ترامب يخفق في تجاوز الخلافات التجارية مع الهند

محادثات الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الهندي تفشل في إبرام اتفاق تجارة كبير بين الطرفين.
الأربعاء 2020/02/26
خاوي الوفاض

نيودلهي - فشل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء في إبرام اتفاق تجارة كبير مع الهند في نهاية زيارته التي تخللتها فعاليات احتفالية ولكنّها خلت من أيّ إنجاز وشابتها أعمال شغب دموية على صلة بقانون الجنسية.

وعقب محادثات في نيودلهي مع رئيس الوزراء نارندرا مودي، اكتفى ترامب بالقول إنهما أحرزا “تقدّما هائلا” باتجاه التوصل إلى اتفاق شامل، وأنه “متفائل بأننا سنتمكّن من التوصل إلى اتفاق”.

ورغم أنّ خلاف واشنطن التجاري مع نيودلهي لا يصل إلى مستوى خلافها مع بكين، إلا أنّ ترامب فرض رسوما جمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم من الهند، وأوقف الإعفاء من الرسوم على سلع معيّنة.

وردّ مودي، الذي يتبنّى شعار “صنع في الهند” المشابه لشعار ترامب “أميركا أولا”، بفرض رسوم جمركية مرتفعة على سلع أميركية معيّنة مثل لوز كاليفورنيا البالغة قيمة واردات البلاد منه 600 مليون دولار.

ووسط ضغوط قبل الانتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر المقبل، سعى ترامب إلى تأمين دخول أكبر إلى سوق الهند البالغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة لبيع منتجات الألبان الأميركية والمعدّات الطبية ودراجات هارلي ديفيدسون. وفي اليوم الأول من زيارته الرسمية التي تستمر يومين أشاد ترامب لدى وصوله الهند بـ”النجاح الهائل” الذي حققته الهند واصفا مودي بأنه “زعيم استثنائي”، وذلك في خطاب ألقاه أمام تجمّع ضخم ضمّ أكثر من مئة ألف شخص في ملعب جديد للكريكيت.

وأعلن ترامب ومودي عن صفقات دفاعية بقيمة 3 مليارات دولار تشمل طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية، وسيناقشان درعا دفاعيّا صاروخيّا بقيمة 1.9 مليار دولار. ويؤكد هذا مخاوف البلدين بشأن النفوذ الصيني المتزايد.

وتعتبر واشنطن الهند قوة مضادّة لتنامي النفوذ السياسي والعسكري للصين في آسيا. ويبدو أن العلاقات الدفاعية والاستراتيجية تصدّرت أجندة زيارة ترامب.

ولم يعبّر ترامب، على الأقلّ علنا، عن استيائه من قانون الجنسية الذي أثار القلق خارج الهند خاصة في واشنطن، من أن مودي يريد إعادة تشكيل الهند العلمانية وتحويلها إلى دولة هندوسية ويهمّش 200 مليون هندي مسلم، وهو ما ينفيه.

Thumbnail

ويسمح القانون الجديد بتسريع حصول أفراد الأقليات الدينية من الدول ذات الأغلبية المسلمة على المواطنة، ولكنه يستثني المسلمين من قائمة الأفراد.

وأدّى القانون إلى اتهامات لرئيس الوزراء الهندي وحزبه الهندوسي (بهاراتيا جاناتا) بتقويض التقاليد العلمانية للهند.

وينفي الحزب أيّ انحياز ضد الأقلية المسلمة التي يبلغ عدد المنتمين إليها 180 مليونا، لكنّ المناهضين للقانون يخيمون في عدة مناطق في نيودلهي منذ شهرين.

ويقول المنتقدون إن القانون يتعارض مع الدستور العلماني للهند، الذي يعامل الجميع بمساواة بغض النظر عن ديانتهم، كما أنه يمثّل خطوة تجاه تهميش الأقلية المسلمة.

وبدأت أعمال عنف في نيودلهي الاثنين عقب وصول ترامب، بين أنصار ومعارضي قانون الجنسية الجديد، إلا أنها تحوّلت إلى معارك بين الهندوس والمسلمين، بحسب الإعلام المحلّي.

وقُتل في أعمال العنف المتجددة سبعة أشخاص في مناطق شمال شرق نيودلهي، من بينهم رجل شرطة. كما أصيب أكثر من 90 شخصا، بحسب مصادر في الشرطة والمستشفيات، بعد أن خرج مثيرو الشغب وهم يرشقون الحجارة ويحمل بعضهم الأسلحة، وأشعلوا النار في مبان ومركبات.

وردّت السلطات بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الدخان، ونشرت قوات الأمن شبه العسكرية، وأغلقت المدارس وحظرت التجمّع لأكثر من أربعة أشخاص في المناطق المتضرّرة.

5