أنقرة – تخطط تركيا لتقديم ما لا يقل عن ألفي ميغاواط من سعة الطاقة المتجددة الجديدة سنويا حتى العام 2035، في محاولة لتسريع الاستثمار في القطاع الذي أصبح محورا مهما لخفض الكربون وتنويع مزيج الطاقة.

وكشفت مصادر مطلعة لوكالة بلومبيرغ الأربعاء، أن وزارة الطاقة ستستأنف المزادات العام المقبل للمناطق المخصصة خصيصا، والمعروفة اختصارا باسم “يكا”.

وأوضحت المصادر أن الوزارة تعمل أيضا على طرق لتشجيع الشركات التي لديها بالفعل تراخيص لبناء محطات الرياح والطاقة الشمسية ولكنها لم تستخدمها بعد للقيام بذلك.

وتحظى الطاقة المتجددة في البلاد بدعم حكومي متزايد بهدف رفع مساهمة المصادر النظيفة بمزيج الكهرباء، ودعم تحول الطاقة في البلاد ضمن سعيها إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2053.

وقال أوفوك ألبارسلان، رئيس إقليمي في شركة أبحاث الطاقة إمبر، إن “السعة المخصصة إن تركت دون استخدام تشكل مشكلة لأنها تحد من فرصة المستثمرين الجدد لدخول السوق”.

وأضاف “بسبب قدرات الشبكة المحدودة، تحولت بعض المزادات إلى سباق للفوز. ونتيجة لذلك، لم تدخل بعض المشاريع حتى مرحلة البناء”.

وتهدف أنقرة إلى إضافة ما متوسطه 3.1 غيغاواط من الطاقة الشمسية و1.4 غيغاواط من طاقة الرياح كل عام، وفقا لخطتها الوطنية للطاقة التي تمتد خلال الفترة الفاصلة بين عامي 2022 و2035.

ورسمت خطة التنمية للفترة بين 2024 و2028 التي اعتمدها البرلمان التركي في أكتوبر 2023 خارطة طريق طويلة المدى في إطار رؤية 2053.

وبحسب الخطة، فإن دور الطاقة التي يجري توفيرها من موارد محدودة وبتكاليف عالية حاليا سيتراجع في معادلة الإنتاج والاستهلاك، نتيجة التحولات التكنولوجية الجديدة والوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد الجديدة والنظيفة.

وتحتل تركيا المرتبة الخامسة في أوروبا والثانية عشرة على مستوى العالم في مجال الطاقة المتجددة، وتخطط لزيادة حصتها إلى 69 في المئة بحلول عام 2053.

والشهر الماضي، كشف وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار عن أن بلاده تستهدف زيادة قدرتها على توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2035، من 30 غيغاواط حاليا.

والتزمت دولة الإمارات باستثمارات مؤقتة في مجال الطاقة بقيمة 30 مليار دولار في البلاد في يوليو 2023 لكنها لم تعلن بعد عن صفقة ثابتة.

وأضافت أنقرة نحو 58.5 غيغاواط من مصادر الطاقة النظيفة في العام الماضي، بنسبة زيادة 4.5 في المئة عن العام السابق له، بحسب ما أظهرته بيانات وكالة الطاقة المتجددة الدولية.

وفي مارس الماضي، ارتفعت معدلات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في تركيا إلى 49.3 في المئة من إجمالي الكهرباء المولدة، مقابل 35.7 في المئة من إجمالي التوليد في الشهر ذاته من عام 2023.

وسبق أن قال وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك إن “حصة الطاقة المتجددة في تركيا من سعة الكهرباء الإجمالية تبلغ 55 في المئة”.

وخلال العام الماضي استحوذت الطاقة الشمسية على ثلاثة أرباع السعة الجديدة المركبة من الطاقة المتجددة في تركيا.

وأعلنت تركيا أنها ستخفض انبعاثاتها الكربونية بنسبة 21 في المئة بحلول عام 2030، وقد صدقت على اتفاقية باريس للمناخ في أكتوبر 2021.

ويعني التصديق إجراء تحولات في مجموعة واسعة من المجالات الاقتصادية والاجتماعية التي تضمن تحقيق هدف الاتفاقية بالحدّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة. وتشمل الإجراءات بشكل أساسي التحول بعيدا عن مصادر الوقود الأحفوري في مجالات الطاقة والتصنيع.