تراكم المعادن في الجسم يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب

ارتفاع مستويات المعادن في البول يتواكب مع تصلب شرايين الجسم، وهو من المسببات الرئيسية لأمراض القلب.
الأربعاء 2024/09/25
لا بد من مراقبة صحة القلب بانتظام

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – كشفت دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة أن تراكم بعض أنواع المعادن في جسم الإنسان يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وتقول كاثلين ماكجرو، رئيسة فريق الدراسة بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، إن “هذه الدراسة تسلط الضوء على مخاطر تراكم بعض المعادن في جسم الإنسان، لأنها تزيد من احتمالات الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية”.

ووجد الفريق البحثي أن ارتفاع مستويات المعادن في البول يتواكب مع تصلب شرايين الجسم، وهو من المسببات الرئيسية لأمراض القلب بشكل عام.

دراسة تدق ناقوس الخطر لصناع السياسات من أجل بذل المزيد من الجهود لحماية البيئة والحد من التلوث بالمعادن

وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “جورنال أوف أميريكن كلج أوف كرديولوجي” المتخصصة في أمراض القلب، استند الفريق البحثي على بيانات طبية تخص أكثر من 6400 متطوع من الولايات المتحدة في منتصف العمر أو أكبر سنا، وغير مصابين بأي مشكلات في القلب خلال فترة الدراسة التي استمرت بين عامي 2000 و2002. وقام الفريق البحثي بتحليل عينات البول لقياس مستويات ستة معادن رئيسية ترتبط باحتمالات الإصابة بأمراض القلب وهي الكادميوم والكوبالت والنحاس والتنجستن والزنك واليورانيوم.

وعادة ما تزيد معدلات الكادميوم في الجسم بسبب تدخين التبغ، أما باقي المعادن الخمسة فترتبط بالتعرض للأسمدة الزراعية والبطاريات ومنتجات النفط واللحام والتعدين والعمل في مجال إنتاج الطاقة النووية، بحسب الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية.

ووجد الباحثون أن ارتفاع معدلات الكادميوم في الجسم يزيد مخاطر الإصابة بمشكلة تكلس أو تصلب الشرايين وأمراض القلب بنسبة 75 في المئة مقارنة بمن تقل مستويات هذه المعادن في أجسامهم، وأن المعدل يرتفع بنسبة 45 في المئة في حالة التنجستن و39 في المئة لليورانيوم و47 في المئة للكوبالت، و33 في المئة للنحاس و57 في المئة للزنك.

وترى الباحثة ماكجرو أن هذه الدراسة تدق ناقوس الخطر لصناع السياسات من أجل بذل المزيد من الجهود لحماية البيئة والحد من التلوث بالمعادن.

ولفتت الدراسة إلى أن بعض المناطق الجغرافية في أميركا، مثل لوس أنجلس، لديها مستويات أعلى بكثير من هذه المعادن في عينات البول، وهو ما يشير إلى ارتباط بين التلوث الصناعي وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب؛ بمعنى أن التواجد في مدن تعاني من التلوث الصناعي قد يزيد من فرص وجود المعادن في جسم الإنسان وبالتالي التعرض لنسب أعلى للإصابة بتصلب الشرايين.

ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التلوث البيئي وتقليل التعرض للمعادن السامة مع تطوير إستراتيجيات جديدة للوقاية والعلاج

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة إن “النتائج التي تم الوصول إليها تعتبر بمثابة جرس إنذار، لأنها تكشف عن خطر خفي يهدد صحة الإنسان فالمعادن السامة التي تدخل أجسامنا من خلال التلوث البيئي يمكن أن تتراكم بمرور الوقت وتؤثر سلبا على صحة القلب والأوعية الدموية وهذا يعني أننا جميعا معرضون لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب، حتى لو كنا نتبع نظاما غذائيا صحيا ونمارس الرياضة بانتظام”.

وتدعو الدراسة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التلوث البيئي وتقليل التعرض للمعادن السامة مع تطوير إستراتيجيات جديدة للوقاية والعلاج، حيث يمكن أن تساهم هذه النتائج في تطوير علاجات جديدة لأمراض القلب تستهدف الحد من تأثيرات المعادن السامة على الجسم.

وأكدت الدراسة أهمية زيادة الوعي العام لدى الأشخاص بالمخاطر الصحية المرتبطة بالتلوث البيئي وأن يعمل الجميع على الحد من تأثيرات هذه المعادن المضرة بصحة الأشخاص وتقليل فرص دخولها إلى الجسم من خلال تقليل التعرض للملوثات البيئية قدر الإمكان والحد من التدخين والتأكد من تهوية المنازل بانتظام مع اتباع نظام غذائي صحي يشمل تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن، وتجنب الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية.

ولفتت الدراسة إلى أهمية ممارسة الرياضة بانتظام لأنها تساعد على تقوية القلب وتحسين الدورة الدموية، مع أهمية إجراء الفحوصات الطبية بشكل منتظم لمراقبة صحة القلب وضغط الدم وقياس مستويات الكولسترول لرصد أي عوامل خطورة قد تطرأ على الجسم كي يتم التعامل معها مبكرا لحماية القلب والشرايين والمحافظة على جودة الحياة للأشخاص.

16