تركيا تحصن نفوذها في ليبيا بتعزيز التعاون العسكري مع حكومة الدبيبة

أنقرة تنظر بقلق شديد لتصاعد نفوذ كل من روسيا والولايات المتحدة وتأثيره على مصالحها في الساحة الليبية.
الاثنين 2024/07/15
تدخل تركي مستمر يهدد استقرار ليبيا

أنقرة - تنظر تركيا بقلق كبير لتصاعد النفوذين الروسي والأميركي على الساحة الليبية وهو ما يدفعها لتوسيع التعاون العسكري مع حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة ما ينعكس سلبا في النهاية على الوضع الداخلي في بلد مزقته الحرب ويتطلع لتوحيد مؤسسات الدولة والمضي في الانتخابات تحت رعاية أممية.
وقد أجرى الدبيبة الأحد مباحثات مع رئيس هيئة الأركان التركية متين غوراك، حول إجراء مناورات عسكرية مشتركة وذلك خلال لقائهما في العاصمة الليبية طرابلس، التي يتواجد فيها "غوراك" ضمن إطار زيارة رسمية على رأس وفد عسكري.
وأفاد بيان للحكومة الليبية، أن اللقاء تخلل "برامج التعاون بين رئاستي الأركان بالبلدين، وعددا من البرامج التدريبية والمناورات العسكرية المشتركة بين وزارتي دفاع البلدين" مضيفا " نقل غوراك رسالة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد فيها على العلاقات التاريخية بين البلدين، والعمل على تطويرها في كافة المجالات وأهمها المجال العسكري والأمني.

وتتمتع تركيا بنفوذ كبير في ليبيا حيث دعمت حكومة الوفاق الوطني السابقة بقيادة فائز السراج في مواجهة الجيش الوطني الليبي خلال الحرب في 2019 ما منع دخول قوات الجيش للعاصمة طرابلس ومدن المنطقة الغربية.
وارسلت انقرة العديد من المرتزقة السوريون إضافة لعدد من الخبراء العسكريين لتدريب الميليشيات التابعة للوفاق والقتال الى جانبها ناهيك عن الدعم بالأسلحة والمسيرات.
وبعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية دعم الجيش التركي القوات الموالية لها كما ربطت علاقات وطيدة مع عدد من قادة الميليشيات بهدف الحفاظ على العديد من المصالح الاقتصادية والسياسية التي تعود لفترة حكم الوفاق الوطني وما قبلها على غرار مذكرة التفاهم بشأن النفط والغاز والتي تعززت في حكومة الوحدة سنة 2022 باتفاقية أخرى للتنقيب على النفط في المياه الليبية.
وفي 2022 وقع الدبيبة اتفاقيتين مع تركيا بناءً على اتفاق وُقع عام 2019 وأغضب الدول الأوروبية حينها.
ويشير هؤلاء المراقبين إلى ان رئيس حكومة الوحدة يستمر في رهن ليبيا إلى تركيا وذلك لكسب دعمها الدائم له للاستمرار في السلطة بعد تصاعد الانتقادات الموجهة له ليس فقط من مناوئين له في المنطقة الشرقية ولكن كذلك من قيادات بارزة في المنطقة الغربية كانت متحالفة معه.
ويأتي تعزيز التعاون العسكري في ظل صراع نفوذ بين روسيا من جهة والقوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة وهو صراع يثير قلق انقرة التي لا تريد خسارة الساحة الليبية.
وعززت موسكو تعاونها مع الجيش الوطني الليبي بإرسال بارجتين عسكريتين الى قاعدة طبرق وانزال معدات عسكرية فيما تحدثت تقارير كذلك قرب تشكيل الفيلق الليبي - الأوروبي في غرب البلاد عبر شركة أمنية أميركية شبه رسمية.
وتؤكد الأمم المتحدة ان التدخل الأجنبي من بين أبرز المعضلات التي تمنع التوصل لتوافقات نهائية في ليبيا تؤدي لتوحيد مؤسسات الدولة والمضي في الانتخابات.