تركيا تشتت الانتباه عن أزماتها بالترويج لسيارة محلية الصنع

من المقرر أن تبدأ تركيا بيع أول موديل من سيارة توغ الرياضية متعددة الاستخدامات من الفئة سي في نهاية الربع الثالث من العام المقبل.
الاثنين 2022/10/31
مشروع استعراضي آخر قد لا يصل إلى الأسواق

بورصة (تركيا) – كثفت الحكومة التركية من جهودها لتشتيت انتباه الأتراك عن الأزمات التي يعاني منها اقتصاد بلدهم بسبب جائحة التضخم وانهيار الليرة من خلال الكشف عن أول سيارة محلية الصنع.

وتم طرح أول سيارة كهربائية مُنتجة محليا خلال حفل أُقيم السبت الماضي، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس رجب طيب أردوغان لإبراز النجاحات الاقتصادية قبل الانتخابات المقررة الصيف القادم.

وقال الرئيس الذي يتبنى مقاربة مثيرة للجدل بشأن كبح التضخم، عقب قيادته أول سيارة تخرج من خط الإنتاج “ستنطلق السيارة توغ بمختلف طرزها المصنوعة محلياً في تركيا على الطرقات الأوروبية”. وأضاف “سيقول الأوروبيون إن الأتراك المجانين قادمون”.

غوركان كاراكاس: طاقة الإنتاج التي بنيناها هي 100 ألف مركبة سنويا
غوركان كاراكاس: طاقة الإنتاج التي بنيناها هي 100 ألف مركبة سنويا

كما كشف أن بلاده وقعت اتفاقا مع واحدة من أبرز الشركات في العالم بغرض بناء إنشاء مصنع لبطاريات الليثيوم أيون بالقرب من موقع إنتاج السيارة توغ في مدينة بورصة، لكنه لم يعلن عن اسم الشركة.

ومن المقرر أن تبدأ تركيا بيع أول موديل من سيارة توغ الرياضية متعددة الاستخدامات من الفئة سي في نهاية الربع الثالث من العام المقبل، غير أن خبراء يشككون في قدرتها على انتزاع مكان لها في السوق مع وجود جحافل من السيارات المصنوعة خاصة في الصين.

وبحسب وكالة بلومبرغ، يستهدف تحالف أوتوموبيل جوينت فينتشر غروب في تركيا، الذي يضم الشركات المحلية والمسؤول عن مشروع “السيارة المحلية”، بدء إنتاج طرز أخرى خلال الأعوام المقبلة.

وتتضمن الخطة تصدير السيارة الكهربائية التركية إلى أوروبا ثم إلى بقية دول العالم، وذلك بعد 15 أو 18 شهراً فقط من طرحها للبيع محلياً. وقال غوركان كاراكاس الرئيس التنفيذي للمشروع المشترك إن “الطاقة الإنتاجية التي تمكنا من بنائها هي 100 ألف مركبة سنويا”.

وأوضح أنه رغم ذلك فإن الهدف المبدئي هو إنتاج ما بين 17 و18 ألف سيارة رياضية، ثم زيادة الإنتاج بشكل تدريجي. ولم يتم تحديد سعر توغ بعد، لكن من المتوقع أن يُعلن عنه في فبراير المقبل، وذلك مع بدء المبيعات الأولية.

ويقول خبراء إن السيارة التي تفاخر أنقرة بأنها “محلية الصنع بالكامل” تشبه إلى حد بعيد سيارة أنتجتها قبل سنوات شركة بينينفارينا الإيطالية لصالح شركة فينفاست الفيتنامية لصناعة السيارات.

ويسعى الحزب الحاكم لاستعراض المشاريع الكبرى قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في يونيو المقبل مقارنة بالمشكلات الاقتصادية المتفاقمة في البلاد وسط ارتفاع التضخم المدفوع بتخفيضات البنك المركزي غير التقليدية لأسعار الفائدة.

ودعمت الحكومة التي يقودها أردوغان المشروع بتخفيضات ضريبية، وأراضٍ مجانية، وتكاليف اقتراض منخفضة، وضمان شراء حكومي لثلاثين ألف سيارة سنوياً حتى نهاية عام 2035.

وتظهر المؤشرات أن أسعار السيارات ارتفعت بشكل كبير هذا العام بسبب التضخم وجراء ذلك تراجعت المبيعات في السوق التركية بنسبة 8.2 في المئة خلال أول تسعة أشهر من هذا العام على أساس سنوي العام الماضي وفقا لاتحاد موزعي السيارات التركي (أو.دي.دي).

لالا

وجاء التراجع مدفوعا بانخفاض الليرة بنسبة 28 في المئة مقابل الدولار حتى الآن هذا العام، ما يجعلها ثاني أسوأ العملات أداءً على مستوى الأسواق الناشئة، غير أن تراجع العملة المحلية ساعد في تعزيز الصادرات.

وبدأ العمل على تطوير السيارة الكهربائية الجديدة منذ 2018 وتمتلك شركات أناضولو غروبو وبي.أم.سي وتوركسيل وفيستيل إليكترونيك حصة 23 في المئة لكل منها في هذا المشروع المشترك، والباقي مملوك من قبل تحالف شركات.

ومن المتوقع أن تغادر أول دفعة خط الإنتاج، وهي من السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات الصغيرة، مع أربع طرز أخرى ستلحق بها في المستقبل. ويقول المشرفون على المشروع إن المكونات المحلية في توغ ستصل إلى 65 في المئة بحلول 2025، بزيادة من 51 في المئة حاليا.

1

مليون سيارة بحلول نهاية هذا العقد، والمشروع سيساهم بمبلغ 50 مليار دولار في الاقتصاد التركي على مدار الأعوام الخمسة عشر المقبلة

وتستهدف الخطط إنتاج مليون سيارة بحلول نهاية هذا العقد، وأن المشروع سيساهم بمبلغ 50 مليار دولار في الاقتصاد التركي على مدار الأعوام الخمسة عشر المقبلة.

لكن الخبراء والمعارضة يبدون شكوكا ممزوجة بالانتقادات لما يصفونه بالطبيعة السياسية الواضحة التي تطغى على المشروع، رغم أن البعض يرى أن تركيا تعد مركزا مهما لإنتاج السيارات ومصدرا رئيسيا لأوروبا.

ففي صيف العام 2020 علقت شركة فولكسفاغن الألمانية العملاقة خططها لإنشاء مصنع بقيمة 1.3 مليار يورو في غرب تركيا، وذلك في أعقاب الهجوم العسكري التركي في شمال سوريا في أكتوبر 2019.

وكانت خطط فولكسفاغن تشير إلى أن المنشآت في مقاطعة مانيسا ستنتج 300 ألف سيارة في المرحلة الأولية للمشروع، لكن الشركة حولت اهتمامها منذ ذلك الحين إلى سلوفينيا كموقع بديل.

ويعد الانخفاض الحاد في المبيعات والانكماش في السوق المحلية، وقرار فولكسفاغن التخلي عن إنشاء مصنعها في البلاد، جزءا من أكبر العقبات التي تواجه قطاع تصنيع المركبات التركي.

وهذه الترجيحات تأتي على الرغم من أن شركات صناعة السيارات الكبرى، بما في ذلك فورد وتويوتا ومرسيدس تمتلك مصانع في تركيا.

10