ترامب يطمئن السيسي: واشنطن حريصة على نجاح مفاوضات سد النهضة

واشنطن - أكدت الإدارة الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب حريص على نجاح مفاوضات سد النهضة من أجل التوصل إلى اتفاق في أقرب الآجال، فيما أشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بجهود واشنطن في حلحلة هذا الملف الشائك.
وقال البيت الأبيض إن ترامب تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأبدى تأييده لإجراء مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن السد الذي تقيمه إثيوبيا على النيل الأزرق.
وقال جود دير المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان "عبّر الرئيس ترامب عند دعمه للمفاوضات الجارية بين مصر وإثيوبيا والسودان للتوصل إلى اتفاق تعاون بشأن سد النهضة".
من جانبه، وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الشكر لنظيره الأميركي لدعمه المفاوضات الثلاثية المرتقبة هذا الأسبوع.
ووصف السيسي ترامب بأنه "رجل من طراز فريد ويمتلك القوة لمواجهة الأزمات والتعامل معها، وإيجاد حلول حاسمة لها".
كما أعرب الرئيس المصري عن امتنانه لترامب "على الجهود التي يبذلها لرعاية المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وأثيوبيا حول سد النهضة".
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال الأسبوع الماضي إن إدارة ترامب وجهت الدعوة للدول الثلاث لعقد اجتماع في واشنطن في السادس من نوفمبر لكسر الجمود الذي يكتنف المحادثات.
وتخشى مصر من أن يؤدي سد النهضة إلى الحد من إمدادات المياه النادرة بالفعل من النيل والتي تعتمد عليها مصر اعتمادا كاملا تقريبا، فيما تقول إثيوبيا إن السد ضروري لتنميتها الاقتصادية.
وطالبت مصر في الأسابيع الأخيرة بوسيط دولي في القضية، قائلة إن المحادثات الثلاثية وصلت إلى طريق مسدود.
ورفضت إثيوبيا الفكرة قبل ذلك ومن المتوقع أن تبدأ في ملء خزان السد العام المقبل.
وستشارك في المحادثات المقررة الأربعاء في واشنطن مصر وإثيوبيا والسودان وستتناول المشروع الإثيوبي الذي يتوقّع أن يبدأ تشغيله بشكل كامل عام 2022.
وتؤكد أديس أبابا أن السد المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية والذي تقدّر كلفته بأربعة مليارات دولار ضروري لتأمين حاجة البلاد للكهرباء.
لكن القاهرة تخشى من أن يؤثر السد على قوة تدفق مياه النيل الذي يؤمن نحو 90 بالمئة من احتياجاتها المائية.
وكشف مسؤول أميركي في وقت سابق من الشهر الحالي أن السيسي كان قد طلب من ترامب التوسّط لكسر الجمود الذي يخيم على المفاوضات، وذلك عندما التقيا في سبتمبر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ووافق ترامب حينها على التواصل مع إثيوبيا وقد عرض وساطة وزير الخزانة ستيفن منوتشين، وفق ما أوضح المسؤول رافضا كشف هويته.
والشهر الماضي تطرّق رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد أمام البرلمان إلى مشروع السد، محذّرا بأن بلاده قادرة على "حشد الملايين" إن كانت متّجهة لحرب، فيما اعتبرت القاهرة تصريحاته "غير مقبولة".
وأكدت إثيوبيا والسودان مشاركتهما في القمة بعدما كانت القاهرة قد سارعت لقبول وساطة الولايات المتحدة. ويشكل النيل شريان حياة يوفر المياه والكهرباء للبلدان العشرة التي يعبرها.
ويلتقي رافداه الأساسيان النيل الأبيض والنيل الأزرق في العاصمة السودانية الخرطوم ويواصل تدفّقه شمالا عبر أراضي مصر ليصب في البحر المتوسط. ويخشى محللون اندلاع نزاع بين مصر وإثيوبيا والسودان إن لم يتم التوصل إلى حل قبل تشغيل السد.