تركيا: إقالة نائب محافظ البنك المركزي وسط اضطراب في الأسواق المالية

إسطنبول - يستمر تدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سياسات البنك المركزي، حيث أصدر مرسوما تمت بموجبه إقالة نائب محافظ البنك المركزي مراد جيتينكايا من منصبه، وتعيين مصطفى دومان بديلا له، وذلك بعد فترة وجيزة من إقالة محافظ البنك المركزي ناجي إقبال وتعيين شهاب كافجي أوغلو خلفا له.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه تركيا فوضى مالية غير مسبوقة، حيث سجلت الليرة انخفاضا حادا أمام العملات الأجنبية ولامست 8.29 مقابل الدولار الأميركي.
وذكر المرسوم الرئاسي أن دومان شغل عدة مناصب تنفيذية وعمل في الخزانة وأقسام إدارة المخاطر والتدقيق المحاسبي خلال مسار عمله المصرفي، وفقا للسيرة الذاتية التي نشرها البنك المركزي.
وأثار قرار إقالة إقبال اضطرابا في الأسواق في ظل مخاوف من أن تركيا ربما تعود إلى سياسات اقتصادية غير تقليدية، من بينها فرض قيود على رؤوس الأموال لحماية عملتها.
لكن كبير مستشاري الرئيس للشؤون الاقتصادية قال إن تركيا لا تدرس فرض أي قيود على رؤوس الأموال.
وأثار تعين كافجي أوغلو على رأس البنك المركزي، وهو خبير اقتصادي ونائب سابق عن الحزب الحاكم، قلق المستثمرين حول استقلالية البنك المركزي في المستقبل، فيما تعهد الحاكم الجديد باتخاذ التدابير الضرورية لمكافحة التضخم.
وتعيش تركيا أزمة اقتصادية غير مسبوقة على وقع تسجيل الليرة مستويات متدنية، فيما تحمّل الأوساط الاقتصادية أردوغان فاتورة انهيار الليرة من خلال عبثه بالأدوات النقدية وتدخله في إدارة البنك المركزي.
وأججت إقالة إقبال وتدني قيمة الليرة في وقت يعاني فيه الاقتصاد من عواقب تفشي وباء كورونا، حالة استياء عارمة لدى الكثير من الأتراك.
وتراجع المؤشر الرئيسي للأسهم التركية خلال تعاملات الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى له منذ ثماني سنوات.
ويرى خبراء أن تدخلات أردوغان المتكررة في سياسات البنك المركزي ستكون لها مخلفات خطيرة على مستقبل الاقتصاد التركي، الذي يجاهد للتعافي من تداعيات جائحة كورونا، وربما يغرق البلد في هاوية الديون بالنظر إلى تضخم حجم الدين الخارجي في تركيا.