تراجع تأييد أوروبا للاتفاق الأممي للهجرة بسبب ضغوط الشعبويين

نيويورك – عندما توصلت دول العالم في يوليو الماضي إلى إطار نهائي حول الهجرة الدولية، وصفت الأمم المتحدة ذلك الاتفاق بأنه لحظة تاريخية.
وكان غياب الولايات المتحدة ملحوظا عند التوصل إلى ذلك الاتفاق، غير أن ميروسلاف لايتشاك رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وقتذاك تمكن من الاحتفاظ بجو من المشاعر الإيجابية، قائلا إن الأمم المتحدة ستترك “الباب مفتوحا أمام عودة الولايات المتحدة”.
وتهدد بعض الدول في الوقت الحالي بالخروج من نفس ذلك الباب المفتوح، والانسحاب من الاتفاقية العالمية للأمم المتحدة حول الهجرة، فيما وصفته لويز أربور الممثلة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون الهجرة الدولية بأنه حالة تبدو مثل “مشاعر الندم لدى المشتري في صفقة خاسرة”.
وتستضيف محافظة مراكش المغربية خلال الفترة من 10 إلى 11 من الشهر الحالي المؤتمر الدولي، بهدف اعتماد الاتفاق.
وعلى الرغم من أن الاتفاق ليس ملزما من الناحية القانونية، ويحدد حق كل دولة في حراسة حدودها، إلا أن معظم الدول ترفضه، بدعوى المخاوف من تأثيره على السياسات الداخلية الخاصة بها بشأن الهجرة. وشنت الحكومة المجرية بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان المعادي بشدة للهجرة حملة متواصلة ضد الاتفاق، ووصفه وزير خارجيته بيتر سيزيجارتو بأنه يمثل ”تهديدا للعالم”.
وفي دول أوروبية أخرى أعربت الحكومات التي يسودها التيار المحافظ في كل من النمسا وإيطاليا وبلغاريا وكرواتيا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك وبولندا وسويسرا، عن تشككها في إمكانية المشاركة في هذا الاتفاق. وتقدم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السابق لايتشاك باستقالته من منصبه الذي تولاه مؤخرا وهو وزير خارجية سلوفاكيا، بعد أن صوتت حكومة بلاده على قرار بإدانة الاتفاق، واتهم لايتشاك أعضاء حكومته بأنهم خضعوا لضغوط التيار اليميني المتطرف.
وأما نائب رئيس الوزراء الإيطالي وزير الداخلية ماتيو سالفيني، وهو زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف والذي يتخذ موقفا متشددا معارضا للهجرة، فقال إن هذا الاتفاق يضع “المهاجرين الاقتصاديين على نفس مستوى اللاجئين السياسيين”، ولا يشمل الاتفاق وضع اللاجئين.