تركيا تدرس خيارات تسوية ملف اللاجئين السوريين قبيل تطبيع منتظر للعلاقات مع دمشق

أنقرة- تشهد التطورات بين سوريا وتركيا حالة من السيولة في ظل مفاوضات تجري خلف الكواليس لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وتحاول تركيا ترتيب جملة من الملفات استباقا لأي اختراق في العلاقات مع دمشق، ومن بين تلك الملفات ملف اللاجئين، حيث كشفت صحيفة تركية عن خطة جديدة تدرسها حاليا “إدارة الهجرة” في الرئاسة التركية، لحل مسألة اللاجئين السوريين في البلاد.
وبحسب صحيفة “تركيا” فإن الخطة المطروحة تحمل عنوان “الاندماج والعودة” وهي مقسمة إلى مرحلتين؛ الأولى يتم فيها دمج السوريين غير الراغبين في العودة إلى بلادهم، والثانية تأمين عودة “آمنة” للاجئين في حال الاتفاق مع النظام السوري بهذا الخصوص.
ويتعرض اللاجئون السوريون في تركيا لموجة عداء متصاعدة، كان أخطرها ما جد في وقت سابق من الشهر الجاري من اعتداءات على لاجئين في ولاية قيصري والتي امتدت أيضا لولايات تركية أخرى ما ولد موجة احتقان كبيرة في صفوف السوريين في مناطق درع الفرات الخاضعة لسيطرة تركية في شمال سوريا.
وهناك مخاوف كبيرة لدى اللاجئين السوريين من أن يفضي أي تطبيع منتظر في العلاقة بين النظامين السوري والتركي إلى دفعهم للعودة، وهم المحسوبون في معظمهم على المعارضة السورية.
◄ رئاسة الهجرة التابعة للرئاسة التركية بدأت دراسة خطة "الاندماج والعودة"، وذلك بعد أخذ آراء مؤسسات مختلفة
وقالت الصحيفة التركية إنه في ظل تزايد احتمالات عقد اجتماع بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد يوما بعد يوم، بالرغم من بيان “الخارجية السورية” الذي اشترطت فيه انسحاب القوات التركية من الشمال السوري؛ يجري تطوير صيغ جديدة فيما يتعلق باللاجئين السوريين في تركيا.
ولفتت إلى أن رئاسة الهجرة بدأت مؤخراً بدراسة خطة “الاندماج والعودة”، وذلك بعد أخذ آراء مجموعات ومؤسسات مختلفة، بغية التوصل إلى الخطوات الواجب اتخاذها فيما يتعلّق بسياسات التكيف / الاندماج.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولي قطاع الأعمال في تركيا، يطالبون منذ مدة ليست قصيرة بتوظيف اللاجئين كعمال مسجلين من خلال الحصول على تصاريح العمل والإقامة. وفي حال تطبيق سياسات الإدماج، فسيتم اتخاذ الخطوة الأولى لضمان تسجيل اللاجئين في القوى العاملة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن الاستعدادات للبنية التحتية القانونية في هذا الصدد قد بدأت. وعليه، سيجري وضع سياسات حول كيفية ضمان اندماج أولئك الذين لا يرغبون في العودة إلى سوريا في العديد من الجوانب، بما في ذلك التكيف الثقافي في تركيا والعمل والإقامة واللغة.
وفيما يتعلق بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، فستستمر وفق ما سيتم الاتفاق عليه مع دمشق. ويوضح المصدر إذا أعطى النظام السوري ضمانة في هذا الشأن، فإن إرسال معظم اللاجئين الموجودين في تركيا إلى بلادهم سيكون على جدول الأعمال. ويرجّح أن تنفذ تركيا وسوريا بعض السياسات التحفيزية لعودتهم.