تركة ثقيلة تنتظر رئيس بوينغ الجديد لترميم فوضى عملاق الطيران

الرئيس التنفيذي الجديد لشركة بوينغ يواجه مهام ضخمة يتعين عليه القيام بها منها إصلاح العلاقات مع شركات الطيران والموظفين، وتعزيز الإنتاج، وإصلاح مالية الشركة.
السبت 2024/08/03
الطريق لإصلاح مالية بوينغ يمر عبر مصانعها

واشنطن- يواجه كيلي أورتبرغ الرئيس التنفيذي الجديد لشركة بوينغ مهمة شاقة عندما يبدأ مهامه الأسبوع المقبل، استعادة قوة شركة أمريكية عملاقة هزتها أزمات متعددة.

ويعود رئيس شركة روكويل كولينز السابق من التقاعد ليرأس شركة صناعة الطائرات الأميركية التي يبلغ عمرها 108 أعوام، والتي تنزف الأموال وتعاني من مشاكل على مستوى الشركة من المتوقع أن يستغرق إصلاحها سنوات.

وتشمل قائمة المهام الموسعة التي يتعين عليه القيام بها إصلاح العلاقات مع شركات الطيران والموظفين، وتعزيز الإنتاج، وإصلاح مالية الشركة، وتأمين صفقة عمل لتجنب إضراب محتمل للعمال في وقت لاحق من هذا العام.

أوسكار مونوز: أورتبرغ يجب أن يكون واقعيا مع المديرين التنفيذيين
أوسكار مونوز: أورتبرغ يجب أن يكون واقعيا مع المديرين التنفيذيين

وأبلغ مسؤولون تنفيذيون حاليون وسابقون في شركات الطيران رويترز أنهم متفائلون بشأن خبرة أورتبرغ في مجال الطيران والهندسة ومكانته كشخص من الخارج غير مرتبط بماضي بوينغ. لكن الرجل البالغ من العمر 64 عاما لديه مهمة ضخمة.

وقال بيل جورج الرئيس التنفيذي السابق لشركة ميدترونيك والزميل التنفيذي في كلية هارفارد للأعمال “هذا ليس إصلاحا لمدة خمس سنوات. هل هو مستعد لقضاء السنوات العشر التي ستستغرقها استعادة بوينغ؟”.

ولم تجعل بوينغ أورتبرغ متاحا لإجراء مقابلة. ولكن الشركة أكدت سابقا أنها تتخذ خطوات شاملة لتعزيز الجودة وبناء الثقة، بما في ذلك تقليل كمية ما يسمى بالعمل المسافر أو المعلق.

وقال أورتبرغ الأربعاء الماضي، في بيان إن “هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، وأنا أتطلع إلى البدء”.

والمشكلة الأكثر إلحاحا أمام الشركة هي انخفاض إنتاج الطائرات والتسليمات بعد حادث طائرة 737 ماكس الجديدة في الجو مطلع يناير الماضي، حيث تنتج حاليا 25 إصدارا من هذا الطراز شهريا، مع هدف 38 طائرة شهريا بحلول نهاية 2024.

وترك هذا الوضع الزبائن يتدافعون للحصول على الطائرات مع ازدهار الطلب على السفر، مما يكلفهم الإيرادات ويتركهم في حالة من التفريط في الموظفين.

وزادت شركة ساوث ويست أيرلاينز، التي تدير أسطولا يتكون من طائرات بوينغ بالكامل، طاقة التوظيف على افتراض أنها ستحصل على 85 طائرة هذا العام، لكنها تتوقع الآن 20 طائرة فقط.

◄ الشركة تحتاج إلى زيادة الإنتاج لإبطاء الإنفاق المتوقع أن يستمر على الأقل حتى الربع الثالث من العام الحالي بسبب كثرة الالتزامات.

وقال الرئيس التنفيذي السابق لشركة يونايتد إيرلاينز أوسكار مونوز إن “أورتبرغ يحتاج إلى أن يكون واقعيا مع المديرين التنفيذيين”.

وأضاف لرويترز إن “التواصل مع الزبائن الرئيسيين وموظفي بوينغ وإخبارهم بأن لديهم قائدا يمكنهم الثقة به والعمل معه سيكون أمرا أساسيا”.

ولا تزال بوينغ تواجه عقبات في سلسلة التوريد في الصناعة وتهديدًا بتعطيل العمل في سبتمبر من أكثر من 30 ألف عامل في مصنع منطقة سياتل حاليًا في محادثات تعاقدية.

ويقول المتحدثون باسم كل من بوينغ والرابطة الدولية للعمال الآليين والعاملين في مجال الطيران والفضاء إن الجانبين أحرزا تقدمًا في القضايا غير الاقتصادية، مع بدء المحادثات بشأن القضايا الاقتصادية الحرجة في الأسابيع المقبلة.

وتحتاج الشركة أيضا إلى زيادة الإنتاج لإبطاء الإنفاق المتوقع أن يستمر على الأقل حتى الربع الثالث من العام الحالي بسبب كثرة الالتزامات.

وحذرت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني من أنها قد تخفض التصنيف الائتماني للشركة إلى مستوى غير مرغوب فيه إذا لم تحقق تقدماً نحو مستويات إنتاج أكثر طبيعية.

 كيلي أورتبرغ: هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به
 كيلي أورتبرغ: هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به

ومن شأن ذلك أن يرفع تكاليف الاقتراض، بعدما كانت بوينغ تدفع ثمن الأجزاء والمكونات التي لا تُستخدم حالياً في بناء الطائرات.

وقال توني بانكروفت، مدير المحفظة في جابيلي فاندز، التي تحتفظ بأسهم بوينغ “هناك الكثير من الروافع التشغيلية في هذا العمل، ومع انخفاض معدلات الإنتاج حالياً عن السعة
المثلى، فإن الأمر لن يؤدي إلا إلى حرق السيولة”.

ويعتقد خبراء أن الطريق لإصلاح مالية بوينغ يمر عبر مصانعها. وقد نالت خطة أورتبرغ للتواجد في سياتل، حيث تقوم الشركة بتصنيع معظم طائراتها التجارية، رغم أن مقرها الرئيسي في واشنطن، إشادة مبكرة من نقابة عمال الماكينات وغيرهم.

وسيحتاج أورتبرغ أيضًا إلى مقابلة عائلات 346 شخصا لقوا حتفهم في حادثتي تحطم 737 ماكس في عامي 2018 و2019.

واتفقت وزارة العدل الأميركية وبوينغ على أن شركة صناعة الطائرات ستعترف بالذنب في تهمة التآمر على الاحتيال الجنائي وستدفع ما يصل إلى 487 مليون دولار بعد خرق اتفاقية تأجيل الملاحقة القضائية لعام 2021.

وبموجب ذلك، يجب على المحكمة التي تنظر في القضية أن تقرر ما إذا كان سيقبل الصفقة، والتي ستتطلب من أعضاء مجلس الإدارة مقابلة أفراد الأسرة.

ويرى محللون أنه بمجرد أن تضع الشركة على قدم متين، ستحتاج قيادة بوينغ إلى التركيز على إطلاق طائرة تجارية جديدة لإضافتها إلى خط منتجاتها القديم، حيث تعد ماكس أحدث طراز من طائرة 737 التي دخلت الخدمة لأول مرة في عام 1968.

وقال روبرت سبينجارن، المحلل في شركة ميليوس للأبحاث “نظرا لعمر أورتبرغ فقد تكون أولوياته هي استقرار عمليات بوينغ وماليتها وإصلاح الثقافة”. وأضاف إنه في حين أنه من دعاة طائرة جديدة، “يجب أن نعترف بأن بوينغ لديها احتياجات أكثر إلحاحا”.

11