تركيا تأمل أن ينقذ الري المدعوم بالذكاء الاصطناعي زراعاتها

بيانات استخدام مياه الري في تركيا تظهر أهمية انتشار الري المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
الجمعة 2024/08/09
النظام حول الري إلى عملية رقمية شاملة

إسطنبول - طوّر مهندسون أتراك نظام ريّ مدعوما بالذكاء الاصطناعي، يحقق زيادة في الإنتاج، ويوفر الطاقة، ويقلل من تكاليف العمالة، من خلال الري في الوقت المناسب وبالكمية الكافية، بحسب مهندسة الكهرباء والإلكترونيات فاطمة أقطاش.

وقالت أقطاش إن دخول الذكاء الاصطناعي مجال الري بعد أن ولج عدة مجالات أخرى، مخلفا نتائج إيجابية أحيانا، وسلبية أحيانا أخرى، دفع الخبراء إلى التحذير من بعض استخداماته.

ويعتبر الري المدعوم بالذكاء الاصطناعي واحدا من الأساليب المستخدمة لتوفير المياه في الزراعة، ونظاما يتم تطويره لتحقيق أقصى استفادة من الماء ورفع نسبة الإنتاج، من خلال سقي المزروعات بحاجتها فقط من الماء، ومنع الهدر.

وأضافت أقطاش، الشريكة المؤسسة لشركة (E – Sular)، أنهم يعملون منذ خمس سنوات من أجل تطوير حلول تكنولوجية متقدمة، لدعم قطاعات الزراعة المستدامة والري والأسمدة، ويقدمون خدمات للعديد من المزارعين في تركيا وأذربيجان.

وأشارت إلى أن الحلول التي تستند إلى البرمجيات والذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن استخدامها في مجالات الري وإدارة المياه والتسميد، وهذه الطرق توفر مساهمة مهمة في جعل قطاع الزراعة أكثر استدامة.

45

مليار متر مكعب من 55 مليارا من المياه المستخدمة سنويا في تركيا تستهلك في الزراعة

وأوضحت أن بيانات استخدام مياه الري في تركيا تظهر أهمية انتشار الري المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

ومستشهدة ببيانات إدارة المياه التركية، قالت المهندسة إن الحجم الإجمالي للمياه في تركيا يبلغ 112 مليار متر مكعب، والاستهلاك السنوي للفرد الواحد من المياه 1300 متر مكعب، مشيرة إلى أن حد الفقر المائي هو 1000 متر مكعب.

وبناء على تلك الإحصائيات، قالت أقطاش إن البلاد تتجه نحو مستوى الفقر المائي، وعوامل مثل الاحتباس الحراري وتغير المناخ تزيد من هذا الضغط.

كما أشارت أقطاش إلى أن 45 مليار متر مكعب من أصل 55 مليار من المياه المستخدمة سنويا في تركيا، تُستهلك في الزراعة.

وبشأن الهدر الحاصل، قالت المهندسة التركية “نحن نهدر 25 مليار متر مكعب من هذه المياه سنويا بسبب الري الخاطئ. وبعبارة أخرى، نهدر في قطاع الزراعة خلال عام واحد ما يعادل كمية المياه التي نستخدمها في المنازل والصناعة خلال عام ونصف”.

وأوضحت أن أنظمة الري الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر مزايا كبيرة في الزراعة، موضحة أنه بفضل البيانات التي توفرها هذه التقنيات، يمكن للمزارع تحليل كمية المياه التي يمكنه استخدامها، وكمية المياه التي يحتاجها النبات.

25

مليار متر مكعب من المياه تهدر في تركيا سنويا بسبب أساليب الري الخاطئ

وحول سلبيات الري اليدوي، أضافت أقطاش “من الصعب جدًا على الأفراد تحديد حالات الفقد والتسرب والأعطال في النظام اليدوي، لأن المساحات واسعة، وإدارتها يدويًا بواسطة الموارد البشرية صعبة جدًا، وتزداد صعوبة بمرور الوقت”.

واعتبرت أن من خلال دمج هذه التقنيات (الذكاء الاصطناعي)، يمكن الحصول على توفير كبير في المياه والطاقة.

المهندسة قالت أيضا إنهم يقومون “بتحويل الري إلى عملية رقمية شاملة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحسين استخدام المياه والطاقة في الأراضي الزراعية والبيوت البلاستيكية، ما يمنح المزارعين فرصة إنتاج أكثر كفاءة”.

وبشأن الخطط المستقبلية، أكدت المهندسة أنهم يسعون لتحقيق أقصى إنتاجية باستخدام الحد الأدنى من الموارد من خلال فلسفة “راقب، تعلم، وأدِر”، والتي تعتمد على الدعم المقدم من البيانات والذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يحقق زيادة في الإنتاج تتراوح بين 30 و60 في المئة.

وتحدثت أقطاش عن إمكانية متابعة رطوبة التربة ودرجة الحرارة والضغط والتدفق والملوحة، بالإضافة إلى درجة الحموضة في الوقت الفعلي، وتحليل احتياجات النباتات من الماء، بفضل أجهزة الاستشعار التي جرى تطويرها.

وموضحة طريقة الاستخدام، قالت أقطاش “عندما يدخل المستخدم إلى واجهة التطبيق المحمول، يستطيع أولا مراقبة الأجهزة ومعدات الري الموجودة في أرضه والصمامات وأنابيب التنقيط وأجهزة الاستشعار والمضخات”.

وأضافت “عند الدخول إلى قسم التفاصيل، بإمكان المستخدم الوصول إلى البيانات الآنية والسابقة، مع الكثير من الرسوم البيانية”.

وختمت المهندسة أقطاش حديثها بالقول إن الأنظمة الذكية “تعمل ذاتيا وتتخذ الإجراءات المناسبة، وتوفر للنباتات حاجتها من مياه الري، لا أقل ولا أكثر، لذا يمكننا متابعة العملية دون الحاجة إلى الدخول إلى التطبيق على مدار الساعة”.

11