وقال أردوغان من جهته إنّ بلاده “حققت مكاسب تاريخية في السنوات الأخيرة خلال كفاحها ضد تنظيم حزب العمال الإرهابي والذي دفعت فيه ثمنا باهظا ماديا ومعنويا”.
وتحدّث عضو فريق منظمة السلام العالمي كامران عثمان من جهته لوسائل إعلام محلية قائلا إنّ الجيش التركي بدأ منذ يناير الماضي بشق طريق عسكري بين النقاط والمقرات التي أنشأتها عام 2021 في منطقة برواري بالا التابعة لناحية كاني ماسي.
وأضاف أن الجيش التركي ردّ على إنشاء قوات حرس الحدود العراقية مقرّين في قضاء باتيفا في أبريل الماضي بالتحرك عسكريا إلى داخل القرى في شرق القضاء.
وأوضح أنّ إقامة المقرّين العراقيين أثارت قلق تركيا على الرغم من أن المئات من أهالي قرى كشان شيلان وبانكي وقرى أخرى تمكنوا من العودة إلى قراهم وإعمارها بعد تشرّد دام ثلاثة عشر عاما.
كما أكّد رصد نحو ألف جندي تركي خلال الأيام الماضية وهم بصدد التحرّك بين مقر كري باروخ وهو الأكبر الذي أنشأته تركيا في إقليم كردستان منذ تسعينات القرن الماضي وجبل متين خلف منطقة بامرني.
وحذر عضو المنظمة من أن نجاح العملية التركية يعرّض العشرات من القرى والنواحي للخطر ويشرد المئات من العوائل كما أن “جزءا مهما من أرض إقليم كردستان سيقع بيد الجيش التركي ومن الصعب أن يعود إلى سيطرة حكومة الإقليم والعراق مرة أخرى”.
وتثير التحركات العسكرية التركية على الأراضي العراقية امتعاض العديد من الأطراف السياسية العراقية التي توجه انتقادات للسلطات الاتحادية ولسلطات إقليم كردستان التي كثيرا ما تُتهم بالتواطؤ مع تركيا حفاظا على مصالح سياسية واقتصادية مع أنقرة.
لكن الأطراف المشاركة في قيادة الإقليم لا تحمل نفس الموقف من تركيا وعمليتها العسكرية وذلك تبعا لطبيعة العلاقة التي تجمعها بأنقرة.
وبينما بات الحزب الديمقراطي الكردستاني بمثابة حليف لتركيا ومتعاون معها اقتصاديا وكذلك أمنيا، وضعت حكومة أردوغان حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني في خانة أعدائها باتهامها له بالتعاون ضدّ قواتها مع عناصر حزب العمال الكردستاني، مهدّدة بأن تشمل عملياتها العسكرية مناطق نفوذ الاتحاد التي تقول إنّها تحوّلت إلى ملاذ لمقاتلي حزب العمّال وممرا لإمدادهم بالسلاح.
وقال غياث سورجي القيادي في حزب الاتحاد الوطني إنّ القوات التركية نصبت سيطرات رئيسية على طريق بامرتي – العمادية، مؤكدا أن “هذا الأمر يعد تجاوزا خطيرا على سيادة العراق”.
وأضاف متحدثا لوكالة بغداد اليوم الإخبارية أن “صمت حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية إزاء هذا الخرق مخجل جدا”، مشددا على “ضرورة أن يكون الرد سريعا لأن دخول جيش أجنبي داخل حدود دولة أخرى يعد استهانة بسيادتها”.
◄ تركيا تنشر منذ أشهر، وبشكل منتظم أرقاما بشأن حصيلة عملياتها العسكرية في شمال العراق وسوريا مبرزة ما توقعه من خسائر بشرية في صفوف مقاتلي حزب العمال
واعتبر أنّ التذرّع بوجود حزب العمال الكردستاني في تلك المناطق أمر غير صحيح لأن “الحزب يتواجد داخل العمق التركي، ويقوم بعمليات ضد الجيش التركي، ولكن غاية أنقرة هي التوسع والتمدد”.
وبذلت تركيا خلال الأشهر الأخيرة جهودا مكثّفة لجعل بغداد طرفا في حربها ضدّ حزب العمال الكردستاني، لكن وجود أطراف مناوئة لأنقرة داخل حكومة السوداني منعت من التوصّل إلى تفاهمات واضحة بهذا الشأن.
ويبدو أنّ أقصى ما توصّل إليه الجانب التركي هو الحصول على موافقة ضمنية غير معلنة من قبل بغداد على توسيع العملية العسكرية التركية في مناطق الشمال العراقي، وذلك بهدف تسهيل عقد شراكات اقتصادية بين البلدين والتوصّل إلى تفاهمات حول ملف المياه.
وحذّرت حركة حرية المجتمع الكردستاني من تصاعد العمليات العسكرية التركية في إقليم كردستان ودعت في بيان أصدرته الخميس البرلمانيين والرئيس العراقي لاتخاذ موقف حازم للرد على الانتهاكات.
وجاء في بيان الحركة أنّ “الجيش التركي دخل أراضي الإقليم مستخدما مئات الدبابات والمدرعات وآلاف الجنود. وهذا يشكل خطرا كبيرا ومخططا لاحتلال دائم للأراضي الجنوبية للإقليم”.
كما دعت الحركة في بيانها “القوى الوطنية والشعب العراقي لرفض تواطؤ الحكومة الفيدرالية والحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة بارزاني مع الجيش التركي المحتل”.