تراشق حاد في العراق بسبب حريق الحمدانية

أربيل (العراق) - تحوّلت كارثة حريق قاعة الأفراح بالحمدانية إلى مدار للتراشق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة آل بارزاني وممثلين عن المكوّن المسيحي العراقي على خلفية اتهامات للطرف الأخير تراوحت بين اتّهامه بالمسؤولية المباشرة عن المأساة التي وقعت في أحد معاقله بالبلاد، وبين عدم الاكتراث بها رغم أنّها مست عددا كبيرا من أبناء جلدته.
وقال عماد باجلان العضو البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني إنّ “المكوّن المسيحي في واد، وصبي الخزعلي في واد”، مضيفا في تعليق عبر منصّة إكس “الحمدانية منكوبة وتبكي دما وريان المسلم يقهقه ضحكا في السليمانية”.
وأشار بقوله “ريان المسلم” إلى ريان الكلداني وهو مسيحي يقيم علاقات واسعة مع قوى شيعية عراقية ويتزعّم فصيل بابليون التابع للحشد الشعبي.
وأرفق باجلان تدوينته بصورة للكلداني خلال حضوره مؤتمر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي انعقد بالسليمانية وحضره عدد كبير من الشخصيات من داخل العراق وخارجه.
ووصلت اتهامات الحزب الديمقراطي الكردستاني لزعيم “بابليون” حد تحميل فصيله المسؤولية المباشرة عن الحريق، حيث قال النائب عن الحزب شيروان الدوبرداني إن صاحب قاعة الأفراح التي شهدت الحادثة مدعوم من أحد الفصائل المتصارعة في محافظة نينوى في إشارة إلى “بابليون”.
وردّ الكلداني عبر منصة إكس متوجّها بالخطاب مباشرة إلى مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، قائلا “السيد مسرور لا تتاجروا بدمائنا ومصائبنا لأجل مكتسبات سياسية”.
وأضاف “إذا أردتم أن تكونوا إنسانيين فأهلا بكم، ولكن نحذّركم من أي نوايا أخرى ومن نشر الإشاعات والاتّهامات عبر إعلامكم”. وأردف مهدّدا بالقول “إذا لم تسكت أبواقكم سيكون لنا ردّ آخر وأنتم تعلمون جيّدا كيف يكون ردّ الأقوياء القانوني والشرعي. وأتمنى أن تفهم الرسالة فهي الأخيرة”.
اتهامات الحزب الديمقراطي الكردستاني لزعيم “بابليون” وصلت حد تحميل فصيله المسؤولية المباشرة عن الحريق
ودخل جوزيف صليوا النائب السابق بالبرلمان العراقي عن الكتلة المسيحية ونائب رئيس حزب اتحاد “بيت نهرين”، على خط التراشق الحاد نافيا أن يكون الكلداني مسلما، ومنبّها إلى أنّ نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراقي حضر بدوره المؤتمر نفسه، وموجها السؤال إلى باجلان عن سبب لومه للكلداني والتغاضي عن لوم نيجيرفان مع أنه جلس في نفس القاعة والتقطت له صور وهو يضحك مثله.
ومن جهته دعا الاتحاد الوطني الكردستاني إلى التهدئة وعدم ربط مؤتمره الأخير بشكل عبثي بفاجعة الحمدانية. وقال على لسان القيادي محمود خوشناو إنّ “قذف الاتهامات هنا وهناك بالتسبب في الحادثة أمر خاطئ، فلا يجوز أن تضع الأحزاب نفسها بدل القضاء”.
ويتّهم خصوم الحزب الديمقراطي الكردستاني قياداته بالتشنج خلال الفترة الأخيرة مرجعين ذلك إلى تعقّد مشاكلهم المالية والسياسية مع الحكومة المركزية في بغداد، وإلى تزامن فشل الحزب في العودة إلى مقرّه في كركوك مع ذكرى الفشل في تمرير نتائج الاستفتاء على الاستقلال الذي كانوا قد أجروه في مثل هذا الشهر من سنة 2017 لكنهم منيوا على إثره بخيبة أمل كبيرة بعد أن تعاونت بغداد وطهران وأنقرة على إحباط مسعاهم إلى الانفصال عن الدولة العراقية.