تركيا تستعد لشن عملية برية في شمال سوريا وسط قلق أميركي وروسي

أنقرة - أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين عزم بلاده على تشكيل ممر أمني بطول 30 كيلومترا على طول الحدود الجنوبية مع سوريا، مع تزايد التوقعات بعملية عسكرية جديدة في نهاية الأسبوع.
وفي رد على اعتراض كل من الولايات المتحدة وروسيا على شن هجوم بري على الشمال السوري، قال الرئيس التركي إنه "لا ينبغي الانزعاج من عمليات تركيا العسكرية الرامية إلى توسعة الحزام الأمني على حدودها الجنوبية".
وكانت الولايات المتحدة أبلغت تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي بأن لديها مخاوف بالغة من أن يؤثر التصعيد العسكري على مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما طلبت روسيا الامتناع عن العملية.
وتؤيد روسيا الرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب المستمرة بالبلاد منذ 11 عاما، بينما تؤيد تركيا المتمردين الذين يقاتلون للإطاحة به.
وشدد الرئيس التركي في خطاب للشعب، عقب اجتماع للحكومة في المجمع الرئاسي، على أن تركيا "لا تستأذن أحدا عندما تتخذ خطوات تتعلق بأمن أراضيها وأبناء شعبها، فإنها لا تقبل المحاسبة من أحد أيضا".
وأضاف "لسنا مضطرين إلى تحمل نفاق من يدعمون التنظيم الإرهابي (حزب العمال الكردستاني وامتداداته) من خلال ألاعيب تغيير الأسماء".
وتابع "الذين يتشدقون علينا بخطب الديمقراطية والحقوق والحريات يتعين عليهم أولا الالتفات إلى الإرهابيين وداعميهم في بلادهم".
وأردف "لن يتمكن أحد بعد الآن من إجبار بلادنا على مواقف تتعارض مع مصالحنا من خلال تهديدات جوفاء".
وأكد أنه "لا ينبغي لأحد أن ينزعج من عمليات تركيا العسكرية الرامية إلى توسعة حزامها الأمني".
وأضاف "لا ينبغي لأحد أن ينزعج من العمليات العسكرية التركية الهادفة إلى توسيع دائرة أمنها وسلامها. لأنه في تاريخ هذا البلد لا يوجد استعمار، ولا وحشية ولا أنانية ولا قسوة".
وتأتي تصريحات الرئيس التركي في وقت تستعد القوات التركية لشن عملية عسكرية برية على ثلاث مدن في ريف حلب السورية، والتي سبق أن حددها أردوغان قبل أيام وهي عين العرب وتل رفعت ومنبج.
وقال مسؤولون أتراك إن الجيش لا يحتاج إلاّ إلى أيام قليلة ليكون جاهزا لعملية توغل بري في شمال سوريا.
ويأتي هذا في الوقت الذي تقصف فيه القوات التركية فصائل مسلحة كردية عبر الحدود.
وتقصف مدافع هاوتزر يتم إطلاقها يوميا من تركيا أهدافا لوحدات حماية الشعب الكردية منذ أسبوع، بينما تنفذ طائرات حربية غارات جوية.
ويأتي التصعيد بعد تفجير أسفر عن سقوط قتلى في إسطنبول قبل أسبوعين، وأنحت أنقرة باللوم فيه على وحدات حماية الشعب الكردية. ونفت الجماعة الكردية مسؤوليتها عن الهجوم، وردت في بعض الأحيان على الهجمات عبر الحدود بقصف بقذائف المورتر.
وقال مسؤول كبير "القوات المسلحة التركية بحاجة إلى بضعة أيام فقط لتصبح جاهزة بشكل كامل تقريبا"، مضيفا أن المعارضة السورية المسلحة المتحالفة مع تركيا استعدت لمثل هذه العملية بعد بضعة أيام من تفجير إسطنبول في الثالث عشر من نوفمبر.
وقال "لن تستغرق العملية وقتا طويلا حتى تبدأ... الأمر يتوقف فحسب على إصدار الرئيس (التركي رجب طيب أردوغان) للأمر".
وسبق أن نفذت تركيا توغلات عسكرية في سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، إذ تعتبرها جناحا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.
ونفى حزب العمال الكردستاني أيضا تنفيذ هجوم إسطنبول الذي أسفر عن مقتل ستة في شارع مكتظ بالمشاة.
وقال المسؤول التركي الأول إن عملية برية تستهدف مناطق منبج وعين العرب "كوباني" وتل رفعت باتت حتمية، لربط المناطق التي دخلت تحت سيطرة تركيا وحلفائها السوريين بالمناطق التي تم الاستيلاء عليها خلال توغلات 2016.
وأضاف المسؤول أن أنقرة أجرت اتصالات مع موسكو وواشنطن بشأن أنشطتها العسكرية.