تركيا تبحث عقد صفقة مع إكسون موبيل لتوريد الغاز

أنقرة - تجري تركيا محادثات مع شركة الطاقة الأميركية العملاقة إكسون موبيل بشأن صفقة بمليارات الدولارات لشراء الغاز الطبيعي المسال في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة إلى الحد من اعتمادها على الطاقة الروسية.
وقال وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الأحد إن البلاد، التي تستورد كل احتياجاتها من الغاز الطبيعي تقريبا، تسعى إلى بناء “محفظة إمدادات جديدة” تجعلها أقل اعتمادا على أي شريك منفرد.
تأتي المحادثات وسط تحسن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بعد سماح أنقرة بانضمام السويد إلى حلف الناتو، كما تأتي في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة إلى إعادة وضع نفسها كمركز إقليمي للطاقة.
وتعتمد تركيا، التي لديها القليل من النفط والغاز، بشكل كبير على الواردات من روسيا وأذربيجان وإيران، وكذلك الغاز المسال من الجزائر وقطر والولايات المتحدة ونيجيريا لتوليد الطاقة الكهربائية التي تستخدم في الصناعة وأيضا للاستهلاك في المنازل.
ومؤخرا وقعت شركة بوتاش التركية اتفاقية مع الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال لتوريد مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال من سلطنة عمان بداية من العام المقبل.
وتظهر الأرقام الرسمية أن البلاد تستهلك ما يقرب من 53.5 مليار متر مكعب سنويا من الغاز، في حين أنها تنتج ما يقرب من 380 مليون متر مكعب سنويا.
وقال بيرقدار إن بلاده “ستحصل على نحو 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا من خلال الاتفاق طويل الأجل قيد المناقشة مع إكسون”، مضيفا أن “الاتفاق قد يستمر لمدة عشر سنوات”.
وستبلغ كلفة الشحنات التي من المتوقع الاتفاق عليها حوالي 1.1 مليار دولار، وفقا لتقييمات الأسعار التي أجرتها وكالة البيانات أرجوس.
وبحسب حسابات فايننشال تايمز، استنادا إلى بيانات من هيئة تنظيم سوق الطاقة، ستكون هذه الكمية كافية لتغطية ما يقرب من 7 في المئة من استهلاك الغاز الطبيعي في تركيا العام الماضي.
وقال بيرقدار إن “تركيا استوردت العام الماضي 5 ملايين طن من الغاز المسال من الولايات المتحدة في السوق الفورية”، حيث يتم شراء وبيع الطاقة للتسليم الوشيك.
ولدى إكسون خطط طموحة لتوسيع محفظتها من الغاز المسال إلى 40 مليون طن سنويا بحلول نهاية العقد الحالي، أي حوالي ضعف ما كانت عليه في عام 2020.
وتمتلك الشركة حصة 30 في المئة في غولدن باس للغاز، وهي محطة تصدير جديدة على ساحل الخليج الأميركي تقوم ببنائها مع شريكتها شركة قطر للطاقة.
وتتجاوز طاقة المحطة 18 مليون طن سنويا، ومن المقرر أن تبدأ إنتاج الغاز المسال في النصف الأول من عام 2025.
كما تتابع إكسون مشاريع الغاز في بابوا غينيا الجديدة وموزمبيق، وأكدت أنها أجرت مناقشات أولية مع الحكومة التركية بشأن الفرص المحتملة للغاز الطبيعي المسال لكنها لم تعلق على تفاصيل إستراتيجيتها التجارية.
ويؤكد بيرقدار أن بلاده، التي استفسرت أيضا مع منتجي الغاز الأميركيين الآخرين بشأن صفقات، تسعى إلى “تنويع” إمداداتها قبل انتهاء بعض عقودها طويلة الأجل مع روسيا في عام 2025 وتلك المبرمة مع إيران في العام التالي.
لدى إكسون خطط طموحة لتوسيع محفظتها من الغاز المسال إلى 40 مليون طن سنويا بحلول نهاية العقد الحالي، أي حوالي ضعف ما كانت عليه في عام 2020
وتعتمد تركيا بشكل كبير على الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة والصناعة. وتستفيد الأسر أيضًا من دعم الغاز الكبير والمكلف من خلال شركة الغاز الحكومية بوتاش.
وتعد روسيا أكبر مورد للغاز الطبيعي إلى تركيا، حيث استحوذت على أكثر من 40 في المئة من استهلاكها في العام الماضي، والذي وصل معظمه عبر خطوط الأنابيب. ولدى أنقرة حاليا اتفاقيات طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي المسال مع الجزائر وعمان.
واحتفظت تركيا بعلاقات تجارية واقتصادية وسياحية وطيدة مع روسيا حتى بعد أن تجنب حلفاء تركيا في الناتو موسكو لأنها شنت حربا واسعة النطاق على أوكرانيا في عام 2022.
وتعد روسيا أيضا أكبر مورد للنفط إلى تركيا، وستمتلك وتدير أول محطة للطاقة النووية في البلاد، وهي قيد الإنشاء حاليًا، على ساحل المتوسط. وقال بيرقدار إن لدى روسيا وكوريا الجنوبية “اهتماما جديا” بمشروع نووي مماثل على البحر الأسود.
ودافع بيرقدار عن علاقات بلاده مع روسيا، لكون صفقات الطاقة “التنافسية” مع موسكو ساعدت بلاده على تجنب أزمة الطاقة التي عصفت بدول أوروبية كبرى بعد بدء الحرب. وقال “نحن بحاجة إلى النظر إلى ميزة القدرة التنافسية؛ ما هو الغاز الأرخص؟”.
وأوضح أنه من أجل تأمين الإمدادات “نحتاج إلى الحصول على الغاز من مكان ما؛ يمكن أن يكون من روسيا، أو يمكن أن يكون من أذربيجان، أو يمكن أن يكون من إيران، أو خيارات الغاز الطبيعي المسال”.