ترامب يمهد للقاء الشرع: العقوبات كانت وحشية وحان الوقت لنهوض سوريا

تغيير ملحوظ في لهجة ترامب الذي وافق على تحية الشرع أثناء زيارته إلى السعودية.
الأربعاء 2025/05/14
ترامب: هناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح

الرياض- تخلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ خلال زيارته إلى السعودية عن حذره بشأن العلاقة مع دمشق ولقائه مع الرئيس السوري أحمد الشرع، ما يظهر أهمية الدور الذي لعبته دول الخليج في تبديد شكوك الأميركيين تجاه الرئيس السوري وتوجهاته وتمهيد الطريق أمام تأهيله إقليميا ودوليا. 

وقال ترامب إن العقوبات كانت “وحشية ومعيقة وحان الوقت لسوريا لتنهض،” في إشارة إلى العقوبات الناتجة عن قانون قيصر الذي تم إقراره أميركيا ضد نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وتسعى حكومة الشرع إلى وقف العمل به من أجل تحسين أداء الاقتصاد وإخراج سوريا من العزلة. 

لكن مراقبين يرون أن تصريحات ترامب لم تتضمن خطوات واضحة، وأنها جاءت في صيغة أدبية تشعر المتابعين بأن الرئيس الأميركي يتعاطف مع السوريين، لكن من دون قرار بوقف العمل بقانون قيصر.

تشارلز ليستر: الفكرة (لدى الشرع) هي أن الوصول إلى ترامب بشكل مباشر هو أفضل طريق

ولا يعرف إن كان سيتم الإعلان عن رفع العقوبات عن دمشق خلال اللقاء المنتظر الأربعاء بين الرئيسين ترامب والشرع الذي وصل إلى الرياض مباشرة بعد تصريحات الرئيس الأميركي المشجعة. 

وقد تكون المناسبة قد جعلت ترامب يطلق العنان لحماسه، حيث جاء كلامه في خضم صفقات كبرى نجح في الحصول عليها من السعودية ووسط اهتمام عربي وإسلامي كبير بالزيارة. مع العلم أن لقاء الشرع مؤشر واضح على الاعتراف بالنظام الجديد وتجاهل لموقف إسرائيل التي ما تزال تنظر إلى الشرع بمنظار الشك بسبب ماضيه وخاصة في وجود المقاتلين الأجانب في مواقع متقدمة بالأجهزة الأمنية والدفاعية. 

وقال ترامب عن سوريا “هناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح،” مضيفا “أقول حظا سعيدا يا سوريا. أرونا شيئا خاصا.” 

ولم تتمكن واشنطن بعد من صياغة وتوضيح سياسة متماسكة تجاه سوريا، لكن الإدارة تنظر بشكل متزايد إلى العلاقات مع دمشق من منظور مكافحة الإرهاب. واتضح هذا النهج من خلال تشكيل الوفد الأميركي في اجتماع عقد الشهر الماضي بين واشنطن ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في نيويورك، والذي ضم مسؤولا كبيرا لمكافحة الإرهاب من وزارة الخارجية. 

وليس مستبعدا، إذا تم اللقاء بين ترامب والشرع، أن تبادر دمشق إلى إعلان موقف واضح بشأن وجود المقاتلين الأجانب مثل منعهم من تسلم مواقع قيادية في الجيش وقوات الأمن وإظهار الاستعداد للتنسيق الأمني مع واشنطن بشأن داعش والقاعدة خاصة أن حركة تحرير الشام الحاكمة في دمشق لديها معطيات مفصلة عن مختلف المجموعات المتشددة التي نشطت في سوريا وتقاطعاتها مع شبكات أخرى في العراق. 

وسيكون التحدي الثاني أمام الشرع هو التعهد بحماية الأقليات ومنع استهدافها من المجموعات المسلحة الشريكة في الحكم سواء داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية أو المؤسسة السياسية. كما أن واشنطن تريد معرفة مدى استعداد الشرع لتنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه مع أكراد سوريا، في ظل مخاوف من أن يكون الاتفاق مؤقتا ويهدف إلى ربح الوقت. 

◄ الشرع لن يجد فرصة أفضل من التي وفرها له الخليجيون بتأمين لقاء مع ترامب حتى ولو كان عابرا ولتبادل التحيات

ولا شك أن الشرع لن يجد فرصة أفضل من التي وفرها له الزعماء الخليجيون بتأمين لقاء له مع ترامب حتى ولو كان لقاء عابرا، إذ سيمكنه ذلك من تقديم صورة دقيقة عن نفسه بدلا من الصورة التي ترسم له داخل الدوائر الأميركية. 

وقال تشارلز ليستر، رئيس مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط “الفكرة (لدى الشرع) هي أن الوصول إلى ترامب بشكل مباشر هو أفضل طريق لأن هناك الكثير من أصحاب الأيديولوجيات داخل الإدارة لدرجة يصعب تجاوزهم.” 

وقال البيت الأبيض الثلاثاء “الرئيس وافق على تحية الرئيس السوري أثناء زيارته إلى السعودية.” وتمثل هذه التعليقات تغييرا ملحوظا في لهجة ترامب، الذي كان حتى الآن متشككا بشدة في الرئيس السوري. 

ومن المقرر أن يصبح الشرع أول زعيم سوري يلتقي رئيسا أميركيا منذ أن التقى حافظ الأسد الراحل بيل كلينتون في جنيف عام 2000. 

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على منصة إكس إن قرار الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن دمشق يمثل بداية جديدة في مسار إعادة إعمار بلاده. 

ووجه الشيباني الشكر للسعودية على دورها في تيسير رفع العقوبات الأميركية عن سوريا. وقال “الدبلوماسية السعودية أثبتت مجددا أنها صوت العقل والحكمة في محيطنا العربي. مساهمتكم الفاعلة في رفع العقوبات عن سوريا تعكس حرصا حقيقيا على وحدة سوريا واستقرارها وعودة دورها الفاعل في الإقليم.” 

1