ترامب يرى نهاية قريبة للحرب التجارية مع الصين

الرئيس الأميركي يسعى إلى خفض كبير في عجز الميزان التجاري مع الصين، ويدعو بكين إلى تطبيق إصلاحات لفتح الاقتصاد أمام الشركات الأجنبية.
الاثنين 2018/12/31
تحويل مسار الحرب التجارية مسألة وقت

بثت تصريحات الرئيسين الأميركي والصيني ذروة جديدة من التفاؤل بانحسار الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، رغم أنها ليست حالة التفاؤل الأولى بعد أن تبخرت سريعا حالات التفاؤل السابقة.

واشنطن- رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة التفاؤل بإمكانية وضع حد للحرب التجارية المشتعلة مع الصين، والتي تلقي بظلال مخيفة على مستقبل الاقتصاد العالمي بعد مكالمة طويلة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وأكد ترامب إحراز “تقدّم كبير” لإنهاء حرب الرسوم الجمركية بين البلدين قائلا إنه في حال التوصّل لاتفاق فسيكون شاملا وسيغطي كل المسائل العالقة.

وعزز الرئيس الصيني ذلك التفاؤل بالقول إن واشنطن وبكين ترغبان في إحراز “تقدّم ثابت” وأنهما تعملان على تنفيذ شروط الهدنة التي تم التوصل إليها بداية الشهر الحالي لتهدئة الحرب التجارية بينهما.

ورحبت الأسواق والأوساط الاقتصادية بتحفظ بتلك التصريحات بعد أن تبخرت في الماضي حالات تفاؤل مماثلة لتعود المناوشات بوتيرة أعلى من السابق.

لكن محللين يقولون إن البلدين غارقان في التفاصيل الصغيرة وأنهما سيتوصلان إلى اتفاق عاجلا أم آجلا بسبب ترسانة الردع التجاري الكبيرة التي يملكانها والقادرة على تدمير الاقتصاد العالمي.

ويستند التفاؤل إلى طي صفحة الخلافات التجارية بين الولايات المتحد وكل من كندا والمكسيك التي تفتح أبواب التوصل إلى حل مماثل بين واشنطن وبكين.

دونالد ترامب: الاتفاق سيكون شاملا وسيغطي كل المسائل والمجالات ونقاط الخلاف
دونالد ترامب: الاتفاق سيكون شاملا وسيغطي كل المسائل والمجالات ونقاط الخلاف

وذكرت وكالة الأنباء الصينية أن الرئيس الصيني أعرب خلال المكالمة عن أمله في “أن يلتقي الطرفان في منتصف الطريق ويتوّصلا إلى اتفاق يعود بالنفع على البلدين والعالم في أسرع وقت ممكن”.

وفرضت واشنطن وبكين رسوما جمركية متبادلة على أكثر من 300 مليار دولار من السلع في وقت سابق من هذا العام، مما أدخل البلدين في نزاع كانت له تداعيات قاسية على الأسواق العالمية.

وسجلت معظم الأسواق وخاصة الأسهم خسائر غير مسبوقة منذ عقود بسبب مخاوف من اتساع المواجهة التجارية بين البلدين.

وتحسّنت العلاقات بين البلدين منذ اتفاق رئيسيهما في مطلع ديسمبر على هدنة مدتها 90 يوما للتوصّل إلى اتفاق. وظهرت مؤشرات صغيرة على التحسن، كما توقف ترامب عن إطلاق تهديدات جديدة.

وبدأ ترامب الحرب التجارية بسبب ما اعتبره ممارسات تجارية صينية غير منصفة. وتتّفق معه اليابان والاتحاد الأوروبي.

ويسعى ترامب إلى خفض كبير في العجز في الميزان التجاري مع الصين الذي يميل لصالح الصين بأكثر من 300 مليار دولار سنويا، وهو يدعو بكين إلى تطبيق إصلاحات لفتح الاقتصاد أمام الشركات الأجنبية.

وكانت الحرب التجارية بين البلدين من بين العوامل التي ضغطت على الأسواق الأميركية والعالمية في ديسمبر، إضافة إلى المخاوف بشأن تباطؤ النمو، والإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية، ورفع مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة، وهجوم ترامب على البنك المركزي.

من ناحيته قال الرئيس الصيني إن واشنطن وبكين ترغبان في إحراز “تقدّم ثابت” في العلاقات بينهما. ونقلت وكالة الصين الجديدة (شينخوا) عن شي قوله إنّ الصين والولايات المتحدة تعملان على تنفيذ شروط الهدنة التي توصّلتا إليها في وقت سابق من هذا الشهر لتهدئة الحرب التجارية الدائرة بينهما.

وكان وزير الخزانة ستيفن منوتشين قد سعى الأسبوع الماضي إلى تهدئة قلق المستثمرين بإجراء مكالمات مع المدراء التنفيذيين لكبرى البنوك، لكن تصريحاته لقيت انتقادات واسعة من المحللين الذين قالوا إنها أثارت شكوكا جديدة.

ولا يزال المستثمرون قلقون، رغم خطوات صينية لتخفيف التوتر، بينها موافقة إدارة الجمارك الصينية الجمعة على استيراد الأرز الأميركي واستئناف إدارة تخزين الحبوب الصينية شراء حبوب الصويا الأميركية.

شي جين بينغ: أحرزنا تقدّما ثابتا ونعمل لتنفيذ شروط الهدنة التي أبرمت بداية ديسمبر
شي جين بينغ: أحرزنا تقدّما ثابتا ونعمل لتنفيذ شروط الهدنة التي أبرمت بداية ديسمبر

وجاء ذلك بعد تعهد بكين بتعليق فرض مزيد من الرسوم على السيارات وقطع الغيار المصنوعة في أميركا ابتداء من 2019.

وتعد اتهامات الإدارة الأميركية للصين باستهداف سرقة حقوق الملكية الفكرية وإجبار الشركات الأميركية والغربية العاملة في الصين على الكشف عن أسرارها التكنولوجية إحدى النقاط الرئيسية العالقة في الخلاف مع الولايات المتحدة.

ويعتزم مفاوضون تجاريون من الولايات المتحدة والصين عقد جولة محادثات مباشرة في الشهر المقبل لكن الجانبين لم يعيينا حتى الآن موعد انعقادها أو مكانها بالتحديد.

وقال المتحدث باسم وزارة التجارة غاو فينغ في مؤتمر صحافي معتاد إن “فرق التفاوض الصينية والأميركية حول التجارة والاقتصاد تبقي على اتصالات وثيقة ووضعت ترتيبات محددة لإجراء مشاورات وجها لوجه”.

ونسبت وكالة بلومبيرغ إلى مصادر مطلعة تأكيدها أن نائب ممثل التجارة الأميركي جفري غيريش سيرأس الفريق الأميركي للمحادثات خلال الأسبوع الذي يبدأ في السابع من يناير.

وإذا عقدت تلك المحادثات فستكون أول لقاء مباشر بين الطرفين منذ اتفاق رئيسي البلدين على الهدنة التجارية على هامش قمة مجموعة العشرين التي جرت في بوينس آيرس.

وذكرت وزارة الاقتصاد الصينية الأسبوع الماضي أن بكين وواشنطن “أحرزتا تقدما” حول قضايا الميزان التجاري والملكية الفكرية خلال مكالمة هاتفية بين مسؤولين من البلدين. وتراقب الأسواق حل الخلاف التجاري لتفادي تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.

10