تركيا ترفع الحجب عن مواقع إخبارية سعودية وإماراتية.. إعلان هدنة إعلامية

أنقرة- رفعت تركيا الحجب المفروض منذ نحو عامين على مواقع إخبارية سعودية وإماراتية، في خطوة تندرج ضمن التحركات التي بدأتها أنقرة قبل أشهر لإعادة تطبيع علاقاتها مع أبوظبي والرياض.
وعدّ مراقبون رفع الحجب إعلان هدنة إعلامية من قبل النظام التركي، الذي وظّف تغطية وسائل الإعلام الناطقة بالعربية في شنّ حرب علاقات عامة على السعودية والإمارات.
ويعد الإعلام إحدى أهم أذرع سلطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة خصوصا مع تراجع الدور السياسي التركي وانحسار السوق التجارية للبضائع التركية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
◄ السعودية تحجب بدورها عددا من المواقع الإعلامية التركية منذ العام 2019، بما في ذلك موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية "تي.آر.تي"
يذكر أن أغلبية وسائل الإعلام في تركيا باتت موالية للحكومة، واستطاع أردوغان أن يستحوذ على نحو 95 في المئة من الإعلام المقروء والمرئي والمسموع في البلاد.
ومنذ صباح الخميس، تمكن المستخدمون في تركيا من الدخول إلى المواقع الإخبارية السعودية والإماراتية، دون الحاجة إلى تشغيل برامج كسر الحجب “في.بي.أن” (vpn).
ومن بين المواقع الإخبارية “العربية نت” و”سكاي نيوز عربية” و”جريدة عكاظ” وموقع “بوابة العين الإخبارية” و”جريدة الرياض”، بالإضافة إلى عدد آخر من المواقع من بينها التي تخص الوكالات الرسمية لكل من السعودية والإمارات. ولم يصدر أي تعليق من الجانب التركي بشأن رفع الحجب المفروض على وسائل الإعلام، منذ أبريل 2020.
من جانبه كتب زاهد جول، رئيس تحرير موقع “إندبندنت” (النسخة التركية) عبر تويتر:
وأضاف “اليوم صباحا تراجعت تلك الإدارة ذاتها عن قرارها الذي كان مخالفا للقانون في تركيا”. وزاد جول:
ZahidGol@
“من غرائب المواقع التي كانت محجوبة أن الإرادة منعت أحد المواقع وقامت بحجبه في نسخته للموبايل دون أن يكون الحجب للنسخة الإلكترونية التي تفتح في أجهزة الكومبيوتر، يبدو أن تلك الإرادة التي اتخذت قرار الحجب وتراجعت عنه اليوم تعي جيدا فحوى قرارها الخارج عن المعقول والقانون”.
وتابع:
ZahidGol@
“على كل حال أشكر الإدارة لتصحيح خطئها وآمل ألا أرى في بلدي أي مواقع محجوبة، وخاصة إذا كانت تلك المواقع تقدم رصيدا معرفيا مثل موقع اليوتيوب والويكيبيديا والعربية وواس وغيرها من المواقع، التي تم حظرها لفترات وسنوات بتعليمات فقط دون أن يكون الحجب مبنيا على أي مسوغ قانوني”.
وسخر جول:
ومنذ أشهر طرأ تحول على صعيد علاقة تركيا بالإمارات والسعودية، الدولتين الخليجيتين اللتين كانتا ضمن محور واحد في أعقاب الأزمة الخليجية الأخيرة، والتي دخلت فيها تركيا كطرف حليف لقطر.
ومن المقرر أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أبوظبي والرياض خلال شهر فبراير المقبل.
وكان ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قد أجرى زيارة منذ شهرين إلى أنقرة، والتقى أردوغان، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ توتّر العلاقات بين البلدين، وتحولها إلى حالة صدام في عدد من الملفات.
يذكر أن السعودية تحجب بدورها عددا من المواقع الإعلامية التركية منذ العام 2019، بما في ذلك موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية “تي.آر.تي”، ووكالة أنباء الأناضول المملوكة للدولة.