تذمر إيطالي ينذر بوضع حد لمهمة صوفيا قبالة ليبيا

روما - رفعت إيطاليا من انتقاداتها لمهمة صوفيا البحرية الأوروبية العاملة منذ العام 2015 قبالة السواحل الليبية، عقب إعلان ألمانيا تعليق مشاركتها في المهمة.
وتقول السلطات الإيطالية التي تخطط لغلق نهائي لموانئها أمام الهجرة إن مهمة صوفيا عجزت عن احتواء تدفقات الهجرة في المتوسط، وإن الدول الأوروبية لم تبد التضامن الفعلي معها لإدارة هذه الإشكالية.
وتعليقا على القرار الألماني، أكد وزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني، رفضه لعملية (صوفيا) بنظامها التشغيلي الحالي.
وقال في تغريدة صباح الأربعاء “إما أن تتغير قواعدها وإما تنتهي”. وأضاف “مهمة بعثة صوفيا (بنظامها الحالي) هي إنزال جميع المهاجرين المنقذين في ايطاليا. إنها اتفاقية رائعة وقعت عليها حكومة رئيس الوزراء الأسبق، ماتيو رينزي، وأنا لا أدري ماذا نالت مقابل ذلك؟”. وأعلنت ألمانيا تعليق مشاركتها في عملية صوفيا وسحب سفنها المشاركة من مياه المتوسط، إلى حين توضيح مهام البعثة العسكرية البحرية.
وأضاف سالفيني “إذا انسحبت دولة ما، فهذا لا يمثل مشكلة بالنسبة لنا”. وأردف “عملية صوفيا أنزلت كل المهاجرين الذين أنقذتهم سفنها في الموانئ الإيطالية”. وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر نهاية العام الماضي تمديد مهمة (صوفيا) إلى 31 مارس 2019.
وأطلقت المهمة الأوروبية لعدة أهداف من أبرزها تعطيل شبكات تهريب المهاجرين في جنوب البحر المتوسط، وتعقب المهربين، وحسب بيان المجلس الأوروبي “تقوم العملية بأنشطة مراقبة وجمع معلومات حول هذا النوع من الأنشطة غير القانونية في البحر”.
كما تضطلع طواقم صوفيا بمهمة تدريب خفر السواحل وطواقم البحرية الليبية، وكذلك مراقبة تنفيذ قرار الأمم المتحدة حظر توريد الأسلحة لليبيا. وينتقد الليبيون أيضا المهمة التي يقولون إنها عجزت عن التصدي لعمليات تهريب الوقود ودخول السلاح إلى ليبيا.
وفجّر مقتل الصحافية المالطية، دافني كروانا غاليتزيا، في أكتوبر 2017 مجموعة من القضايا الشائكة في مالطا من أبرزها علاقة المافيا المالطية بالمافيا الإيطالية وشبكات تهريب الوقود الليبي خصوصًا الديزل.
وعقب ذلك نشرت صحف إيطالية تقارير تفيد بوجود علاقة ثابتة ورسمية بين المافيا الإيطالية والمالطية وقادة ميليشيات ليبية في عمليات تهريب المحروقات. كما أكدت أن الشرطة الإيطالية اعتقلت أشخاصاً في هذه القضية، هم الرئيس التنفيذي لشركة “ماكسكوم بانكر”، الإيطالي ماركو بورتا، والليبي فهمي موسى سليم بن خليفة، تاجر المخدرات، والمالطيان
دارين ديبونو وغوردون ديبونو، اللذان يقومان بعمليات النقل، والليبي طارق دردار الذي يدفع ويتسلم الأموال بالعملات الأجنبية. وبخصوص مراقبة تدفق الأسلحة فإن إيقاف السلطات الليبية لسفن تركية محملة بالأسلحة قادمة من تركيا في أكثر من مرة، يؤكد أيضا فشلها في هذه المهمة.
و أشارت مصادر أوروبية إلى أن الاتحاد الأوروبي سيكون على استعداد لإنهاء عملية صوفيا العسكرية البحرية، إذا رغبت إيطاليا، التي تملك القيادة والمقر الرئيسي،
في ذلك. ونوهت المصادر المقربة من الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بأن عملية صوفيا ساهمت في انخراط كل دول الاتحاد الأوروبي في عمليات مكافحة الاتجار بالبشر وإنقاذ المهاجرين بمياه المتوسط، بعد أن كانت إيطاليا لوحدها قبل عام 2015.