تركيا تحبط شحنة "بيجر" مفخخة إلى لبنان بعد هجمات إسرائيل

بيروت - أحبط جهاز الاستخبارات التركي هجوما عن بعد باستخدام أجهزة النداء "بيجر" العام الماضي في لبنان، حسبما ذكرت صحيفة تركية ومسؤولون الثلاثاء.
بيروت/إسطنبول - كشفت تقارير صحافية ومسؤولون أتراك ولبنانيون، الثلاثاء، عن إحباط جهاز الاستخبارات التركي لهجوم عن بعد باستخدام أجهزة النداء "بيجر" العام الماضي في لبنان بعد أيام قليلة من هجمات مماثلة نفذتها إسرائيل وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، من بينهم أعضاء في حزب الله اللبناني.
وذكرت صحيفة "ديلي صباح" التركية أن الاستخبارات التركية تمكنت من مصادرة شحنة تحتوي على 1300 جهاز نداء و710 شواحن مزودة بالمتفجرات داخل شحنة كانت متجهة من هونج كونج إلى بيروت عبر مطار إسطنبول.
وقد أكد مسؤول أمني تركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، صحة التقرير دون الخوض في تفاصيل إضافية.
وقال يوسف الزين مسؤول العلاقات العامة في حزب الله لوكالة أسوشيتد برس إن حزب الله أخطر الاستخبارات التركية، بعد أيام من هجوم البيجر في 17 سبتمبر الماضي في لبنان وسوريا، بأن هناك شحنة من أجهزة البيجر سيتم إرسالها إلى لبنان.
وأشار الزين إلى أن السلطات التركية قامت بمصادرة هذه الأجهزة وتدميرها على الأرجح، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول العملية.
ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق فوري على هذه التقارير.
وشنّت إسرائيل هجوم 17 سبتمبر عندما بدأت أجهزة النداء في جميع أنحاء لبنان تُصدر أصوات تنبيه. كانت هذه الأجهزة تنفجر حتى لو لم يضغط حاملها على الأزرار لقراءة رسالة مشفرة واردة.
ونفذت إسرائيل هجوما في 17 سبتمبر الماضي عندما بدأت أجهزة النداء في جميع أنحاء لبنان تُصدر أصوات تنبيه بشكل مفاجئ. وكانت هذه الأجهزة تنفجر بمجرد استقبالها رسالة مشفرة، حتى دون أن يضغط حاملها على أي أزرار لقراءة تلك الرسالة.
وفي اليوم التالي، قامت إسرائيل بتفعيل أجهزة اتصال لاسلكية نوع "آيكوم"، انفجر بعضها أثناء تشييع جنازات بعض الضحايا الذين سقطوا في هجمات أجهزة النداء.
ومثّلت هذه الهجمات تصعيدا كبيرا في الحرب بين إسرائيل وحزب الله، والتي بدأت بعد أن شنّت حماس هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أشعل فتيل الحرب الدائرة في قطاع غزة وتوسع تأثيرها الإقليمي.
ورغم أن هجوم لبنان في سبتمبر الماضي استهدف بشكل أساسي عناصر من حزب الله، إلا أن مدنيين سقطوا أيضا بين قتيل وجريح، حيث قُتل ما لا يقل عن 37 شخصا، بينهم طفلان، وأصيب نحو 3000 شخص في الانفجارات التي استمرت ليومين.
وأفادت صحيفة "ديلي صباح" اليومية بأن عملاء المخابرات التركية شنوا عملية استخباراتية دقيقة بعد تلقي معلومات تفيد بأن شحنة مشبوهة من أجهزة النداء ستصل إلى إسطنبول في طريقها إلى لبنان بعد يومين من الهجمات التي وقعت في سبتمبر.
وذكرت الصحيفة أن السلطات التركية اكتشفت الشحنة التي وصلت إلى إسطنبول قادمة من هونغ كونغ قبل يوم واحد من انفجارات لبنان.
وكانت الشحنة تحتوي على 61 صندوقا، وكان من المقرر أن تغادر إسطنبول إلى بيروت في 27 سبتمبر عبر مطار إسطنبول.
ووُصفت الشحنة بأنها شحنة مفرمة طعام، وفقا لصحيفة ديلي صباح. وعثرت السلطات داخلها على 1300 جهاز نداء من طراز "غولد أبولو" و710 شواحن مكتبية.
وبعد هجوم أجهزة النداء، وسّعت إسرائيل نطاق حربها على حزب الله بغارات أسفرت عن مقتل ما يقرب من 500 شخص في 23 سبتمبر، مما أجبر مئات الآلاف على النزوح من منازلهم.
وفي 27 سبتمبر، أسفرت غارات جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت عن مقتل حسن نصرالله، أمين عام حزب الله وأحد مؤسسيه، في أكبر ضربة للجماعة المدعومة من إيران.
وبعد نحو عام من تبادل للقصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين الدولة العبرية وحزب الله، تحوّل حربا مفتوحة في سبتمبر 2024، توصل الجانبان بوساطة أميركية، الى اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.
وعلى رغم سريان الهدنة، لا تزال إسرائيل تشنّ غارات على مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب والشرق.
وتؤكد الدولة العبرية أنها لن تسمح للحزب المدعوم من إيران، بالعمل على ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها ضربات قاسية على صعيد البنية العسكرية، وقتل فيها العديد من قادته أبرزهم.
ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات في جنوب البلاد أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها بموجب وقف إطلاق النار.