تدفق المعلومات على مواقع التواصل لا يخدم المعرفة

خبراء إعلام يؤكدون على ضرورة مراجعة طريقة بناء الرأي العام، في وقت أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي تسيطر على المواقف.
الثلاثاء 2018/04/17
دعوة إلى إعادة الاعتبار لإعلام الشأن العام

عمان - قال المفكر اللبناني أنطوان مسرّة إن “طغيان الرأي في عالم اليوم خطير، حيث أصبحت الآراء مبعثرة، ولم يعد هناك فكر يولد الرأي العام، بل صار الكثير ينقاد للآراء ويرددها دون أن تعبر تلك الآراء عن قناعة شخصية من قِبَله”.

وجاءت تصريحات مسرة في الندوة العلمية “الرأي العام الجديد: التحولات والقوى الفاعلة”، التي عقدها معهد الإعلام الأردني، وتناولت كيفية تشكيل الرأي العام في الوقت الحاضر، والقوى المؤثرة فيه، وكيف تعمل التكنولوجيا والإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي على تغيير ما اعتاد العالم الديمقراطي على تسميته الرأي العام.

وقال مسرّة “إن الحاجة ملحة اليوم إلى إعادة الاعتبار لإعلام الشأن العام، في عصر أصبحت فيه الدول أكثر ضعفاً من ذي قبل، ولم يعد هناك إجماع أو اتفاق على رأي محدد أو متجانس”، مشيراً إلى أن المعرفة تعتبر من أهم العوامل في بناء الرأي العام، لكن وجود المعلومات بكثرة خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، أدى إلى تراجع المعرفة التي يكتسبها الفرد من الكتب والوثائق، وبالتالي تراجع القدرة على بناء رأي عام واعٍ.

وأضاف أن المواطن الذي يمتلك المعرفة سيمارس المواطنة الحقيقية، لكن من لا يملك المعرفة سيكون منقاداً للآراء الأخرى، وبالتالي خلق تيارات متعددة لا تلبي الحاجات، ما يشكل خطراً على النقاش العام وهو أداة أساسية في بناء الرأي العام.

واتفق خبراء إعلام  على ضرورة مراجعة طريقة بناء الرأي العام، في وقت أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي تسيطر على المواقف، أكثر من أنها تساهم في بناء الفكر الذي يولد الموقف حول القضايا المطروحة للنقاش، أو القرارات التي تتخذها الحكومات.

وعرض فارس بريزات الخبير في دراسات الرأي العام عدداً من استطلاعات الرأي، التي تشير إلى كيفية تغير الرأي العام حول عدد من القضايا، وارتباطه بالمزاج العام للأحداث.

وأشار إلى أن بعض الدراسات بينت أن من يملك حساباً على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أظهر سلبية تجاه القضايا المحلية بشكل أكبر ممن لا يملك حساباً.

وأوضح أن القيم العميقة في المجتمع من الصعب تغييرها، وأن وسائل الإعلام تعمل على تجسيد الواقع الاجتماعي أكثر مما تعمل على تغييره.

18