تركيا تحصي أولى خسائر ميليشياتها في قره باغ

سقوط قتلى من مرتزقة أنقرة في قره باغ يفضح تورّط تركيا في تأجيج الصراع بين أرمينيا وأذربيجان.
الجمعة 2020/10/02
تعميق للأزمة

بيروت – أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 28 مسلحا سورياً مواليا لأنقرة على الأقل، يقاتلون مع القوات الأذربيجانية في ناغورني قره باغ، منذ بدء المواجهات مع الانفصاليين الأرمن.

وينتمي القتلى وفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إلى فصائل سورية موالية لأنقرة وهم من بين أكثر من 850 مقاتلا سوريا نقلتهم تركيا إلى المنطقة المتنازع عليها منذ الأسبوع الماضي.

وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أنه تم إبلاغ عائلات ثلاثة من المقاتلين على الأقل بمقتلهم، بينهم قائد مجموعة غادرت بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي الشهر الماضي.

وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في شمال سوريا الجمعة صور أربعة مقاتلين قالوا إنهم قضوا في المعارك.

وأعربت تركيا، منذ استئناف المواجهات المستمرة إلى الآن، عن دعمها لحليفتها أذربيجان، ما يثير مخاوف من تدخل مباشر للجيش التركي، إلا أنها تنفي وجود مقاتلين سوريين لها في المنطقة.

واتهمت أرمينيا تركيا بإسقاط إحدى طائراتها بمقاتلة تركية متمركزة في أذربيجان وبدعم باكو بمرتزقة سوريين وخبراء عسكريين وطائرات مسيرة وهو ما تنفيه أنقرة.

وكشفت الخارجية الروسية، الأربعاء، أن مقاتلين من سوريا وليبيا تم استقدامهم إلى منطقة النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، وطالبت بسحبهم فورا في لغة تصعيدية تعكس غضبا روسيا من التدخل التركي، وسط تصاعد المخاوف الدولية من تحول المواجهات إلى حرب تستدرج إليها القوتان الإقليميتان تركيا وروسيا.

وذكرت مصادر أخرى بينها القيادة العامة للجيش الوطني الليبي أن أنقرة نقلت آلاف المرتزقة من غرب ليبيا إلى جنوب القوقاز أين تدور أعنف المواجهات المسلحة بين القوات الأرمينية والأذرية، وهو ما تتمسك تركيا وأذربيجان بنفيه، فيما أكدته وزارة الخارجية الروسية.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من تركيا حتى الآن حول نقل ميليشياتها، إلا أن سقوط قتلى من المرتزقة يدحض أي محاولة منها للتكذيب.

وقال مصدران من المعارضة السورية لـ"رويترز" في وقت سابق إن تركيا ترسل مقاتلين سوريين من المعارضة لدعم أذربيجان، وهو ما نفته تركيا وأذربيجان.

وأكدت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان أن تركيا لها "وجود مباشر على الأرض". وأضافت أن خبراء عسكريين من تركيا "يقاتلون جنبا إلى جنب" مع أذربيجان التي قالت يريفان إنها تستخدم أيضا أسلحة تركية من بينها طائرات مسيرة وحربية. كما تحدث السفير الأرميني لدى روسيا، فاردان تاجانيان، عن مشاركة مسلحين نقلتهم تركيا من سوريا في الأعمال القتالية في ناغورني قره باغ.

وتتالت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والبدء في محادثات بين البلدين، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد عبّر عن دعم بلاده لأذربيجان مستنكرا دعوات الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وغيرها لوقف النار بعد أهمالها هذا الملف لـ30 عاما، ومتمسكا بضرورة انسحاب الأرمن من إقليم ناغورني قره باغ كشرط لوقف إطلاق النار.

وتعود جذور الخلافات بين تركيا وأرمينيا إلى قضية إبادة الأرمن خلال الحقبة العثمانية، وتصنف 20 حكومة بينها حكومات فرنسا وألمانيا وروسيا رسميا قتل الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية على أنه إبادة جماعية، فيما ترفض أنقرة الاعتراف بوجود الجرائم.

وتحتل أرمينيا، منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".