تراجع وتيرة المواجهات مع أذربيجان وأرمينيا تعلن مقتل 49 من جنودها

روسيا تتوسط لوقف إطلاق النار بين يريفان وباكو لوضع حدّ للاشتباكات الدامية التي اندلعت الليلة الماضية وتواصلت صباح الثلاثاء واستخدمت خلالها أسلحة ثقيلة.
الثلاثاء 2022/09/13
مواجهات حدودية عنيفة واتهامات متبادلة بين أرمينيا وأذربيحان

يريفان - أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان استمرار العمليات القتالية على الحدود مع أذربيجان صباح الثلاثاء، ولكن بوتيرة أقل، وأشار إلى مقتل 49 جنديا خلال المعارك.

وفي وقت سابق، أكدت روسيا أنها تفاوضت على وقف لإطلاق النار يفترض أن يطبق منذ صباح الثلاثاء، لوضع حدّ لاشتباكات دامية اندلعت بين أذربيجان وأرمينيا الليلة الماضية، استخدمت خلالها أسلحة ثقيلة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نتوقّع أن يتم احترام الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه، بعد وساطة روسية لوقف لإطلاق النار ابتداء من الساعة التاسعة بتوقيت موسكو (06:00 ت.غ)"، معربة عن "قلقها البالغ بشأن التدهور الحاد في الوضع".

وأضافت وزارة الخارجية الروسية "ندعو الأطراف إلى الامتناع عن أيّ تصعيد إضافي وضبط النفس".

وأكدت الخارجية الروسية التي تحافظ على "اتصال وثيق" بقادة هاتين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين المتنافستين في القوقاز، أنها "تلقت اتصالا من القادة الأرمن لطلب المساعدة في حلّ المسألة".

وأضافت "يجب حلّ جميع القضايا الخلافية بين أرمينيا وأذربيجان عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية بشكل حصري".

وكانت يريفان أعلنت أن اشتباكات تجري الثلاثاء على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، مؤكدة أن قوات باكو مدعومة بالمدفعية والطائرات المسيّرة، تسعى إلى "التقدّم" داخل الأراضي الأرمنية.

وقالت وزارة الدفاع الأرمنية في بيان إن "المعارك" تدور في عدّة نقاط على الحدود و"العدو يحاول باستمرار التقدّم". وأضافت أن "القوات الأذرية تواصل استخدام المدفعية وقذائف الهاون والطائرات دون طيار وبنادق من العيار الثقيل".

وأجرى رئيس الوزراء الأرميني محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لمطالبتهم بالرد على "عدوان" أذربيجان، حسبما أعلنت يريفان الثلاثاء.

وقال باشينيان في المحادثات المنفصلة إنه يأمل في "ردّ مناسب من المجتمع الدولي"، بينما تتواصل المواجهات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، وفقا لبيان الحكومة الأرمنية.

وكانت كل من أرمينيا وأذربيجان أعلنت في وقت سابق أن اشتباكات حدودية واسعة النطاق دارت بين قواتهما فجر الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل عسكريين أذريين لم تحدّد عددهم، في أحدث تصعيد للعنف بين الدولتين.

وقالت وزارة الدفاع الأرمنية في بيان إن "فجر الثلاثاء في الدقيقة الخامسة (الاثنين 20:05 ت.غ) شنّت أذربيجان قصفا مكثفا بالمدفعية وبأسلحة نارية من العيار الثقيل على مواقع عسكرية أرمنية في بلدات غوريس وسوتك وجيرموك".

كما أضافت أن أذربيجان استخدمت أيضا في الهجوم طائرات دون طيّار.

بالمقابل، اتّهمت وزارة الدفاع الأذرية القوات الأرمنية بشنّ "أعمال تخريبية واسعة النطاق" قرب مقاطعات داشكسان وكلباجار ولاشين الحدودية، مشيرة إلى أنّ مواقع جيشها "تعرّضت للقصف، ولاسيما بقذائف الهاون".

وأضاف البيان أنّ القصف الأرمني أسفر عن "خسائر في صفوف العسكريين (الأذريين)"، من دون تحديد عددهم.

وعبّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن قلقه من وقوع الاشتباكات، داعيا البلدين إلى وقفها بشكل فوري.

ومنذ انتهت في خريف 2020 الحرب الثانية بين أرمينيا وأذربيجان حول جيب ناغورني قره باغ المتنازع عليه بينهما، تدور بين البلدين اشتباكات حدودية متكرّرة.

والأسبوع الماضي، اتّهمت أرمينيا أذربيجان بقتل أحد عسكرييها في تبادل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين.

وتهدّد أعمال العنف هذه بإعادة إشعال النزاع في منطقة ناغورني قره باغ، على الرّغم من وجود قوات روسية مكلّفة بالإشراف على وقف إطلاق النار الساري بين أرمينيا وأذربيجان منذ انتهت الحرب الثانية بينهما.

وبعد حرب أولى أسفرت عن 30 ألف قتيل مطلع التسعينات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان في خريف العام 2020 حول ناغورني قره باغ، المنطقة الجبلية التي انفصلت عن أذربيجان بدعم من يريفان.

وأسفرت الحرب الأخيرة في العام 2020 التي استمرت 44 يوما عن مقتل نحو 6500 شخص، وانتهت بهدنة تمّ التوصل إليها بوساطة روسية.

وجرى التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، كما نُشرت قوات حفظ سلام في ناغورني قره باغ. ولكن الوضع بقي غير مستقر منذ ذلك الحين، رغم مساعي الوساطة من قبل الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى معاهدة سلام.