تركيا تستشعر صعوبات في ولاية بايدن الرئاسية

إسطنبول – تتوجّس تركيا من تغيرات كبيرة ستطرأ على السياسة الأميركية حيال أنقرة بمجرّد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الذي عبّر في العديد من المرات عن دعمه للمعارضة التركية ورفضه سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان في التعامل مع عدد من القضايا الحارقة.
وقال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن الإدارة الأميركية لا يمكنها تبني موقف من شأنه أن يتجاهل تركيا، أيّا كان رئيسها، “فهذه ضرورة جيوسياسية”، وذلك ردّا على سؤال حول العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وحقق بايدن انتصارا كبيرا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فيما يصر الرئيس الحالي دونالد ترامب على رفض الاعتراف بذلك، مدعيا وقوع تزوير.
ويرى محللون أن بايدن سيكون صعب المراس في ما يتعلق بتركيا، عكس منافسه ترامب الذي كان من المتوقع أن يصبح أكثر مرونة مع أنقرة إذا ما فاز بولاية ثانية، وذلك بالرغم من التقلبات التي شابت العلاقات التركية الأميركية خلال السنوات الأربع الماضية.
وأوضح قالن خلال مقابلة تلفزيونية مع فضائية “أن.تي.في” المحلية السبت أنه “سواء جاءت إدارة بايدن أو استمرت إدارة ترامب، قلنا من حيث المبدأ: تركيا لديها قضيتان أساسيتان للأمن القومي في علاقاتها مع الولايات المتحدة”.
وأضاف أن القضية الأولى هي منظمة “بي.كا.كا” الإرهابية، أي الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لها عبر امتدادها في سوريا تنظيم “ب.ي.د / ي.ب.ك”، أمّا القضية الثاني فهي منظمة “غولن” الإرهابية التي لم تتخذ الولايات المتحدة إجراءات ضدها، وتستمر في احتضان زعيمها وبقية أعضائها.
وأشار قالن إلى وجود قضايا أخرى تخص العلاقات الثنائية مثل التجارة وأنظمة “أس - 400” الروسية للدفاع الجوي ومنع تسليم مقاتلات “أف - 35” إلى تركيا.
ولفت إلى أن إدارة بايدن عندما تتولى مهامها ستدرك بأنه لا يمكن تجاهل تركيا في المنطقة، لأن ذلك سينعكس سلبا عليها أيضا.
وللرئيس الأميركي الجديد موقف حاد من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إذ دعا بايدن بلاده في تصريحات سبتمبر الماضي، إلى دعم المعارضة التركية للإطاحة بأردوغان الذي وصفه بـ"المستبد".
وكان بايدن ضد قرار إعادة آيا صوفيا مسجدا، كما اتهم أنقرة بإثارة التوتر في شرق المتوسط وتأجيج النزاع في القوقاز، وأعلن عن نيته في أن يجعلها تدفع ثمن شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسي "أس - 400".
وحصلت تركيا على أنظمة أس - 400 الصاروخية الروسية، في صفقة تخضع لقانون "مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات"، "كاتسا". ورغم ضغط الحزبين في الكونغرس لتنفيذ العقوبات فورا، فإن ترامب جمّد القرار.
وتعرّضت أنقرة للتهديد بفرض عقوبات أميركية عليها بموجب قانون أقرّه الكونغرس عام 2017 وينصّ على اتّخاذ تدابير عقابيّة تلقائيّة ضدّ أيّ بلد يشتري أسلحة روسيّة.
ويطالب بايدن بالمزيد من الضغط على تركيا لتخفيف التوتر مع اليونان، كما دعا إلى استبعاد أنقرة من أي جهود دبلوماسية في الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، واقفا في صفّ مشروع القانون الأرمني ضد تركيا.
وتتخوف أوساط تركية من أن تاريخ بايدن وموقعه السابق كنائب للرئيس باراك أوباما يشيران إلى أن سياساته ستكون عدائية عندما يتعلق الأمر بتركيا أو مصالحها، خاصة إذا كان سيتبع نفس المسار السياسي الذي سلكه أوباما سابقا.