ترجيح نهاية وشيكة لحروب ترامب التجارية

واشنطن - أعلنت الولايات المتحدة والصين أن مفاوضاتهما لتسوية النزاع التجاري بينهما أحرزت تقدما كبيرا مع اقتراب المهلة المحددة لانتهائها في مارس، لتجنب زيادة هائلة في الرسوم الجمركية يمكن أن تلحق ضررا بالاقتصاد العالمي.
وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ”التقدم الهائل” الذي تم تحقيقه ورحب بالرسالة “الرائعة” التي تلقاها من نظيره الصيني شي جين بينغ الذي أعرب عن أمله في تعزيز التعاون.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) أن المفاوضين الصينيين والأميركيين أحرزوا “تقدما مهما خلال يومين من المحادثات الصريحة والدقيقة والمثمرة” في واشنطن.
ورغم اختتام الجولة الأخيرة من المحادثات بتصريحات إيجابية، لكن البيت الأبيض شدّد على أن المهلة “القاسية” ما زالت قائمة لتجنب حصول تصعيد جديد في الحرب التجارية بين البلدين.
ويشير خبراء إلى أن هذا الاحتمال الذي قد يعني زيادة الرسوم الجمركية الأميركية بأكثر من ضعف على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار، سيشكل ضربة موجعة للاقتصاد العالمي.
وفي رسالة من شي إلى ترامب، أكد أن العلاقات بلغت مرحلة حاسمة، معربا عن أمله في مواصلة العمل معا مع المحافظة على الاحترام المتبادل.
وسيسافر ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين إلى بكين في منتصف هذا الشهر لعقد جولة جديدة من المحادثات، بينما أكد ترامب أنه سيلتقي شي بعد ذلك لاستكمال الاتفاق.
وقال ترامب “سيكون علينا وضع ذلك على الورق في مرحلة ما إذا اتفقنا. هناك بعض النقاط التي لم نتفق عليها بعد. أعتقد أننا سنتفق. أعتقد أنه عندما ألتقي بالرئيس شي، سيكون قد تم الاتفاق على جميع النقاط”.
وفي وقت يشهد الاقتصاد الصيني تباطؤا كبيرا ويخيم القلق على الأسواق من احتمال حدوث اضطرابات تجارية جديدة، لا يزال الكثير على المحك في ما يتعلق بالمحادثات.
والعام الماضي، تبادلت واشنطن وبكين فرض رسوم على بضائع بقيمة أكثر من 360 مليار دولار، بعدما أطلق ترامب الحرب التجارية جراء الشكاوى المرتبطة بالممارسات التجارية غير المنصفة.
وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول المهلة المحددة، سترتفع الرسوم الأميركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار من 10 إلى 25 بالمئة.
وقبيل محادثات هذا الأسبوع، عرضت بكين استئناف عمليات شراء الصويا الأميركي أحد الصادرات الرئيسية للولايات المتحدة.
وقد أثار تراجع مبيعات واشنطن خلال الحرب التجارية استياء المزارعين الأميركيين. واستؤنفت بعض الصادرات مذاك.
وفي اجتماع الخميس مع ترامب، أعلن نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي أن بلاده وافقت على شراء 5 ملايين طن إضافية من حبوب الصويا في اليوم. وقال الرئيس الأميركي لليو إن “ذلك سيسعد مزارعينا بشكل كبير”.
وأوضح البيت الأبيض لاحقا أن عملية الشراء لن تتم بشكل يومي في وقت لم يتم تحديد إطار زمني.
وفي وقت لاحق، أفادت وكالة شينخوا أن الوفد الصيني قال إن بكين ستزيد وارداتها من البضائع الأميركية الزراعية والمصنّعة وتلك المرتبطة بمجال الطاقة إضافة إلى الخدمات.
وتعهدت الصين كذلك بزيادة التعاون في ملف يشكل مصدر امتعاض رئيسيا للولايات المتحدة – وهو حماية الملكية الفكرية والقلق المرتبط بالنقل الإجباري للتكنولوجيا.
ويشير مسؤولون أميركيون بينهم لايتهايزر إلى أن أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم تتسابقان على الهيمنة مستقبلا على الصناعات الأساسية في مجال التقنيات المتطورة.
وفي إطار انتقادها للممارسات التجارية التي تعتبرها غير منصفة، تركز الولايات المتحدة على النقل الإجباري للتكنولوجيا الأميركية عبر فرض شروط تجبر الشركات الأجنبية على عقد شراكات مع تلك المحلية وغيرها من الطرق التي ترى واشنطن أن بكين تهدف من خلالها إلى سرقة الملكية الفكرية الأميركية.
وقبل أكثر من ثلاث سنوات بقليل، أطلقت بكين خطة استراتيجية تحمل اسم “صنع في الصين 2025” وتهدف إلى منح البلاد موقعا قياديا في مجالات الطيران والروبوتات والذكاء الاصطناعي وسيارات الجيل الجديد وغيرها من المجالات، التي يؤكد مسؤولون أميركيون أنها تعد من “أثمن ممتلكات” عالم التكنولوجيا والإبداع في الولايات المتحدة.