ترامب يختار السعودية كأول محطة خارجية ويخطط لزيارة قطر والإمارات

الرئيس الأميركي يركز خلال جولته على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الخليج، عبر توقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة، لكن مسعى توسيع اتفاقيات ابراهام يواجه تحفظات سعودية واضحة.
الثلاثاء 2025/04/01
اتفاقيات إبراهيم في الميزان: هل تنجح جولة ترامب في توسيع دائرة التطبيع

واشنطن - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين عن نيته زيارة السعودية في شهر مايو المقبل، في أول جولة خارجية له خلال ولايته الثانية، مع خطط لزيارة قطر والإمارات العربية المتحدة، في خطوة تعكس الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج في السياسة الأميركية.

وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض إنّ الزيارة "قد تتمّ الشهر المقبل، أو ربّما بعد ذلك بقليل. وسنزور قطر أيضا، وربّما بضع دول أخرى. الإمارات العربية المتّحدة مهمّة جدا... لذا سنتوقّف حتما في الإمارات وقطر".

وكانت أربعة مصادر مطلعة قد أفادت بأنه يجري النظر في إجراء الزيارة منتصف مايو. وكان ترامب قد جعل السعودية وإسرائيل في مستهل محطات جولته الخارجية الأولى خلال ولايته السابقة عام 2017.

ويركز ترامب بشكل كبير على الجانب الاقتصادي من الزيارة، حيث أكد مكررا تصريحات أدلى بها في أوائل مارس، أن زيارته إلى السعودية تستهدف إبرام اتفاقية تستثمر بموجبها الرياض ما يزيد عن تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي، بما في ذلك شراء معدات عسكرية.

وألمح ترامب إلى إمكانية توقيع اتفاقيات مماثلة مع قطر والإمارات، مما يعكس رغبته في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج.

وقال ترامب "سيتم خلق فرص عمل هائلة خلال هذين اليومين أو الثلاثة". ولم يتطرق الرئيس لتفاصيل هذه الصفقات.

وتأتي الزيارة في ظل توترات إقليمية متصاعدة، حيث رجح أحد المصادر أن تشمل موضوعات النقاش حرب روسيا المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا والحرب في غزة، مما يشير إلى أن ترامب يسعى إلى لعب دور في الوساطة وحل النزاعات.

وتعتبر السعودية شريكا وثيقا للولايات المتّحدة في الشرق الأوسط وتستضيف حاليا محادثات غير مباشرة بشأن أوكرانيا تقودها واشنطن، مما يجعلها محطة رئيسية في جولة ترامب.

ورغم العلاقات الممتازة التي تربط ترامب بالقيادة السعودية، إلا أنّ الرياض رفضت بشكل قاطع أيّ "تهجير قسري" للفلسطينيين من قطاع غزة.

وفي فبراير اقترح ترامب أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة لتطويره عقاريا بعد أن تهجّر سكّانه الفلسطينيين إلى دول أخرى ولا سيما مصر والأردن.

وترفض السعودية أيضا أيّ تطبيع بينها وبين إسرائيل إذا لم توافق الأخيرة على قيام دولة فلسطينية، وهو أمر ترفضه حتى اليوم حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وخلال ولاية ترامب الأولى، طبّعت دول عربية عدّة علاقاتها مع إسرائيل في إطار اتفاقيات رعتها الولايات المتحدة وأطلق عليها اسم "الاتفاقيات الابراهيمية".

وانضمّ إلى الاتفاقيات الابراهيمية خصوصا المغرب والبحرين والإمارات، في حين انخرطت السعودية، عبر الأميركيين، في محادثات مبدئية مع إسرائيل بهدف تطبيع العلاقات بين الدولتين، قبل أن تتعطّل كل هذه الجهود بسبب اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.

وأدّى استمرار القتال في غزة إلى رفض السعودية أيّ بحث في التطبيع قبل أن تتوقف هذه الحرب وتنسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة وتقوم دولة فلسطينية.

وفي مطلع فبراير أكّدت وزارة الخارجية السعودية أنّ المملكة "لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية (...) ولن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك".

ومن المتوقع أن تسهم الزيارة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وقد تلعب دورًا في تخفيف حدة التوترات الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالحرب في غزة والحرب الروسية الأوكرانية، كما قد تساهم في توسيع اتفاقيات ابراهام.

ويعكس توقيت الزيارة الأهمية المتزايدة لمنطقة الخليج في السياسة الخارجية الأميركية، خاصة في ظل التطورات الجيوسياسية الراهنة، حيث أن تركيز ترامب على الجانب الاقتصادي يعكس أولوياته في تعزيز الاقتصاد الأميركي وخلق فرص عمل.

لكن تحفظات السعوديين تجاه اسرائيل بسبب حرب غزة، قد تؤثر على توسيع اتفاقيات ابراهام.

وتمثل زيارة ترامب المرتقبة للخليج حدثًا هامًا يحمل في طياته فرصًا وتحديات على حد سواء، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على العلاقات الأميركية الخليجية وعلى مستقبل الاستقرار الإقليمي.