ترامب يدرس خيار التدخل العسكري المباشر مع إسرائيل ضد إيران

تقارير أميركية تكشف احتمال انضمام واشنطن لجهود إسرائيل لاستهداف موقع فوردو مع إرسال حاملات طائرات في ظل تراجع حماس ترامب للحلول الدبلوماسية.
الأربعاء 2025/06/18
انقسام داخل الإدارة الأميركية بشأن التدخل المباشر

واشنطن – تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خيارات متعددة، قد تشمل توجيه ضربة عسكرية محتملة لإيران، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين أميركيين.

ويأتي هذا التطور بينما تواصل إسرائيل وإيران تبادل الهجمات لليوم السادس على التوالي، وتصاعدت حدة التوترات مع إعلان طهران عن استخدام صواريخ "فتاح" الفرط صوتية للمرة الأولى.

وكشفت الصحيفة نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض، بأن الرئيس ترامب تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء عقب اجتماعه بفريق الأمن القومي.

وينظر إلى كيفية تصرف الولايات المتحدة حيال ما يمكن أن يؤول إليه تطور الصراع الحالي بين إيران وإسرائيل، على أنه أمر حاسم.

وأكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن تنضم في الوقت الحالي إلى هجمات إسرائيل على إيران، رغم التكهنات التي غذتها الحشود العسكرية الأخيرة في المنطقة.

في خطوة تعكس جدية الموقف، دخلت مدمرة أميركية ثالثة شرق البحر الأبيض المتوسط للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل، وتتجه مجموعة حاملة طائرات أمبركية ثانية نحو بحر العرب.

وهذه الحاملة، نيميتز، قادرة على نقل 5000 فرد وأكثر من 60 طائرة مقاتلة، ما يعزز القدرات العسكرية الأميركية في المنطقة بشكل كبير.

وأفادت شبكة "سي بي إس نيوز" نقلاً عن مصادر مطلعة بأن الرئيس ترامب يدرس الانضمام إلى الجهود الإسرائيلية المستمرة لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

ومن بين الأهداف المحتملة، يُذكر موقع فوردو، وهو منشأة تخصيب يورانيوم تحت الأرض تُعد أساسية للبرنامج النووي الإيراني، وفقا للمصادر، التي تضم مسؤولاً استخباراتياً كبيراً ومسؤولاً في وزارة الدفاع.

وتقع فوردو على عمق حوالي 90 مترًا تحت جبل، وتحميها دفاعات جوية مشددة، ويُعتقد أنها الموقع الأكثر احتمالًا لبرنامج نووي مفترض. ويقول خبراء منع الانتشار النووي إن فوردو هي المكان الذي سعت إيران فيه إلى تخصيب اليورانيوم لأغراض صنع الأسلحة وتوسيع مخزونها من اليورانيوم المخصب.

ورغم جدية الموقف، لا يوجد اتفاق كامل بين مستشاري الرئيس ترامب المقربين بشأن كيفية المضي قدمًا. وقد نوقشت هذه القضية في اجتماع لفريق الأمن القومي بالبيت الأبيض، حضره نائب الرئيس ووزراء الخارجية والدفاع ومديرة الاستخبارات الوطنية ومسؤولون آخرون رفيعو المستوى.

وفي السياق، كشفت شبكة "سي إن إن" نقلا عن مصادر مطلعة أن الرئيس ترامب بات أكثر ميلا لاستخدام القوة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مع تراجع حماسه للحلول الدبلوماسية.

وهذا التحول الكبير في تفكير ترامب يعكس نفاد صبره، حيث صرح بأنه ليس في مزاج للتفاوض مع إيران، وأضاف أن هدفه في إيران هو "التوصل إلى نهاية حقيقية، وليس وقف إطلاق نار" أو "الاستسلام التام".

وقد عزز موقفه عبر منصة "تروث سوشيال" داعيا إيران إلى "الاستسلام غير المشروط!"، ومؤكداً أن الولايات المتحدة كانت على علم بموقع المرشد الأعلى الإيراني (علي خامنئي) - على الرغم من أنها لن تقتله "في الوقت الحالي".

وقال مسؤولون إن ترامب ابتعد في الوقت الحالي عن فكرة إرسال مسؤولين كبار إلى مكان متفق عليه في الشرق الأوسط للقاء الإيرانيين ومحاولة التوصل إلى اتفاق.

وأفاد مصدران مطلعان لشبكة "سي إن إن" بأن مسؤولين عسكريين كانوا يستعدون لاحتمال أن يقرر ترامب إصدار أمر لسلاح الجو الأميركي بالمساعدة في تزويد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بالوقود أثناء تنفيذها ضربات على إيران. وأوضح المصدران أن هذا أحد أسباب إرسال أكثر من 30 طائرة أميركية للتزود بالوقود جوا إلى المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.

وذكرت المصادر أن تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود سيكون ضمن نطاق التدخل العسكري الأميركي.

وعلى نطاق أوسع، قال أحد المصادر لشبكة " سي إن إن" إن نقل الناقلات جاء بهدف منح ترامب والقيادة المركزية الأميركية "خيارات" في حال تصاعدت الأمور.

وأضاف المصدر أن ذلك يشمل خيار توجيه ضربات أميركية إسرائيلية مشتركة على المواقع النووية الإيرانية، الذي عرضته القيادة المركزية الأميركية على ترامب.

وتضغط إسرائيل على ترامب لزيادة مشاركته في حملتها لتفكيك المنشآت النووية الإيرانية والتي صرّح مسؤولون كبار في البلاد بأنها ستتطلب أسلحة وطائرات أميركية.

وأفاد مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر بوجود تفاؤل أكبر داخل إسرائيل بانضمام الولايات المتحدة إلى الحملة العسكرية ضد إيران. لكن المصدر أضاف أن الإسرائيليين لم يتلقوا بعد قرارا رسميًا من إدارة ترامب.

حتى الثلاثاء، لم يُبد ترامب وضوحًا يُذكر بشأن ما إذا كان سيستجيب لضغوط إسرائيل، التي قوبلت بأصوات عالية داخل حزبه تُشجّعه على تجنّب الانجرار إلى صراع خارجي آخر.

وكان ترامب حذرا من إصدار أوامر للولايات المتحدة بالتدخل المباشر نيابة عن الإسرائيليين، بما يتجاوز تقديم الدعم الدفاعي لاعتراض الصواريخ الإيرانية والمعلومات الاستخباراتية الأميركية.

لكن في سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي الثلاثاء، بدا الرئيس الأميركي، وفق شبكة "سي إن إن " أكثر عدوانية واستخدم كلمة "نحن" لوصف العمل العسكري في إيران.

وكتب ترامب "نسيطر الآن سيطرةً كاملةً وشاملةً على سماء إيران. كانت إيران تمتلك أجهزة تتبع جوية جيدة ومعدات دفاعية أخرى، بل ووفرةً منها، لكنها لا تُضاهي ما تصنعه أميركا وتُصمّمه وتُصنّعه. لا أحد يُتقنها أكثر من الولايات المتحدة الأميركية."

وفي منشور منفصل، استخدم ترامب أيضًا كلمة "نحن" لوصف المعلومات التي تحدد موقع المرشد الأعلى لإيران.

وكتب ترامب"نعلم تمامًا أين يختبئ ما يُسمى بـ"الزعيم الأعلى". إنه هدف سهل، لكنه آمن هناك - لن نقتله، على الأقل ليس في الوقت الحالي"

واعتمدت إدارة ترامب بشكل كبير على العمانيين في الأشهر الأخيرة لتبادل الرسائل مع المسؤولين الإيرانيين وتسهيل خمس جولات من المفاوضات في إطار سعي الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق نووي محتمل. لكن عندما بدأت إسرائيل في تنفيذ العملية الكبرى التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية، تغيرت تكتيكات الإدارة، وفقا لمصادر الشبكة الأميركية.

وأصدر ترامب تعليمات للمبعوث الخاص ستيف ويتكوف بمحاولة لقاء المسؤولين الإيرانيين في أسرع وقت ممكن، كما عملت الإدارة على إشراك مجموعة واسعة من اللاعبين الإقليميين لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، بما في ذلك القطريون والمصريون والسعوديون والأتراك، بحسب المصادر.

قال دبلوماسي إقليمي مطلع على جهود الإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة: "الأمر لا يقتصر على العمانيين فحسب، بل يشمل الجميع. الجميع يعمل. ويتكوف يُراسل الجميع".

لكن تلك الجهود التي جرت صباح الثلاثاء لم تُحقق أي تقدم يُذكر. وصرحت وزارة الخارجية الإيرانية لشبكة "سي إن إن" الثلاثاء بأنها لا تعلم شيئًا عن المحادثات المُخطط لها في الأيام المقبلة.

يراقب مسؤولو إدارة ترامب عن كثب الاتصالات الخاصة والعامة الواردة من إسرائيل بشأن خططها لتصعيد الهجمات الهجومية على إيران في الأيام القليلة المقبلة. وصرح مسؤول بأن هذه الإشارات كانت الدافع وراء توجيه ترامب الاثنين لسكان طهران بإخلاء منازلهم.

لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيقرر في النهاية دعم جهود إسرائيل للقضاء التام على القدرات النووية الإيرانية. وأفادت مصادر مطلعة على المحادثات السرية بأن هذا الاحتمال وارد، خاصةً إذا لم يبادر الإيرانيون إلى إيجاد حل.

وأكدت الخارجية الأميركية أن الرئيس ترامب كان واضحا بشأن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي.

وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء عن إنشاء مجموعة عمل الغرض منها مساعدة الرعايا الأميركيين في الشرق الأوسط، مع تواصل المواجهة بين إيران وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس إن الوزارة "أنشأت مجموعة عمل للشرق الأوسط كلّفت بتنسيق الدعم المقدّم إلى الرعايا الأميركيين والبعثات الدبلوماسية وطواقم الولايات المتحدة"، مذكّرة بأن واشنطن توصي رعاياها بعدم التوجّه خصوصا إلى العراق وإيران "مهما كانت الظروف".