ترامب يعلن الحرب على كورونا والكونغرس في الحجر الصحي

وثيقة حكومية مسربة تشير إلى أن الوباء سيستمر 18 شهرًا أو أكثر وقد يتضمن "موجات" متعددة.
الخميس 2020/03/19
وصف نفسه بـ "رئيس زمن الحرب"

واشنطن - بات فايروس كورونا ضيفا ثقيلا على الولايات المتحدة، فبعد تسجيل إصابات في الكونغرس الأميركي للمرة الأولى، من المؤكد أن يتم إجبار أعضاء مجلس النواب الأميركي على البقاء في الحجر الصحي الذاتي كإجراء احترازي لمنع مزيد تفشي الوباء، ويأتي ذلك فيما اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب جملة من الإجراءات غير المسبوقة، معلنا الحرب على هذا الوباء العالمي.

ودعا الرئيس الأميركي إلى توحيد الجهود من أجل مجابهة هذا العدوّ، قائلا "الآن حان دورنا، علينا أن نبذل التضحيات معًا، لأننا نواجه الأمر معاً وسنخرج منه معاً"، حتى أنه شبه نفسه بـ"رئيس في زمن الحرب" في مواجهة "عدو غير مرئي".

وأشار الرئيس الأميركي أيضاً إلى أنه سوف يستعين كذلك بقانون الإنتاج الدفاعي، وهو قانون يعود تاريخه إلى الحرب الكورية ويجعل من الممكن تعبئة القطاع الصناعي الخاص لتلبية احتياجات البلاد الأمنية.

وقال ترامب "يمكنه القيام بالكثير من الأمور المفيدة، إذا احتجنا إلى ذلك سأوقع على ذلك بمجرد انتهاء المؤتمر الصحافي".

واعتمد الرئيس الأميركي، الذي قلل من أهمية الوباء في البداية، بشكل متزايد لهجة أكثر جدية ومنذرة خلال الإحاطات الصحافية التي عقدها في البيت الأبيض.

ومع إرسال سفينة مستشفى عسكرية إلى نيويورك وتعبئة مهندسي الجيش والاستعانة بقانون يعود إلى الحرب الكورية، اتخذت الولايات المتحدة خطوة جديدة في مواجهة جائحة كورونا.

وبعد تسجيل إصابات بالوباء في وزارة الدفاع الأميركية، بات الكونغرس الأميركي أيضا في دائرة الاستهداف، حيث أعلن نائبان أميركيان أنّهما مصابان بالفايروس المستجد.

وقال النائب عن ولاية فلوريدا الجمهوري ماريو دياز-بالارت (58 عاماً) في بيان إنّه وضع نفسه في العزل المنزلي في واشنطن الجمعة و"مساء السبت ظهرت على عضو الكونغرس دياز-بالارت أعراض تشمل الحمّى والصداع. لقد تمّ إبلاغه للتوّ بأنّ نتيجة فحص فيروس كوفيد-19 الذي خضع له إيجابية".

وما هي إلا بضع ساعات حتى أعلن نائب ثان، هو الديمقراطي بن ماكآدامز (45 عاماً)، أنّه مصاب بدوره بالفيروس.

وقال النائب عن ولاية يوتاه في بيان على تويتر إنّه "مساء السبت بعد عودتي من واشنطن ظهرت عليّ أعراض خفيفة تشبه أعراض الرشح. بعد التشاور مع طبيبي نهار الأحد وضعت نفسي على الفور في العزل في منزلي وقد أجريت كل اجتماعاتي عبر الهاتف".

وأضاف أنّه بعد أن ساءت حاله الصحية طلب منه طبيبه الثلاثاء الخضوع لفحص كورونا فأتت النتيجة إيجابية.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن عدد الإصابات بكورونا بين العاملين في الوزارة ارتفع إلى 89، وأوضحت أن 49 من الإصابات تعود إلى عسكريين و40 لمدنيين ومتعاقدين وأسرهم.

وكانت الوزارة أعلنت قبل يومين أن الوزير مارك إسبر ونائبه وضعا في الحجر الصحي، بعد تأكيد إصابة 37 من طاقم الوزارة، وسط مخاوف من تفشي الفيروس في صفوف الجيش الأميركي.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن أن خطة وضعتها الحكومة الفيدرالية الأميركية لمكافحة كورونا الجديد (كوفيد-19) القاتل تشير أن الوباء سيستمر 18 شهرًا أو أكثر وقد يتضمن "موجات" متعددة.

Thumbnail

وجاء ذلك بحسب خطة الحكومة الفيدرالية للاستجابة للوباء، السرية التي سربتها الصحيفة المذكورة، رغم أنه وضعت علامة على المستند تؤكد إن هذه الوثيقة "للاستخدام الرسمي فقط وليس للتوزيع العام أو الإصدار."

وذكرت الصحيفة بأن "خطة الحكومة الفيدرالية لمكافحة الفيروس حذرت صانعي السياسة الأسبوع الماضي من أن الوباء" سيستمر 18 شهرًا أو أكثر "ويمكن أن يشمل" موجات متعددة "، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى عجز واسع النطاق وهذا من شأنه أن يرهق المستهلكين ونظام الرعاية الصحية في البلاد.

وبات لدى القوة العالمية الأولى التي تأخرت في بدء الاختبارات للتثبت من الإصابة بفايروس كوفيد-19، أكثر من 7300 حالة مؤكدة و115 وفاة، أعلن الرئيس الأميركي أيضًا إغلاق الحدود مع كندا، ثاني شركائه الاقتصاديين، واستثنى من ذلك التنقلات الأساسية والسلع الضرورية، ويأمل في إعادة فتحها في غضون 30 يومًا.

وعلى الرغم من التقدم المحرز في الأيام الأخيرة، لا يزال من غير الممكن التثبت من إصابة الكثيرين من الذين ظهرت عليهم الأعراض، لعدم توفر اختبارات كافية.

وأشارت إدارة الغذاء والدواء، الهيئة الفيدرالية التي تشرف على الأدوية، إلى أنها تدرس إمكانية إجراء اختبارات ذاتية يمكن إرسالها بالبريد. لكنها لم تحدد أي جدول زمني.