تدشين تشغيل خط الربط الكهربائي بين العراق وتركيا

الخط البالغ طوله نحو 115 كيلومترا سيسمح بنقل 300 ميغاواط من تركيا إلى العراق لتزويد محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك.
الاثنين 2024/07/22
العملية تمت بنجاح

بغداد- دشنت السلطات العراقية الأحد خط الربط الكهربائي مع تركيا لتغذية المنطقة الشمالية، وذلك في إطار سعي بغداد لتنويع مصادر الطاقة بغية الحد من الانقطاع المزمن للتغذية بالتيار الكهربائي.

ويعد قطاع الكهرباء من أكثر القضايا الشائكة في العراق، حيث تشتدّ الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي خصوصا في الصيف عندما تقترب الحرارة من 50 درجة مئوية، ممّا يؤدي إلى تفاقم السخط الشعبي في بلد ذي بنية تحتية متهالكة ويقوّضه الفساد.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني عبر دائرة تليفزيونية عن افتتاح “خط الربط الكهربائي العراقي – التركي، عبر محطّة الكسك غرب الموصل لتغذية المنطقة الشمالية”. وسيسمح الخط البالغ طوله نحو 115 كيلومترا “بنقل 300 ميغاواط من تركيا إلى العراق لتزويد محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك”.

واعتبر السوداني، وفق بيان مكتبه الذي أوردته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، الربط مع الشبكة التركية “خيارا إستراتيجيا للطاقة مستقبليا، ويأتي ضمن رؤية البرنامج الحكومي للربط مع دول الجوار” ومنها الجانب الأوروبي.

وقال إن “هذا الإنجاز يأتي ضمن رؤية الحكومة للربط مع دول الجوار، تمهيداً إلى الربط قبل نهاية هذا العام مع هيئة الربط الكهربائي الخليجي، ليستكمل العراق تواصله مع منظومة الطاقة الإقليمية، بما يسمح بالتنوّع والتبادل في مختلف ظروف ذروة الأحمال”.

300

ميغاواط كهرباء سيتم استجراراها من تركيا لتزويد نينوى وصلاح الدين وكركوك

وأكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء محمّد موسى لوكالة فرانس برس “بدأ تشغيل الخط العراقي – التركي اليوم”. وبعدما تضرّرت قدرته الإنتاجية بشكل كبير بسبب عقود من النزاعات ونقص في الاستثمارات، يعتمد العراق بالرغم من كونه دولة نفطية على استيراد الغاز والكهرباء خصوصاً من إيران المجاورة.

ولطالما شدد السوداني على ضرورة تنويع العراق لمصادر الطاقة لديه، بهدف زيادة إنتاجه من الكهرباء ووضع حدّ لانقطاع التيار الكهربائي. وإلى غاية سنة 2023 كانت حاجة العراق قد بلغت نحو 35 ألف ميغاواط مِن الكهرباء، في حين لا يُنتج إلا نحو 26 ألف ميغاواط، ويزداد العجز في الشتاء والصيف.

ويستورد العراق حاليا ما بين ثلث و40 في المئة من الإمدادات من الكهرباء والغاز من إيران، لكنه لا يزال يعاني من انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، خاصة في أشهر الصيف الحارة عندما يرتفع الطلب على الكهرباء لأغراض التبريد.

وتقطع إيران إمداداتها بشكل متكرر عندما تحتاج إلى المزيد من الكهرباء في الداخل وأيضا لأن العراق يواجه صعوبة في سداد تكلفة الواردات بسبب العقوبات الأميركية على إيران. وتضغط الولايات المتحدة على العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لخفض الاعتماد على الغاز الإيراني.

وتضطر وزارة الكهرباء في الكثير من الأحيان إلى العمل وفق نظام القطع المبرمج لتجهيز الأهالي بالطاقة الكهربائية لعدة ساعات يوميا، في ما يلجأ الأهالي إلى شراء الطاقة الكهربائية من محطات خاصة لسد النقص في التجهيزات. وأدت سنوات من الإهمال والفوضى والحروب والفساد إلى حرمان الدولة من الأموال اللازمة للحفاظ على نظام الكهرباء وتوسيعه.

وفي مارس الماضي، أعلن العراق بدء العمل بخط ربط كهربائي مع الأردن لتغذية منطقة الرطبة في جنوب غرب البلاد ليزود الشبكة بقدرة 40 ميغاواط، كما يأمل في تشغيل خطوط كهرباء أخرى مع دول الخليج.

وقالت وزارة الكهرباء العراقية إن العراق سيكمل أيضا خط ربط بشبكة الكهرباء الكويتية بحلول نهاية عام 2024. ولدى البلد 28 محطة تعمل بالغاز الطبيعي، وأيضا ثماني محطات كهرومائية، لكنّ بعضها يحتاج إلى الترميم وبعضها الآخر خارج الخدمة مما يجعل بغداد تستورد جزءا من الكهرباء من إيران.

11