ترامب ينهي الدعم للإعلام الرسمي الموجه إلى الخارج

المئات من مراسلي وموظفي إذاعات "صوت أميركا" و"آسيا الحرة" و"أوروبا الحرة" تلقوا رسالة إلكترونية في نهاية الأسبوع تُفيد بمنعهم من دخول مكاتبهم.
الاثنين 2025/03/17
"وداعا" بعشرين لغة

واشنطن - جمدت إدارة الرئيس دونالد ترامب السبت عمل الصحافيين العاملين في إذاعة “صوت أميركا” وغيرها من وسائل الإعلام الممولة من حكومة الولايات المتحدة، ما أدى إلى وقف عمل وسائل إعلام اعتُبرت أساسية في مواجهة الإعلام الروسي والصيني.
وتلقى مئات من مراسلي وموظفي إذاعات “صوت أميركا” و”آسيا الحرة” و”أوروبا الحرة” وغيرها من وسائل الإعلام الرسمية، رسالة إلكترونية في نهاية الأسبوع تُفيد بمنعهم من دخول مكاتبهم وإلزامهم تسليم بطاقات اعتمادهم الصحفية وهواتف العمل وغيرها من المعدات.
وأصدر ترامب، الذي كان قد أوقف عمل الوكالة الأميركية للتنمية ووزارة التعليم، الجمعة أمرا تنفيذيا يُدرج الوكالة الأميركية للإعلام العالمي ضمن “عناصر البيروقراطية الفيدرالية التي قرر الرئيس أنها غير ضرورية.”
ووفقا للبيت الأبيض تضمن هذه الإجراءات “عدم اضطرار دافعي الضرائب إلى دفع أموال من أجل الدعاية المتطرفة.”
وبعثت كاري ليك، المذيعة السابقة المؤيدة لترامب التي عُيّنت مستشارة للوكالة الأميركية للإعلام، رسالة إلكترونية إلى وسائل الإعلام التي تُشرف عليها تقول فيها إن أموال المنح الفيدرالية “لم تعد تُحقق أولويات الوكالة.”

المئات من مراسلي وموظفي إذاعات "صوت أميركا" و"آسيا الحرة" و"أوروبا الحرة" تلقوا رسالة إلكترونية في نهاية الأسبوع تُفيد بمنعهم من دخول مكاتبهم.

أما هاريسون فيلدز، المسؤول الإعلامي في البيت الأبيض، فقد كتب على منصة إكس كلمة “وداعا” بعشرين لغة، في سخرية لاذعة من تغطية إذاعة “صوت أميركا” بلغات متعددة.
ووصف رئيس إذاعة “أوروبا الحرة/راديو ليبرتي” التي كان بثها موجها إلى الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، إلغاء التمويل بأنه “هدية عظيمة لأعداء أميركا.”
وقال ستيفن كابوس في بيان إن “رجال الدين الإيرانيين والقادة الشيوعيين الصينيين والمستبدين في موسكو ومينسك سيحتفلون بزوال إذاعة ‘أوروبا الحرة/راديو ليبرتي’ بعد 75 عاما.” وأضاف “إهداء فوز لخصومنا سيجعلهم أقوى وأميركا أضعف.”
وسلط كابوس الضوء على الدعم الحزبي للمحطة بين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة.
وترى إذاعة “آسيا الحرة”، التي تأسست عام 1996، أن مهمتها بث تقارير غير خاضعة للرقابة إلى البلدان التي لا توجد فيها وسائل إعلام حرة مثل الصين وبورما وكوريا الشمالية وفيتنام.
وتتمتع وسائل الإعلام الحكومية بجدار حماية يضمن استقلاليتها رغم أن تمويلها يأتي من الحكومة الأميركية. وهذه الاستقلالية لم ترُق لترامب الذي اعتبر خلال ولايته الأولى أن وسائل الإعلام الحكومية يجب أن تروج لسياساته.
وقالت إذاعة “أوروبا الحرة/راديو ليبرتي” (آر.إف.آي/آر إل)، والتي مقرها براغ، السبت إنها تواجه الإغلاق بسبب تخفيضات الميزانية التي أقرها ترامب.
وأبلغت الوكالة الأميركية للإعلام العالمي (يو.إس.إيه.جي.إم)، الشركة الأم لإذاعة “أوروبا الحرة/راديو ليبرتي”، هيئة البث بأن الاتفاق الذي يوفر التمويل للعمليات العالمية لـ”إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي” تم إنهاؤه.
وأعرب وزير خارجية التشيك يان ليبافسكي عن رأيه قائلا مساء السبت “إن إذاعة ‘أوروبا الحرة’ و’صوت أميركا’، من بين المصادر المجانية القليلة للمعلومات المقدمة للأشخاص الذين يعيشون تحت القمع من بيلاروسيا إلى إيران ومن روسيا إلى أفغانستان.”
يشار إلى أن إذاعة “أوروبا الحرة /راديو ليبرتي” (آر.إف.إي/آر.إل) تأسست عام 1949 في ذروة الحرب الباردة وتنتج برنامج “راديو سفوبودا” الإذاعي باللغة الروسية وقناة “الوقت الحالي” الإخبارية التلفزيونية. وفي عام 1981 تم قصف مقرها الرئيسي في ميونخ وتم نقل الإذاعة إلى براغ عام 1995، بدعوة من الرئيس التشيكي آنذاك فاتسلاف هافيل.

5