تركيا تتبنى موقف الصومال من مذكرة التفاهم بين أرض الصومال وإثيوبيا

الأناضول وزعت مقال رأي كتبه وزير الدفاع الصومالي ضمن نشراتها الأساسية ولم تشر إلى الكاتب في النسخة العربية.
السبت 2024/02/03
إرث أردوغان لا يغيب

أنقرة - لا تخفي تركيا انحيازها الكامل إلى الصومال في موقفه المناهض لمذكرة التفاهم بين أرض الصومال وإثيوبيا التي ستحصل بمقتضى المذكرة على منفذ إلى البحر الأحمر.

وبدا التطابق في المواقف واضحا حين وزعت وكالة الأناضول الرسمية التركية مقال رأي كتبه وزير الدفاع الصومالي عبدالقادر محمد نور بكل اللغات ضمن نشراتها الأساسية ولم تذكر في النسخة العربية أن كاتب المقال هو وزير صومالي بل ذكرت أنه مقال رأي فقط للإيحاء بأن النص موقف الوكالة رغم أنها وكالة إخبارية.

وقال عبدالقادر محمد نور "لا تتمثل رغبة إثيوبيا في الوصول إلى الموانئ التي من شأنها تحسين التجارة، بل في الحصول على قواعد بحرية عسكرية في خليج عدن، وهي واحدة من أكثر المناطق إستراتيجية في العالم".

◙ كلام عبدالقادر محمد نور يتطابق مع ما سبق أن قاله أردوغان خلال اتصاله بالرئيس الصومالي
◙ كلام عبدالقادر محمد نور يتطابق مع ما سبق أن قاله أردوغان خلال اتصاله بالرئيس الصومالي 

وأضاف أن مذكرة التفاهم "تشتت الأنظار عن الحرب ضد الإرهاب كونها تخلق إمكانية زيادة فراغ السلطة وعدم الاستقرار. ومن المؤكد أن حركة الشباب المتطرفة ستستغل أي فراغ محتمل للسلطة. وسيؤدي ذلك إلى زيادة أنشطة الإرهاب والقرصنة ويمكن أن يؤدي إلى المزيد من تعطيل التجارة الدولية، التي تعاني أصلاً من مشاكل في خليج عدن”.

وعزا وزير الدفاع الصومالي تحرك أديس أبابا نحو أرض الصومال إلى ثلاثة أسباب رئيسية: أولاً، تعتقد إثيوبيا أن الصومال القوي سيشكل تهديدا لها.

وثانيا “يعتقد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الغارق في السياسة الداخلية أنه يستطيع أن يفسح لنفسه مجال السياسة الداخلية من خلال تشتيت الأنظار عن السياسة الداخلية”.

ثالثا، “ترى إثيوبيا أن تصدعات النظام الدولي وغياب العقلانية يفتحان لها بوابة الوصول إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي، وأنها قادرة على جعل ذلك أمرا واقعا”.

ويتطابق كلام عبدالقادر محمد نور مع ما سبق أن قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصاله بالرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بعد الإعلان عن مذكرة التفاهم بين أرض الصومال وإثيوبيا.

وقال أردوغان إن "التوتر المثير للقلق بين الصومال وإثيوبيا ينبغي أن ينتهي على أساس وحدة أراضي الصومال”، وإن “تركيا تدعم الصومال في حربه ضد الإرهاب، وإن التعاون بين البلدين سيستمر تدريجيّا".

وتربط بين الحكومة الصومالية وتركيا علاقات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية وثيقة، بدأت تنمو منذ أن زار أردوغان مقديشو عام 2011، والتي توجد فيها أكبر سفارة تركية في أفريقيا.

◙ العلاقات بين تركيا والحكومة الصومالية توطدت كجزء من إستراتيجية أنقرة لتعزيز الاتصال والتعاون مع القارة الأفريقية في مختلف المجالات

وتوجد في الصومال أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج ومنشأة تدريب. وتعد القاعدة، التي تضم ثلاث مدارس عسكرية بجانب منشآت أخرى، أكبر معسكر تركي للتدريب العسكري خارج تركيا.

وتقع القاعدة على ساحل المحيط الهندي، وتعمل بطاقة تدريب تصل إلى 1500 جندي صومالي. وتشارك مُسيّرات بيرقدار التركية في قصف مناطق وسط الصومال وجنوبه إلى جانب الطيران الأميركي في مواجهة حركة الشباب.

وفي ديسمبر الماضي رحبت وزارة الخارجية التركية برفع مجلس الأمن الدولي حظر السلاح عن الصومال المفروض منذ 1992. وأكدت أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الصومالي وتدعم الصومال في هذه الفترة.

وفي التاسع من ديسمبر الماضي التقى الرئيس الصومالي في مقديشو وفدا من الخبراء والضباط العسكريين الأتراك. وناقش اللقاء كيفية تعزيز التعاون التركي – الصومالي، خاصة في مجالات دعم العمليات الصومالية المستمرة ضد حركة الشباب وتدريب الجنود الصوماليين على يد خبراء أتراك.

وتوطدت العلاقات بين تركيا والحكومة الصومالية كجزء من إستراتيجية أنقرة لتعزيز الاتصال والتعاون مع القارة الأفريقية في مختلف المجالات. وتحافظ تركيا منذ حوالي عشر سنوات على العلاقة الوطيدة بينها وبين الصومال باعتباره شريكا اقتصاديا رئيسيّا، خصوصا في مجالات البناء والتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية.

1