تدوينة لحفيظ دراجي تستفز النظام في بلاده.. دون قصد

الرباط - أثارت تدوينة على فيسبوك لمعلّق قنوات “بي.إن.سبورتس” القطرية الجزائري حفيظ دراجي تحدث فيها عن “أهلية” المغرب لتنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 مقارنة ببلده الجزائر “التي تعد حظوظها منعدمة”، جدلا واسعا على مواقع التواصل.

 وتباينت التفسيرات حول التدوينة  بين من يقول إنها مدعومة من النظام الجزائري للضغط على المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، وبين من يقول إنها تحرج النظام.

وقدمت الجزائر ملف ترشيحها يوم الجمعة السادس عشر من ديسمبر لاستضافة بطولة كأس أفريقيا للأمم (كان 2025)، لتدخل غمار المنافسة مع مجموعة من الدول الأفريقية بما في ذلك المغرب. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق، قوله الثلاثاء “بملفنا قوي وثابت. على عكس الملفات الأخرى، الجزائر لديها بالفعل منشآت تعمل”.

وقال دراجي:

ويعتبر دراجي من ضمن إعلاميين جزائريين يقودون الجهود الإعلامية الجزائرية للدفاع عن مصالح النظام الجزائري. وتبدو محاولاتهم في “بي إن سبورتس” و”الجزيرة”، التي يقول مراقبون إنها تتم بتعليمات رسمية، واضحة لتعويض ضعف الإعلام وقيادته في بلادهم غير القادر على صناعة رأي عام لخلق جدل حول العديد من القضايا، مستغلين متابعات مليونية لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتثير آراءه المهاجمة لدول الجوار جدلا واسعا. ولم تتخذ المجموعة الرياضية القطرية أيّ إجراءات بخصوص الصحافي الجزائري المثير للجدل، على الرغم من الأدلة الدامغة على حرصه على بث الفتنة، ما جعل مغردين يؤكدون أن السلطات تمنحه ضوءا أخضر.

وانطلقت حملة إعلامية هجومية ضد دراجي وصلت حدّ تفاعل الجهات الرسمية في الحكومة الجزائرية معه. وسخر يوتيوبر مغربي:

ملف المغرب لا يحتاج إلى الدراسة. كيف يمكن أن تتوافق البنية التحتية مع معايير “فيفا” من أجل تنظيم تظاهرة مثل بطولة كأس العالم للأندية ولا تتوافق مع معايير “كاف”؟ ثانيا: إذا كانت هذه التهم باطلة فيجب محاسبتك ومن قبل “كاف” واتحاد الكرة بالمغرب، وإذا كان صحيحا فبصحتنا.

ونظم وزير الشباب والرياضة الجزائري عبدالرزاق سبقاق مؤتمرا صحافيا الثلاثاء قال فيه “السيد حفيظ دراجي نحترمه كإعلامي متمكن، ولديه أخبار من مصادر موثوقة، لكنه ليس عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) ولا رئيسا له”، بحسب ما نقل موقع روسيا اليوم.

وتابع “أعتبر ما نشره دراجي بمثابة تحليل لا أكثر ولا أقل، ونحن نعلم أن القيام بعمل اللوبيات أمر ضروري في مثل هذه المنافسات، ونعمل من جهتنا على الدفاع عن ملفنا بكل قوة”.

كما أضاف وزير الرياضة الجزائري، “على كل حال نأخذ ما قاله دراجي بعين الاعتبار، لكي نكون أكثر حذرا في التعامل مع هذه القضية”.

وأشار إلى أن “ملفنا قوي والأيام بيننا، وفي حال تمكنت دولة أخرى من التغلب علينا بطريقة نظيفة، فإننا سنتقبل ذلك، لكن أن تحسم الأمور في الكواليس دون دراسة من هو صاحب الملف الأقوى، فإننا سنتصرف حيال ذلك”.

كما تطرق الوزير الجزائري إلى زيارة باتريس موتسيبي رئيس “كاف” إلى الجزائر مؤخرا، حيث وجه بشرى سارة للجزائريين، قائلا “موتسيبي خلال حديثه مع الرئيس عبدالمجيد تبون تطرق إلى مسألة الظلم الذي تعرضت له الجزائر في تصفيات بطولة كأس العالم 2022، ووعد بمعالجة الفساد داخل الكرة الأفريقية”. وأضاف أن موتسيبي وعد بأن “التنافس على استقبال حدث قاري يجب أن يكون شريفا بين الجميع”.

واختتم سبقاق حديثه بالقول “نحن متفائلون والأيام بيننا وهي كفيلة بمنحنا الجواب الشافي”. وقالت ناشطة:

من جانب آخر، انتقد مغردون دراجي.

وسخر المعارض الجزائري وليد كبير:

ويقول مراقبون إن حظوظ الملف المغربي في استضافة  بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 ستكون أفضل من نظيرتها الجزائرية، خاصة فيما يتعلق بجاهزية البنية التحتية والقدرة التنظيمية للبلد.

فيما أشار البعض الآخر إلى أن واقعية حفيظ دراجي التي أشار إليها الكثيرون قد اصطدمت مع “سردية النظام العسكري” الذي يرى في المغرب بوصلته الأولى من أجل تحديد موقفه من كل شيء.

وفي المقابل، اتهم معلقون دراجي بأنه يتدخل في مساعي جزائرية من أجل الضغط على “كاف” بتعليمات من السلطات الجزائرية، كما يمكن أن تكون محاولة استباق للفشل بسبب عيوب تعتري الملف الجزائري.

وكان الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي رئيس “كاف” قد أكد خلال مؤتمر صحافي عقد السبت في العاصمة الجزائرية أن المكتب التنفيذي قد قرر سحب تنظيم بطولة كأس أفريقيا في نسخة عام 2025 من غينيا بسبب عدم جاهزية البلد لاحتضان البطولة.