تركيا بيئة طاردة لإعلاميي الإخوان بعد سنوات من الاحتضان
أنقرة - أعلن الإعلامي المصري معتز مطر وقف برنامجه على قناة الشرق الإخوانية التي تبث من تركيا، في وقت تحدثت فيه مصادر مطلعة على أنه قد يغادر البلاد خلال شهر.
وقال مطر في فيديو بث على مواقع التواصل، إنه رحل وفريقه رسميا من الفضائية، مضيفا "بعد 7 سنوات نحمل عصانا ونرحل".
وأكدت مصادر إعلامية أن إدارة القناة رفضت استمرار برنامج المذيع الإخواني الذي ينتقد السلطات المصرية، التزاما بتعليمات السلطات التركية بتخفيف حدة الخطاب الإعلامي ضد مصر.
ويبدو أن أنقرة ماضية في تحجيم المنابر الإخوانية وتغييب الوجوه الإعلامية التي تهاجم مصر، في إطار مساعيها لتحسين العلاقة مع القاهرة التي تتبع سياسة التريث في التعامل مع النظام التركي.
وقابلت مصر هذه المحاولات بشروط حددها وزير الخارجية سامح شكري، قائلا إنه "إذا ما وجدنا أفعالا حقيقية من تركيا وأهدافا تتسق مع الأهداف والسياسات المصرية التي تسعى للاستقرار في المنطقة، وعدم التدخل في شؤون الدول والاحترام المتبادل، ستكون الأرضية مؤهلة للعلاقة الطبيعية مع تركيا".
واشترطت القاهرة أيضا تسليم أسماء محددة من قياديي الإخوان المطلوبين في قضايا أمنية، والابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية وعدم المساس بالأمن القومي المصري والعربي، وخروج المرتزقة والقوات التركية من ليبيا، والتوافق حول جداول زمنية محددة لتنفيذ جميع التفاهمات.
وفي مارس الماضي أعلن معتز مطر نيته للرحيل ومغادرة الأراضي التركية.
وأعرب عن احترامه لرغبة أنقرة في التقارب مع مصر، معلنا أنه قد يتوجه إلى بريطانيا أو كندا أو البرازيل أو أفريقيا، في حالة صدر قرار نهائي بترحيل إعلاميي الإخوان وقادتهم أو إغلاق فضائياتهم.
ولا يرجح مراقبون أن تتنازل تركيا عن جميع أدواتها الإعلامية الإخوانية، التي استثمرتها في مناكفة خصومها وتوظيفها في الصراع معهم، في وقت لا يزال فيه النظام التركي مستمرا في المناورة كلما طُلب منه الكف عن دعم جماعة الإخوان، وهو ما دفع مصر أكثر من مرة إلى التأكيد أنها "تصدق الأفعال فقط".
ويشير هؤلاء إلى أن احتفاظ إعلاميي الإخوان بلغة الود مع تركيا، يرجع إلى إدراكهم بإمكانية تبدل المواقف التركية بحسب التطورات القادمة.