ترامب يأس من مفاوضات إيران النووية وعراقجي يتمسك بالأمل

الرئيس الأميركي يؤكد أن ثقته تراجعت في الإيرانيين بوقف التخصيب متهما إياهم باستخدام أساليب المماطلة، فيما تعرض موسكو إزالة اليورانيوم لتضييق الخلافات.
الأربعاء 2025/06/11
شكوك ترامب تتصاعد

واشنطن – تتأرجح آفاق التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران بين حالة من التشكك المتزايد في واشنطن ونظرة أكثر تفاؤلا في طهران، فبينما يعبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تراجعه في الثقة بإمكانية موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم، يرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بصيص أمل، مؤكدًا أن التوصل إلى اتفاق "ممكن" و"سريع".

وهذه التباينات في المواقف تلقي بظلالها على المفاوضات المرتقبة، وتضع مستقبل البرنامج النووي الإيراني في مهب الريح وسط تصاعد التوتر الإقليمي والدولي.

وردا على سؤال في بودكاست (بود فورس وان) الاثنين عما إذا كان يعتقد أنه يستطيع إقناع إيران بالموافقة على التخلي عن برنامجها النووي، قال ترامب "لا أعرف، كنت أعتقد ذلك بالفعل، تتراجع ثقتي في ذلك شيئا فشيئا".

ويسعى ترامب إلى إبرام اتفاق نووي جديد يضع قيودًا على الأنشطة النووية الإيرانية، وهدد طهران بالقصف إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وقال للصحافيين في البيت الأبيض الاثنين إنه ناقش الملف الإيراني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفا أن المحادثات مع الإيرانيين "صعبة".

وخلال المقابلة، قال ترامب إن الإيرانيين يستخدمون أساليب المماطلة على ما يبدو، مضيفا "تراجعت ثقتي الآن عما كانت عليه قبل شهرين. حدث لهم شيء ما... وثقتي في إمكانية التوصل إلى اتفاق تراجعت كثيرا".

وأكد ترامب مجددا أن واشنطن لن تسمح لطهران بتطوير سلاح نووي من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية من النقاء الانشطاري، سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.

وقال "لكن سيكون من الأفضل القيام بذلك دون حرب، دون سقوط قتلى، سيكون ذلك أفضل كثيرا... لا أعتقد أنني أرى نفس مستوى الحماس لديهم للتوصل إلى اتفاق".

وتؤكد إيران أنها لا تعتزم صنع سلاح نووي وأنها مهتمة فقط بتوليد الكهرباء ومشروعات سلمية أخرى.

ومن المقرر أن تعقد الجولة المقبلة من المحادثات قريبا، وذكر ترامب أن المفاوضات ستعقد غدا الخميس، بينما تقول طهران إنها ستعقد الأحد في سلطنة عمان.

ومن المتوقع أن تقدم إيران مقترحا مضادا لعرض أميركي سابق لاتفاق نووي رفضته طهران. وقال ترامب الثلاثاء إن إيران أصبحت "أكثر عدوانية" في المحادثات النووية.

وهناك خلاف بين طهران وواشنطن على مسألة تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، وهو ما تعتبره القوى الغربية سبيلا محتملا لتطوير سلاح نووي. وتصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة إكس اليوم الأربعاء "مع استئناف المحادثات يوم الأحد، يتضح أن التوصل إلى اتفاق يضمن استمرار الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني بات ممكنا، ويمكن التوصل إليه سريعا".

ويشكل برنامج الصواريخ الإيراني نقطة خلاف أخرى في المحادثات. وتعد الصواريخ البالستية جزءا مهما من ترسانة إيران.

وقال نصير زاده إن طهران اختبرت في الآونة الأخيرة صاروخا برأس حربي يزن طنين وإنها لا تقبل القيود على برامجها الصاروخية.

وقال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي في فبراير الماضي إن على إيران مواصلة تطوير قدرات جيشها، بما في ذلك الصواريخ.

وأبدت روسيا اليوم الأربعاء استعدادها لإزالة اليورانيوم عالي التخصيب من إيران وتحويله إلى وقود للمفاعلات النووية المدنية، كوسيلة محتملة لتضييق هوة الخلافات الأميركية الإيرانية.

وصرح سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، المسؤول عن مراقبة الأسلحة والعلاقات الأميركية، لوسائل إعلام روسية بضرورة مضاعفة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل، وأضاف أن موسكو مستعدة للمساعدة بطرق عملية.

وقال ريابكوف "نحن مستعدون لتقديم المساعدة لكل من واشنطن وطهران، ليس فقط على الصعيد السياسي ولا في شكل أفكار يمكن الاستفادة منها في عملية التفاوض فحسب، بل أيضا على الصعيد العملي من خلال تصدير المواد النووية الزائدة التي تنتجها إيران وتعديلها لاحقا لإنتاج وقود للمفاعلات على سبيل المثال".

ولم يوضح ريابكوف ما إذا كان الوقود النووي سيُعاد بعد ذلك إلى إيران لاستخدامه في برنامجها للطاقة النووية المدنية الذي ساهمت موسكو في تطويره.

وذكر الكرملين الأسبوع الماضي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ ترامب في مكالمة هاتفية أنه مستعد للاستفادة من شراكة بلاده الوثيقة مع إيران للمساعدة في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وتريد الولايات المتحدة شحن كل اليورانيوم عالي التخصيب إلى خارج إيران التي تقول إنها لن تخرج إلا الكميات الزائدة عن السقف المتفق عليه في اتفاق عام 2015.

ولا تريد روسيا، أكبر قوة نووية في العالم، أن تمتلك إيران سلاحا نوويا، لكنها تعتقد أن من حقها تطوير برنامجها النووي للأغراض المدنية وأن أي استخدام للقوة العسكرية ضدها سيكون غير قانوني وغير مقبول.

واشترت روسيا أسلحة من إيران لاستخدامها في الحرب مع أوكرانيا ووقعت مع طهران في وقت سابق من العام اتفاقية شراكة استراتيجية مدتها 20 عاما.

وخلال فترة ولايته الأولى بين 2017 و2021، انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية والذي فرض قيودا صارمة على أنشطة طهران في تخصيب اليورانيوم في مقابل التخفيف من عقوبات دولية.