ترامب يستنفر أنصاره في "محاولة أخيرة" لمنع المصادقة على فوز بايدن

واشنطن - يراهن الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أنصاره الذين دعاهم إلى التجمع بواشنطن في السادس من يناير، في "محاولة أخيرة" للضغط على الكونغرس، من أجل عدم المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر الماضي.
ومن المتوقع أن ينزل الآلاف من المؤيدين لترامب الذين ينتمون إلى مجموعات مختلفة من كل أنحاء البلاد، إلى شوارع العاصمة الأميركية تأييدا لتصريحات غير مدعومة بأدلة لترامب عن تزوير انتخابي واسع النطاق تسبب بحسب رأيه في هزيمته في انتخابات الثالث من نوفمبر.
وحض ترامب في تغريدتين في نهاية الأسبوع الماضي أنصاره على المشاركة في التجمع، واصفا الانتخابات بأنها "أكبر عملية احتيال في تاريخ أمتنا". وكتب الأحد "أراكم في واشنطن في السادس من يناير. لا تفوتوا ذلك".
وتثير الدعوة إلى التجمع مخاوف من أعمال عنف جديدة بعد التظاهرة السابقة المؤيدة لترامب وشاركت فيها مجموعة "براود بويز" في 12 ديسمبر، عندما تعرض خلالها العديد من الأشخاص للطعن، وأوقف فيها العشرات من الأشخاص.
ويأمل ترامب على ما يبدو في أن يتمكن المتظاهرون من الضغط على الكونغرس لرفض الفرز الأخير لأصوات الهيئة الناخبة للولايات، وقلب نتيجة خسارته الانتخابية.
وأعلنت جماعة "أوقفوا سرقة" (الأصوات) على الإنترنت "نحن الشعب علينا النزول إلى باحة الكابيتول الأميركي والقول للكونغرس لا تصادقوا" على النتيجة.
وبالتزامن مع دعوة ترامب، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الاثنين أن الموظفين الذين عينهم ترامب في البنتاغون يعرقلون عملية انتقال السلطة، محذرا من أن الولايات المتحدة قد تواجه مخاطر أمنية جراء ذلك.
وبعد تلقيه مع نائبته كامالا هاريس إحاطة حول الأمن القومي من طاقمه المكلف بترتيب الانتقال، قال بايدن إن الموظفين الإداريين في البنتاغون وكذلك مكتب الإدارة والميزانية يضعون "عوائق".
وأضاف "حاليا لا نحصل على كل المعلومات التي نحتاجها من الإدارة المنتهية ولايتها حول نقاط رئيسية متعلقة بالأمن القومي". ووصف الأمر بأنه "من وجهة نظري هذا لا يقل عن انعدام المسؤولية".
وأشار بايدن إلى أنه يسعى للحصول على "صورة كاملة" من قبل الإدارة المنتهية ولايتها حول تمركز الجنود الأميركيين حول العالم.
وشدد على أنه "نحتاج إلى رؤية كاملة للتخطيط للميزانية الذي يجري العمل عليه في وزارة الدفاع والوكالات الأخرى من أجل تجنب أي إرباك أو استغلال من قبل خصومنا للحاق بنا".
ويأتي تعيين ترامب لموالين له في البنتاغون في اللحظات الأخيرة من ولايته وسط توترات شديدة مع إيران، التي حملها ترامب مسؤولية هجوم صاروخي على السفارة الأميركية في العراق قبل حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة شنّتها طائرة مسيرة أميركية قرب مطار بغداد.
وأثارت إدارة ترامب القلق من خلال الإعلان عن سلسلة تعيينات في قيادة البنتاغون منذ الانتخابات، بما في ذلك إقالة وزير الدفاع مارك إسبر الذي نأى بنفسه عن استخدام الأمر باستخدام القوة ضد المتظاهرين المناهضين للعنصرية في وقت سابق هذا العام.
وفي السادس من يناير يفترض أن يترأس نائب الرئيس مايك بنس الكونغرس في المصادقة على أصوات الهيئات الناخبة لكل ولاية والتي تمثل نتائج التصويت الشعبي.
وفي الجلسة المشتركة لمجلس النواب ومجلس الشيوخ، سيقوم بنس بقراءة الوثائق الرسمية التي تعلن عدد أصوات الهيئات الناخبة من كل ولاية، ومن ثم يعلن الفائز. ويفترض أن تكون هذه العملية، كما جرت دائما تقريبا، إجراء شكليا.
وخسرت حملة ترامب العشرات من الطعون القانونية في الكثير من الولايات التي تم التشكيك في نتائجها، وقال قاض تلو الآخر إنها لا تظهر أي دليل على تزوير مهم. لكن الجلسة يمكن أن تتأخر في حال قدم مشرعون من المجلسين اعتراضات رسمية على أي من تقارير الولايات.
ويضغط ترامب وأنصاره على بنس كي يرفض بشكل أحادي عددا من وثائق الهيئات الناخبة في ولايات مؤيدة لبايدن، وهي صلاحية يقول خبراء قانون إن بنس لا يحظى بها.