ترامب يرفض خفض تمويل الشرطة وسط دعوات للإصلاح

واشنطن - تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمحافظة على التمويل المخصص لإدارات الشرطة في الولايات المتحدة وسط دعوات متزايدة تطالب بتخفيضات هائلة لميزانيات قوات إنفاذ القانون فيما يطالب المحتجون بوضع حد لوحشية الشرطة في أعقاب وفاة جورج فلويد بعد احتجازه في منيابوليس الشهر الماضي.
وقال ترامب في اجتماع لمسؤولي وكالات إنفاذ القانون الاتحادية والمحلية في البيت الأبيض "لن يكون هناك خفض للتمويل، ولن يكون هناك تفكيك لشرطتنا.
وأضاف "نريد التأكد من أنه لا يوجد أي أعضاء سيئين هناك... لكن 99 بالمئة... منهم عظماء".
ويفسح غضب المحتجين على وفاة فلويد (46 عاما) في 25 أيار الطريق لتحرك متنام لجعل قضية فلويد نقطة تحول في العلاقات العرقية والشرطة، فيما يدعو بعض المحتجين وبعض الديمقراطيين المتحررين إلى خفض ميزانيات الشرطة.
لكن الديمقراطيين المعتدلين نأوا بأنفسهم عن الاقتراح، ومن بينهم جو بايدن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة. وتهكم المحتجون على جاكوب فري، رئيس بلدية منيابوليس في مطلع الأسبوع بعد أن أبلغهم معارضته لمطالبهم بإجراء تخفيضات في إدارة الشرطة في المدينة.
وقالت المتحدثة الصحافية باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني، إن ترامب "فزع من التحرك المطالب بخفض تمويل الشرطة". وأشارت إلى أن الرئيس "يدرس عددا من الاقتراحات المختلفة" للرد على وفاة فلويد، لكنها لم تقدم تفاصيل عن الإجراءات التي يدرسها.
وكشف أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس النقاب عن مشروع قانون يهدف لمكافحة العنف والظلم العنصري الذي ترتكبه الشرطة.
ومن المقرر أن يتخذ مشروع القانون خطوات كبيرة تشمل السماح لضحايا سوء سلوك الشرطة بمقاضاتها للحصول على تعويضات وحظر تكبيل المعتقل مع الضغط على رقبته وإلزام أفراد قوة إنفاذ القانون باستخدام كاميرات تثبت بملابسهم وفرض قيود على استخدام القوة المميتة، كما يسهل إجراء تحقيقات مستقلة مع مراكز الشرطة التي يرتكب أفرادها أنماطا من سوء السلوك.
يأتي ذلك فيما شيع الآلاف جورج فلويد ولم يعبأ آلاف المشيعين بالحر القائظ في ولاية تكساس الأمريكية لإلقاء نظرة الوداع على نعش ضحية عنف الشرطة الذي أثارت وفاته احتجاجات في أنحاء العالم تنديدا بالعنصرية ودعوات إلى إصلاحات في قوات إنفاذ القانون بالولايات المتحدة.
ورفرفت الأعلام الأميركية على طول الطريق إلى كنيسة (نافورة الحمد) بمدينة هيوستون التي ترعرع فيها فلويد، بينما وقفت حشود المشيعين الذين وضعوا الكمامات للحد من انتشار فايروس كورونا.
ووقف صفان من المشيعين داخل الكنيسة وأحنى البعض رؤوسهم بينما أشار آخرون بعلامة الصليب أمام نعش فلويد المفتوح. وقال مسؤولون في الكنيسة إن أكثر من 6300 شخص شاركوا في التشييع.
وقال مسؤلون في الإطفاء إن عددا من الأشخاص نُقلوا إلى المستشفى لإصابتهم بالإعياء بسبب الحر.
وقال ماركوس وليامز وهو أميركي أسود من سكان هيوستون ويبلغ من العمر 46 عاما من أمام الكنيسة "أنا سعيد لأنه تلقى الوداع الذي يستحقه"، وأضاف "أريد أن ينتهي القتل على يد الشرطة. أريد منهم إصلاح الإجراءات تحقيقا للعدالة ووقف القتل".
وأجريت مراسم التشييع بعد أسبوعين من وفاة فلويد التي سجلها أحد المارة بالفيديو، حيث ضغط شرطي أبيض بركبته على رقبة فلويد لقرابة تسع دقائق بينما كان مكبلا وأعزل على أرض شارع في مدينة منيابوليس وهو يجاهد لالتقاط النفس ويتأوه طلبا للمساعدة قبل أن يختفي صوته.
وأعادت الحادثة للأذهان قضية إريك جارنر الأمريكي الأسود الذي فارق الحياة عام 2014 بعدما خنقه شرطي أثناء اعتقاله في مدينة نيويورك.
وأحيت المظاهرات من جديد حركة (بلاك لايفز ماتر) "حياة السود مهمة" ودفعت بمطالبات العدالة بين الأعراق وإصلاح الشرطة على قمة أجندة السياسة الأمريكية مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر.