ترامب يعلن الفوز ويلوّح باللجوء للقضاء لوقف الفرز

الرئيس الأميركي يقول إن النتائج بدأت تتغير في ولايات، ويسيطر عليها الديمقراطيون بطريقة مفاجئة.
الأربعاء 2020/11/04
ترمب: نستعد للاحتفال بالنصر

واشنطن - سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إثارة الشكوك حيال عمليات فرز الأصوات الجارية حالياً في عدة ولايات رئيسية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، متحدثاُ عن تزوير من دون تقديم أي دليل.

وكتب في تغريدة "مساء أمس كنت متقدماً في كثير من الولايات الرئيسية" مضيفاً "بعد ذلك، بدأت الواحدة تلو الأخرى تختفي بطريقة سحرية مع ظهور بطاقات انتخابية مفاجئة واحتسابها".

ووضع موقع تويتر الأربعاء إشارة "مضللة" على تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب يشكك فيها بعملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية في عدة ولايات رئيسية بعدما اتخذ قرارا مماثلا مساء الثلاثاء.

وكتب تويتر فوق تغريدة ترامب "قسم أو كامل مضمون التغريدة مثيرة للجدل وقد يكون مضللا بشأن طريقة المشاركة في اقتراع أو اي عملية مدنية أخرى".

والبطاقات التي يتحدث عنها ترامب هي تلك التي وصلت عبر البريد ومن الممكن أن تستمرّ عملية فرزها أياماً عدة في بعض الولايات.

وأثناء الليل، تسبب تعداد هذه البطاقات بتراجع ترامب في ميشيغن وويسكونسين، وهما ولايتان رئيسيتان تعتمد نتيجة الانتخابات على أصواتهما. ويهدد هذا التعداد أيضاً تقدّمه في ولاية بنسيلفانيا في الأيام المقبلة.

وأشار أيضاً إلى أن منظمي استطلاعات الرأي أخطئوا في هذه الانتخابات بشكل "تاريخي".

وبعد وقت قصير، تعهّد خصمه المرشح الديموقراطي جو بايدن في تغريدة أيضاً بأن حملته "لن يهدأ لها بال حتى احتساب كل صوت".

وأعلن مستشار في حملة بايدن أنّ ترامب قد يواجه "هزيمة محرجة" في حال لجأ إلى المحكمة العليا قبل انتهاء فرز الاصوات في الانتخابات الرئاسية.

وقال القاضي السابق بون بووير "قد يواجه واحدة من أكثر الهزائم المحرجة لرئيس أمام أعلى محكمة في البلاد" في حال طلب عدم احتساب بطاقات اقتراع فرزت بعد موعد الاقتراع.

وحاول كل من فريقي الحملتين إقناع الرأي العام بأن مرشحه سيفوز بالانتخابات، خلال اتصالات هاتفية مع الصحافة.

وفي وقت سابق أعلن ترامب فوزه على خصمه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، مهددا باللجوء إلى المحكمة لوقف عملية فرز الأصوات المستمرة.

وأطل الرئيس الأميركي ليعلن النصر بعد وقت قصير من إعلان بايدن أنه واثق من تحقيق الفوز في المنافسة بمجرد الانتهاء من فرز الأصوات.

fff

وأضاف "هذا احتيال كبير على أمتنا، نريد تطبيق القانون بطريقة ملائمة لذلك سنذهب إلى المحكمة العليا، نريد أن يتوقف كل التصويت".

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها وتوقف التصويت في أنحاء البلاد، وتقضي قوانين الانتخاب في الولايات الأميركية بفرز جميع الأصوات، لكن ولايات كثيرة تحتاج عادة لأيام حتى تنتهي من فرز بطاقات الاقتراع.

ويزيد عدد الأصوات التي لم يتم فرزها حتى الآن هذا العام عن أعوام الانتخابات السابقة لأن كثيرين أدلوا بأصواتهم إما شخصيا أو عن طريق البريد مبكرا بسبب الخوف من جائحة كورونا.

ويعلق بايدن آماله على ما يعرف بولايات "الجدار الأزرق" وهي ميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا، التي أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض في 2016، لكن فرز الأصوات هناك قد يستغرق ساعات أو أياما.

ويتقدم بايدن بفارق صغير في ويسكونسن في حين يتقدم ترامب في ميشيجان وبنسلفانيا، لكن لم تُفرز بعد أصوات أُرسلت بالبريد ومن المرجح أنها تميل لتأييد الديمقراطيين.

ومن شأن الفوز في هذه الولايات الثلاث أن يكون كافيا ليحقق بايدن الفوز، وتوقعت فوكس نيوز فوز المرشح الديمقراطي في أريزونا، وهي ولاية أخرى فاز بها ترامب في 2016، مما يتيح له مزيدا من الخيارات لتحقيق الفوز.

ويرى متابعون أنه في حال لم يحقق بايدن الفوز في بنسلفانيا، فإن من شأن انتصاره في أريزونا وميشيجان وويسكونسن، إضافة إلى فوزه المتوقع في دائرة تنتخب أحد أعضاء الكونغرس في نبراسكا أن يوصله إلى البيت الأبيض إذا تمكن من الفوز أيضا بنيفادا التي يتقدم فيها.

وقال ترامب إنه لا يزال يعتقد أن بوسعه الفوز في أريزونا وإنه يعول على تحقيق النصر في ولايتين على الأقل من ولايات "الجدار الأزرق" الثلاث.

وحقق الرئيس الأميركي الفوز في ولايات فلوريدا وأوهايو وتكساس محطما آمال منافسه في تحقيق فوز حاسم مبكر، لكن بايدن عبر عن ثقته في أنه في طريقه للوصول إلى البيت الأبيض عبر الفوز في ثلاث ولايات رئيسية تعرف باسم ولايات حزام الصدأ.

وقال بايدن في مسقط رأسه بولاية ديلاوير، رافعا صوته وسط ضجيج أنصاره الذين راحوا يطلقون أبواق سياراتهم تأييدا له، "يحدونا شعور طيب حيال وضعنا". وأضاف "نعتقد أننا على طريق الفوز في هذه الانتخابات".

وتقدم بايدن على ترامب في المنافسة على أصوات المجمع الانتخابي حيث حصد 224 صوتا مقابل 213 صوتا لترامب، حسبما أفاد مركز إديسون للأبحاث.

أما ترامب فقد أحرز تقدما في جورجيا ونورث كارولاينا، وهما ولايتان فاز فيهما في 2016، لكن لا يزال فرز الأصوات مستمرا في الولايتين.

وقالت جين أومالي ديلون مديرة حملة بايدن الانتخابية في بيان "تصريحات الرئيس الليلة عن محاولة وقف فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها بطريقة سليمة كانت مشينة وخاطئة ولم يسبق لها مثيل".

وكان ترامب قد كتب على تويتر قبل ظهوره في البيت الأبيض "نتقدم بفارق كبير لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات، لن ندعهم يفعلون ذلك أبدا. لا يمكن الإدلاء بأصوات بعد إغلاق مراكز الاقتراع!"، وهي تغريدة سارعت شركة تويتر بوضع تحذيرا من أنها قد تكون مضللة.

وكتب بايدن على تويتر ردا على ترامب "ليس من حقي ولا من حق دونالد ترامب إعلان الفائز في هذه الانتخابات. إنه حق الناخبين".

وفي بنسلفانيا، قال حاكم الولاية الديمقراطي توم وولف إن لدى ولايته أكثر من مليون صوت عبر البريد لم تُفرز بعد، ووصف تصريحات ترامب بأنها هجوم له دوافع حزبية.

ويسعى ترامب للفوز بولاية أخرى بعد أربع سنوات اتسمت بالفوضى وكان من أبرز معالمها أزمة فايروس كورونا واقتصاد تضرر بشدة من إجراءات العزل التي طبقت لمواجهة الجائحة وأيضا محاولة درامية لمساءلته وتحقيقات في تدخل روسي في الانتخابات وتوتر عرقي وسياسات مثيرة للجدل تتعلق بالهجرة.

أما بايدن فيتطلع للفوز بالرئاسة في ثالث محاولة يقوم بها بعد حياة سياسية طويلة استمرت 50 عاما وشملت توليه منصب نائب الرئيس لثماني سنوات في عهد الرئيس باراك أوباما.