ترامب يتحدث عن شراء وتملك غزة قبل محادثات مع زعماء عرب

حماس ترد على الرئيس الأميركي بأن غزة ليست عقارا يُباع ويُشترى، فيما يصف المستشار الألماني مقترح ترامب بنقل الفلسطينيين بأنه "فضيحة".
الاثنين 2025/02/10
ترامب يكشف إمكانية مشاركة دول في الشرق الأوسط بإعادة إعمار غزة

واشنطن - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد إنه ملتزم بشراء قطاع غزة وتملكه، لكنه أوضح أنه قد يتيح لدول أخرى في الشرق الأوسط المشاركة في إعادة بناء أجزاء من القطاع، وذلك في أحدث تصريح له وصفه المستشار الألماني أولاف شولتس بـ"الفضيحة"، فيما اعتبرته حماس بـ"العبثية.

وقال ترامب "أنا ملتزم بشراء وتملك (قطاع) غزة، وفيما يتعلق بإعادة إعمار القطاع، فقد نتيح لدول أخرى في الشرق الأوسط المشاركة في إعادة الإعمار، قد يقوم أشخاص آخرون بذلك تحت رعايتنا. لكننا ملتزمون بتملكه والاستيلاء عليه وضمان عدم عودة حماس".

وتثير تصريحات ترامب التي أدلى بها للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، العديد من الأسئلة حول الصفقة والأطراف التي ستبرمها معه، إضافة إلى الثمن الذي سيدفعه في عملية الشراء.

وقال ترامب "لا يوجد شيء (في غزة) للعودة إليه. المكان عبارة عن موقع هدم. سيتم هدم الباقي. سيتم هدم كل شيء".

وأوضح ترامب أيضا أنه منفتح على إمكانية السماح لبعض اللاجئين الفلسطينيين بدخول الولايات المتحدة لكنه سينظر في مثل هذه الطلبات على أساس كل حالة على حدة.

وكان ترامب قد طرح بعد وقت قصير من توليه منصبه في 20 يناير فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة والانخراط في جهود ضخمة لإعادة الإعمار.

ولم يكشف بيانه عن مستقبل الفلسطينيين الذين تعرضوا لحملة عسكرية إسرائيلية كبيرة على مدار 15 شهرا. ولم يتضح بموجب أي سلطة ستطالب الولايات المتحدة بالسيطرة على غزة.

وأثار إعلان ترامب انتقادات فورية من عدة دول، فيما لم يقدم البيت الأبيض توضيحا بشأن آليات تنفيذ الاقتراح.

واعتبرت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) اليوم الاثنين تصريحات الرئيس الأميركي بشأن خطته "لشراء وامتلاك غزة"، بأنها "عبثية" وتعكس "جهلا عميقا" بالقضية الفلسطينية.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، في بيان "نستنكر تصريحات ترامب بشأن 'شراء وامتلاك غزة'، فهي تصريحات عبثية تعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة".

وأضاف الرشق أن "غزة ليست عقارا يباع ويشترى، بل هي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة"، مشددا على أن "التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات هو وصفة فشل".

وأكد القيادي في حماس أن الشعب الفلسطيني "سيفشل كل مخططات التهجير والترحيل"، مضيفا أن "غزة لأهلها، وهم لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948".

من جهته، وصف المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، مقترح ترامب بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة ونقل سكانه إلى دول أخرى بأنه "فضيحة".

وقال شولتس خلال مناظرة تلفزيونية مع منافسه على منصب المستشار المنتمي للتحالف المسيحي، فريدريش ميرتس، بثتها مساء الأحد محطتا "إيه آر دي" و"زد دي إف" التلفزيونيتين "إعادة توطين السكان أمر غير مقبول ويخالف القانون الدولي"، مضيفا أن تسمية "ريفييرا الشرق الأوسط" فظيحة في ضوء الدمار الهائل في قطاع غزة.

ومن جانبه، قال ميرتس إنه يشاطر المستشار تقييمه، معتبرا مقترح ترامب جزءا من سلسلة مقترحات مزعجة قدمتها الإدارة الأميركية، وقال "لكن علينا أن ننتظر ونرى ما هو المقصود حقا بجدية وكيف سيجرى تنفيذه. ربما يكون هناك الكثير من الخطابة في الأمر".

وفي وقت سابق السبت، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إن من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي بنظيره المصري عبدالفتاح السيسي وربما بولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، دون أن يحدد موعدا لتلك المحادثات.

وجاء ذلك في تصريحات لقناة فوكس نيوز ردا على سؤال عن اقتراح ترامب الذي كشف عنه في الآونة الأخيرة بالسيطرة على قطاع غزة وإعادة بنائه.

ولم يذكر هرتسوغ موعد أو مكان عقد هذين الاجتماعين، كما لم يناقش محتواهما المحتمل. كما أشار إلى أن من المقرر أن يجتمع ترامب بالعاهل الأردني الملك عبد الله في الأيام المقبلة، وهو ما أوردته وكالة الأنباء الأردنية بالفعل.

وقال هرتسوغ "من المقرر أن يلتقي الرئيس ترامب بكبار الزعماء العرب، وفي مقدمتهم ملك الأردن ورئيس مصر وأعتقد أيضا ولي عهد السعودية".

وأضاف "هؤلاء هم الشركاء الذين يتعين علينا الاستماع إليهم، ويجب مناقشتهم. ويتعين علينا أيضا احترام مشاعرهم ورؤية كيفية بناء خطة مستدامة للمستقبل

ورفضت السعودية رفضا قاطعا خطة ترامب بشأن غزة، مثلما فعل العديد من زعماء العالم، فيما نقلت رويترز قبل أيام عن ثلاثة مسؤولين أردنيين كبار، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن العاهل الأردني يعتزم تحذير ترامب خلال اجتماعهما المقرر في 11 فبراير في واشنطن بأن الاقتراح هو وصفة للتطرف ستنشر الفوضى في الشرق الأوسط وتعرض السلام بين المملكة وإسرائيل للخطر.

وفي إسرائيل، رحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد بالمقترح الذي وصفه بـ"الثوري"، مؤكدا توافقه مع ترامب على ضرورة عدم عودة التهديد المنطلق من القطاع.

ووصف نتنياهو رؤية ترامب بـ"النهج المختلف والأفضل بكثير لإسرائيل"، مشددا على إصرار واشنطن على تطبيق خطتها وفتح آفاق جديدة أمام تل أبيب.