدث المرصد عن مقتل 30 شخصاً هم 18 من أفراد قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الكردية ومجموعات مسلحة أخرى تابعة لها، فضلاً عن 12 من قوات النظام.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان الأحد “لن تبقى هجمات دولة الاحتلال التُّركيّ هذه دون رَدٍّ، في المكان والزَّمان المُناسبين سنرُدُّ، وبشكل قويّ ومؤثِّرٍ عليها”.

وكان قائدها العام مظلوم عبدي قال إن الهجوم التركي “يهدّد المنطقة برمّتها”، وأضاف “نبذل جهودنا كي لا تحدث فاجعة كبرى، ولكن إن وقعت الحرب فسيتأثّر الجميع بنتائجها”.

وشنت تركيا منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية في سوريا استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنت مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على مناطق حدودية واسعة.

وفي وقت سابق من العام الجاري هدّدت أنقرة مراراً بشن هجوم جديد ضد المقاتلين الأكراد في سوريا، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يحصل، وفق محللين، على ضوء أخضر من إيران وروسيا (تملكان نفوذا واسعا في سوريا) للقيام بذلك.

2