ترامب يضرب الصين برسوم جديدة ويشتكي من حربها التجارية

فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب المراقبين بالشكوى من استخدام الصين للحرب التجارية للتأثير في الانتخابات الأميركية بعد ساعات من تصعيده للحرب التجارية معها إلى ذروة جديدة، رغم أنه كان وراء جميع شرارات المواجهة.
الأربعاء 2018/09/19
التجارة العالمية في تقاطع النيران

لندن – نقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحرب التجارية مع الصين إلى حافة الهاوية بفرض رسوم بنسبة 10 بالمئة على واردات بنحو 200 مليار دولار لكنه استثنى منتجات شركة أبل الأميركية وسلعا استهلاكية أخرى.

وهدد ترامب في بيان إعلان الرسوم الجديدة من أنه إذا ردت الصين بإجراءات انتقامية “فسندخل فورا المرحلة الثالثة وهي فرض رسوم على واردات إضافية بقيمة 267 مليار دولار تقريبا” أي شمول جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وقد ردت الصين بالفعل بإجراءات أقل قسوة من التصعيد الأميركي بفرض رسوم على واردات من الولايات المتحدة بقيمة 60 مليار دولار، الأمر الذي يرجح انتقال المواجهة إلى حرب شاملة.

وفاجأ ترامب المراقبين بعد ساعات من توجيه تلك الضربة بالشكوى من أن الصين تستخدم العقوبات التجارية للتدخل في الانتخابات النصفية الأميركية التي باتت على الأبواب.

وكتب ترامب في تغريدة “لقد قالت الصين علنا إنها تحاول التأثير على انتخاباتنا وتغييرها عبر مهاجمة مزارعينا ومربي الماشية وعمال صناعاتنا لأنهم موالون لي”.

وقال في تغريدة ثانية صباح أمس إن “الصين استفادت من الولايات المتحدة في المجال التجاري طوال سنوات عديدة. ويعرفون أيضا أنني الشخص الذي يعرف كيفية وقف ذلك”.

وأعلنت الصين أمس فرض رسوم جمركية جديدة على ما قيمته 60 مليار دولار من السلع الأميركية المستوردة سنويا وقالت في بيان “إذا أصرت الولايات المتحدة على زيادة الرسوم الجمركية فإن الصين سترد بالمثل”.

وجاء في البيان أن رسوما بين 5 إلى 10 بالمئة ستدخل حيز التنفيذ على نحو 5200 سلعة أميركية الاثنين المقبل في اليوم نفسه الذي يبدأ فيه سريان العقوبات الأميركية.

ترامب هدد بتوسيع الرسوم لتشمل جميع الواردات من الصين إذا ردت بكين التي ردت بالفعل
ترامب هدد بتوسيع الرسوم لتشمل جميع الواردات من الصين إذا ردت بكين التي ردت بالفعل

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن تحصيل الرسوم على قائمة الواردات سيبدأ في 24 سبتمبر وإن النسبة ستزيد إلى 25 بالمئة بحلول نهاية العام مما يعطي الشركات الأميركية وقتا لتحويل دفة سلاسل الإمداد التابعة لها إلى بلدان أخرى.

وفرضت الولايات المتحدة إلى الآن رسوما على منتجات صينية قيمتها 50 مليار دولار للضغط على الصين حتى تجري تغييرات شاملة لسياساتها في مجالات التجارة ونقل التكنولوجيا ودعم صناعات التكنولوجيا المتطورة.

ويأتي التصعيد بعدما لم تسفر محادثات بين أكبر اقتصادين في العالم لحل خلافاتهما التجارية عن نتائج. ودعا وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين مسؤولين صينيين بارزين الأسبوع الماضي لجولة جديدة من المحادثات، لكن لم يتحدد موعد لأي شيء حتى الآن.

وقال ترامب في بيانه “كنا واضحين تماما بخصوص نوع التغييرات المطلوب القيام بها ومنحنا الصين كل الفرص لتعاملنا بمزيد من الإنصاف، لكن الصين لم تكن مستعدة، إلى الآن، لتعديل ممارساتها”.

وقالت وزارة التجارة الصينية أمس إنها قدمت شكوى إلى منظمة التجارة العالمية بخصوص الرسوم الأميركية الجديدة. لكن ترامب لن يعبأ بهذا الإجراء بعد أن لوح مؤخرا بالانسحاب من المنظمة.

ولم يكن هاتف آيفون الذي تنتجه شركة أبل من بين المجموعة الواسعة من المنتجات، بعد أن كانت أبل قد أبلغت جهات رقابية بأنها ستتأثر بالرسوم في خطاب أرسلته إلى مسؤولين تجاريين في 5 سبتمبر الجاري.

ولكن إذا فرضت إدارة ترامب مجموعة أخرى من الرسوم على واردات بقيمة 267 مليار دولار، لتشمل كل ما تبقى من واردات الولايات المتحدة من الصين، فمن غير المرجح استثناء هواتف آيفون الذكية ومنافسيها.

ورغم هذا التصعيد الخطير قال تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل إنه متفائل بأن الولايات المتحدة والصين ستتمكنان في نهاية المطاف من تسوية خلافاتهما التجارية “لأن التجارة أحد الأشياء التي لا يمكن أن تصبح لعبة صفرية”.

في المقابل قال جاك ما رئيس مجلس إدارة شركة علي بابا الصينية للتجارة الإلكترونية إن “الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تدوم لما يصل إلى 20 عاما وسوف تكون سببا للفوضى لجميع الأطراف المرتبطة بها”.

وقالت المفوضة التجارية للاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم أمس إن الرسوم الأميركية الجديدة على سلع صينية تمثل تصعيدا مؤسفا لتوترات التجارة العالمية وأسلوبا خاطئا لإرغام الصين على تبني إصلاحات اقتصادية.

وأضافت أن “الحروب التجارية ليست أمرا جيدا، وليس من السهل الفوز فيها… نتفق مع بعض الانتقادات الأميركية للصين بشأن بعض السياسات، ونحاول أن نعالجها من خلال منظمة التجارة العالمية. لكن نختلف مع الأسلوب التي تنتهجه الولايات المتحدة لحمل الصين على التغيير من خلال الرسوم”.

10