ترامب في تفاؤل مفاجئ بنهاية الحروب التجارية

أشاع الرئيس الأميركي أمس حالة من التفاؤل بشأن إمكانية انتهاء الحرب التجارية مع الصين، مؤكدا أن بكين تريد “بشدة إبرام اتفاق”. وامتد تفاؤله إلى تأكيد إمكانية إبرام اتفاق تجاري “رائع وهائل” مع بريطانيا حال خروجها من الاتحاد الأوروبي.
واشنطن - قال محللون إن التفاؤل الذي أظهره الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين يكشف عن تزايد الضغوط الداخلية من قبل الشركات والمستهلكين الأميركيين الذين تضرروا من تلك المواجهة التجارية.
وقال ترامب إنه يعتقد أن الصين تريد إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، وإن الحرب التجارية مع بكين ستكون قصيرة. وأضاف “أعتقد أننا نجري مناقشات جيدة جدا مع الصين. هم يريدون بشدة إبرام اتفاق”.
وأضاف أن من المقرر أن يجري اتصالا هاتفيا في وقت قريب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، لكنه لم يذكر موعدا. وقال “أظن أنه كلما طالت كلما أصبحنا الأقوى.. لدي شعور بأن الحرب التجارية ستكون قصيرة نوعا ما”.
ويرى محللون أن أعباء التصعيد على حافة الهاوية تتراكم بدرجة خطيرة وأنها لا بد أن ترهق واشنطن في ظل عدم إظهار الصين لأي رغبة بالانحناء للمطالب الأميركية.
وتوعدت الصين يوم الخميس بالتصدي لأحدث رسوم جمركية أميركية على بضائع صينية بقيمة 300 مليار دولار لكنها دعت الولايات المتحدة إلى الالتقاء في منتصف الطريق للوصول إلى اتفاق تجاري محتمل.
وقال ترامب إنه لا يعتقد أن بكين ستنتقم من الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة. ومن المنتظر أن يجتمع مفاوضون تجاريون أميركيون وصينيون الشهر القادم في واشنطن، رغم أنه لم يتم الإعلان عن موعد محدد.
يبدو ترامب أكثر قدرة على إلحاق الأذى بالاقتصاد الصيني لكنه أقل قدرة على تحمل آثارها في بلد ديمقراطي، مقارنة بقدرة الحكومة الصينية على تحمل أعبائها في بلد يدار بقبضة صارمة.
وأضاف أن “اجتماع سبتمبر ما زال قائما، لكنني أعتقد أن الشيء الأهم من سبتمبر هو أننا نتحدث بالهاتف ونجري محادثات بنّاءة جدا” وأن مسؤولين أميركيين وصينيين أجروا “محادثة جيدة جدا” قبل أيام قليلة.
ويبدو ترامب أكثر قدرة على إلحاق الأذى بالاقتصاد الصيني لكنه أقل قدرة على تحمل آثارها في بلد ديمقراطي، مقارنة بقدرة الحكومة الصينية على تحمل أعبائها في بلد يدار بقبضة صارمة.
ويتضح ذلك في تقرير اقتصادي نشر أمس يظهر تراجع ثقة المستهلكين الأميركيين في الشهر الحالي إلى أقل مستوى منذ 7 أشهر، مع تزايد المخاوف بشأن حالة الاقتصاد، في ظهور مؤشرات قليلة على تراجع سوق العمل عن مستوياتها المرتفعة.
وجاء تراجع الثقة في تقرير جامعة ميشيغان بأسرع وتيرة لها منذ يناير الماضي، بعد تزايد المخاوف من ركود الاقتصاد الأميركي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام المقبل، وهو ما يهدد فرص ترامب في الفوز بفترة حكم ثانية.
وذكرت وزارة المالية الصينية في بيان أن الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن، تنتهك تفاهمات توصّل إليها رئيسا البلدين وتنحرف عن المسار الصحيح لتسوية النزاعات عبر المفاوضات.
وكان ترامب قد لوّح بفرض تلك الرسوم مطلع الشهر المقبل، لكنّ مكتب المفاوض التجاري الأميركي أعلن هذا الأسبوع عن تأجيلها حتى منتصف ديسمبر المقبل، في إشارة إلى التهدئة وإمكانية تقديم تنازلات
متبادلة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ في بيان “نأمل أن تلتقي الولايات المتحدة مع الصين في منتصف الطريق، وأن تنفّذ تفاهمات رئيسيْ البلدين في مدينة أوساكا اليابانية”.
وكان الرئيسان قد اتفقا على هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت في اليابان في نهاية يونيو الماضي على استئناف محادثات التجارة بعد توقّف المفاوضات في وقت سابق هذا العام.

لكن إدارة ترامب قالت هذا الشهر إنها ستفرض رسوما جمركية على سلع صينية قيمتها 300 مليار دولار، مما يشمل فعليا جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.
وتراجع ترامب تراجع عن جزء من تلك الرسوم هذا الأسبوع، معلنا عن تأجيل فرض رسوم على بعض السلع التي تضمها القائمة المستهدفة، مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وبعض السلع الاستهلاكية.
وقال محللون إن ترامب يسعى إلى تخفيف تأثير الرسوم على المبيعات في موسم العطلات الأميركية. لكن الرسوم ستُطبق على تلك المنتجات اعتبارا من منتصف ديسمبر المقبل.
وامتد تفاؤل ترامب إلى توزيع وعود أخرى شملت بريطانيا المحاصرة بمضيق البريكست، حيث أكد مجددا عن رغبته بإقامة علاقات تجارية وثيقة مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وقال ترامب للصحافيين في نيوجيرسي “أعتقد انه سيكون لدينا اتفاق رائع وهائل مع المملكة المتحدة. يجب أن نزيد النشاط التجاري بيننا عمّا هو عليه الآن”، مكررا دعمه الشخصي لرئيس الوزراء بوريس جونسون الذي يقود عملية بريكست.
وسيلتقي ترامب الزعيم البريطاني الجديد خلال قمة مجموعة السبع في فرنسا في وقت لاحق هذا الشهر، لكنهما سبق وأن أجريا عدة محادثات هاتفية، وفق البيت الأبيض.
لكنّ منتقدي بريكست يحذرون من تكتيكات ترامب القاسية والعدائية في التفاوض التجاري، كما جرى مع الصين وحتى مع حلفاء واشنطن مثل كندا والاتحاد الأوروبي، حيث فرض رسوما كبيرة على صادراتهم من أجل فرض أفضل شروط للبضائع الأميركية.
ويعرض الحزب الديمقراطي الأميركي إبرام أي اتفاق تجاري مع بريطانيا يمكن أن يهدد اتفاق السلام في أيرلندا الشمالية في حال رسم حدود تجارية مع جمهورية أيرلندا.