ترامب يوجه المتحدثة باسمه لتجاهل الصحافيين

الرئيس الأميركي يبلغ سارة ساندرز بألا تعطي أهمية للمؤتمرات الصحافية الرسمية في البيت الأبيض، لأن "الصحافيين لا يوفرون لها تغطية منصفة".
الخميس 2019/01/24
ترامب لا يولي اعتبارا للتغطيات الصحفية

واشنطن –  أوعز الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسارة ساندرز المتحدثة الرسمية باسمه لتجاهل الصحافيين وعدم إيلاء أهمية للقاء بهم، في خطوة جديدة للحد من المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض، وتقليصها إلى أقل ما يمكن، بعد الحادثة الشهيرة لطرد مراسل “سي.أن.أن”، جيم أكوستا وفشل ترامب في إلغاء تصريح اعتماده.

وقال ترامب الثلاثاء، إنه أبلغ المتحدثة الرئيسية باسمه بألا تعطي أهمية للمؤتمرات الصحافية الرسمية في البيت الأبيض، لأن الصحافيين لا يوفرون لها تغطية منصفة.

وأضافت ترامب “إن السبب في أن سارة ساندرز لم تعد تقف على المنبر هو أن الصحافة تغطيها بشكل وقح وغير دقيق، ولا سيما بعض وسائل الإعلام”.

وتابع “قلت لها بألا تهتم، والرسالة تصل على أي حال! معظمهم لن يوفروا لنا تغطية منصفة، ثم من هنا جاءت عبارة أخبار كاذبة!”.

وتم التخلي إلى حد كبير في ظل ترامب عن غرفة الصحافة في البيت الأبيض، التي شكلت حجر الزاوية في إيصال الرسائل الرئاسية في العصر الحديث. وتعود آخر مرة تلقت فيها ساندرز أسئلة من المراسلين إلى 18 ديسمبر الماضي.

وفي الثالث من يناير، ظهر ترامب بنفسه بصورة مفاجئة، وهي المرة الأولى على المنبر الإعلامي، لعرض موقفه حول أمن الحدود، لكنه لم يفسح المجال لطرح أسئلة عليه.

ويشكو ترامب مرارا وتكرارا مما يصفه بأنه تغطية غير عادلة لرئاسته. ويصل خلافه مع وسائل الإعلام إلى المستوى الشخصي، حيث يتعرض ترامب ومساعدوه أحيانا بالإهانة أو التوبيخ للصحافيين الذين لا يحبذونهم في الأماكن العامة.

وبعد أن غضب ترامب واصطدم مع مراسل سي.أن.أن جيم أكوستا خلال مؤتمر صحافي في نوفمبر، سحب البيت الأبيض بطاقة اعتماد الصحافي لفترة وجيزة، قبل أن تأمر المحكمة بإعادتها له. وفي حين تراجعت اللقاءات الدورية الرسمية التي كانت ذات يوم أساسية بالنسبة للرئاسة، إلا أن ساندرز كثيرا ما تلتقي مع المراسلين دون إعداد مسبق.

كما يتيح ترامب أيضا طرح الأسئلة عليه في مناسبات عدة، ما يجعل الوصول إليه سهلا خلافا لما كانت عليه الحال مع الرؤساء السابقين. ومع ذلك، فإن المناسبات المتاحة في المكتب البيضاوي أو قبل الصعود إلى طائرة “مارين 1” تكون سريعة ولا تتيح طرح أسئلة متابعة جدية مثلما هي الحال خلال مؤتمر صحافي رسمي.

يذكر أن ترامب دخل بصورة مفاجئة إلى قاعة الصحافة في البيت الأبيض، في الثالث من يناير الجاري، وذلك للمرة الأولى منذ تسلّمه السلطة قبل عامين، حيث أدلى بتصريح مقتضب رافضاً في الوقت نفسه الإجابة على أي سؤال.

وقال الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة لدى دخوله هذه الغرفة الصغيرة التي تتسّع لـ49 مقعداً والتي عقد فيها سلفه باراك أوباما مؤتمرات صحافية عديدة “مرحباً جميعا، يا له من مكان جميل! لم أره قبلاً. عام سعيد للجميع”.

وقاعة الصحافيين هي المكان الذي يفترض أن يلتقي فيه يومياً المتحدّث باسم الرئاسة الإعلاميين المعتمدين في البيت الأبيض للإدلاء بإيجازه الصحافي اليومي والإجابة على أسئلتهم.

ولم تكن القاعة ممتلئة بالصحافيين لدى دخول ترامب، ذلك أنّهم لم يتبلّغوا بأنّه سيلقي الخطاب إلاّ في اللحظة الأخيرة.

18