تراجع مفاجئ للتضخم يقلص فرص التشديد النقدي في بريطانيا
لندن - تضاءلت احتمالات قيام بنك إنجلترا المركزي بتشديد السياسة النقدية مرة أخرى بعدما تم تسجيل تراجع مفاجئ للتضخم هو الأول منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا مطلع العام الماضي.
وانخفض مؤشر أسعار الاستهلاك لشهر أغسطس ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 18 شهرا، بحسب ما أفادت الإحصاءات الرسمية، في تراجع لم يكن متوقعا ويأمل معه كثيرون بأن يكبح زيادة أسعار الفائدة ببنك إنجلترا.
وأفاد مكتب الإحصاء الوطني الأربعاء في تقريره الشهري بأن مؤشر التضخم انحسر بشكل طفيف ليبلغ 6.7 في المئة مقارنة بنسبة 6.8 في المئة سجلت في يوليو، ليسجل أدنى مستوى له منذ فبراير 2022.
وكانت التوقعات بأن يرتفع المعدل إلى أكثر من 7 في المئة مدفوعا بزيادة أسعار الطاقة.
وتوقع المحلل في بنك سويسكوت إيبيك أوزكاردسكايا بأن يعزز تراجع التضخم “التوقعات بأن الزيادة القادمة لأسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا قد تكون الأخيرة”.
ويأتي الإعلان عن تراجع التضخم عشية اجتماع لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا لتقرر بشأن زيادة متوقعة في أسعار الفائدة.
وقال وزير المالية جيريمي هانت إن خطة حكومته لخفض التضخم “فاعلة”، لكنه أقر بأن المعدل “لا يزال مرتفعا للغاية”.
ودفع هذا الانخفاض الطفيف للتضخم الجنيه الإسترليني إلى التراجع نحو 0.4 في المئة ليسجل 1.2347 دولار في التعاملات الصباحية، فيما يتوقع أن يتوقف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن رفع معدلات الفائدة في وقت لاحق الأربعاء.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد على البيانات التي أظهرت تباطؤ التضخم في منطقة اليورو بشكل طفيف في أغسطس.
ورغم التفاؤل بهدنة نقدية، لكن جيمس سميث، الخبير الاقتصادي في آي.أن.جي لرويترز، يرى أن اجتماع بنك إنجلترا الخميس صار أكثر إثارة للاهتمام.
وقال إنها “نتيجة قريبة جدًا، لكننا ما زلنا نميل إلى القول بأن البنك سيتابع رفع الفائدة”. وأكد أن الزيادة المتوقعة من المرجح أن تكون الأخيرة لبنك إنجلترا في الوقت الحالي.
وأيدته في ذلك يائيل سيلفين، كبيرة الاقتصاديين في شركة كي.بي.أم.جي بالمملكة المتحدة، التي قالت إن “القفزة الأخيرة في أسعار النفط والضغوط المحتملة على أسعار المواد الغذائية ستؤثران على بنك إنجلترا”.
وأوضحت أن “هذا لن يؤدي فقط إلى إبطاء عملية خفض التضخم بشكل أكبر، بل سيعكس أيضا الانخفاض في توقعات التضخم، مما يسبب المزيد من القلق للمركزي”.
وأفاد مكتب الإحصاء بتراجع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أغسطس مقارنة بالشهر نفسه العام السابق، ولكن في المقابل ارتفعت أسعار الوقود.
الآلاف من الأطباء الاستشاريين يعلنون تنظيم إضراب مشترك مع الأطباء المبتدئين في واقعة يشهدها القطاع الصحي لأول مرة في تاريخه خلال 75 عاما
وقال كبير خبراء الاقتصاد لدى مكتب غرانت فيتزنر إن “معدل التضخم تراجع قليلا مدفوعا بانخفاض أسعار تذاكر الطيران وتكاليف الإقامة لليلة واحدة، التي غالبا ما تكون غير منتظمة، فضلا عن تباطؤ ارتفاع أسعار المواد الغذائية مقارنة مع العام الماضي”.
وعلى الرغم من الانخفاض التدريجي لمعدل التضخم منذ أواخر العام الماضي، إلا أنه لا يزال الأعلى بين دول مجموعة السبع.
وبدأ الآلاف من الأطباء الاستشاريين العاملين بالقطاع الوطني للخدمات الصحية في إنجلترا الثلاثاء الماضي إضرابا بسبب تدني مستويات أجورهم أدنى من معدل التضخم في ظل زيادة عبء العمل عليهم.
كما أعلنوا عزمهم تنظيم إضراب مشترك مع الأطباء المبتدئين في واقعة يشهدها القطاع الصحي لأول مرة في تاريخه خلال 75 عاما.
ويعد هذا الإضراب الحلقة الأحدث في مسلسل إضرابات العاملين بالقطاعين العام والخاص المستمر منذ ما يقرب العام ونصف العام في أعقاب ارتفاع التضخم. وشملت الإضرابات سائقي القطارات والمعلمين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد تعهّد بعيد توليه منصبه في أكتوبر 2022، بخفض التضخم إلى النصف بعدما كان في حينه يتخطى 10 في المئة.
