تدابير لمواجهة فرط الحركة ونقص الانتباه

تطوير عادات جديدة يساعد على التأقلم بشكل أفضل في الحياة اليومية.
الثلاثاء 2024/12/17
صعوبة كبيرة في إدارة الوقت

أتلانتا (الولايات المتحدة) - يواجه البالغون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبات كبيرة في تنظيم أنفسهم في الحياة اليومية. فما سبب هذه الصعوبات؟ وكيف تُمكن مواجهتها؟

للإجابة عن هذين السؤالين قال عالم النفس الأميركي بيج داوسون إن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالبا ما يواجهون مشاكل في إدارة وقتهم وتحديد أولويات المهام والتحكم في انتباههم.

وأوضح داوسون، في معرض حديثه خلال ندوة عبر الإنترنت لمجلة “أديتيود” المتخصصة، أن سبب ذلك يرجع إلى أن “الوظائف التنفيذية” تعمل بشكل مختلف لديهم، مشيرا إلى أن هذه الوظائف تشمل القدرات المعرفية مثل الذاكرة العاملة أو إدارة الوقت أو التحكم في الانفعالات.

وتتضمن هذه الوظائف على سبيل المثال القدرة على تخزين المعلومات واستخدامها على المدى القصير ومعالجة المهام والمثابرة عليها وإكمالها، وكذلك التحكم في العواطف والأفعال.

ولأن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يواجهون صعوبات في هذه المجالات، فإن المهام التي تبدو بسيطة يمكن أن تُثقل كاهلهم، ما يدفعهم إلى المماطلة، أي تأجيل الأمور والقيام بشيء آخر بدلا منها.

وأضاف داوسون أن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يركزون بشكل أكبر عندما تلبي المهام أربعة معايير رئيسية:

  • مثيرة للاهتمام: يكون إكمال المهام أسهل إذا كانت تحتوي على عناصر ممتعة.
  • تمثل تحديا: إذا كانت المهمة تمثل تحديا أو كانت تنافسية بطبيعتها، فإنها يمكن أن تزيد من الاهتمام.
  • جديدة: تساعد المهمة على اتباع نهج جديد أو تعلم شيء جديد.
  • عاجلة: المواعيد النهائية على سبيل المثال تساعد الكثير من الناس على القيام بشيء محدد.

ويمكن للمرضى اللجوء إلى خدعة صغيرة لإنجاز المهام في الحياة اليومية؛ فعلى سبيل المثال لا يعد غسل الصحون أمرا جديدا ولا مثيرا للاهتمام، ولكن يمكن جعل الأمر أكثر إثارة للاهتمام من خلال الاستماع إلى البودكاست أثناء القيام بذلك.

ومن المفيد والمحفز أيضا مكافأة النفس وفقا لمبدأ “العمل أولا، ثم الاستمتاع”. وأوضح داوسون قائلا “ابحث عن شيء تريد حقا القيام به ولن تفعله إلا بعد الانتهاء من شيء آخر أقل إثارة للاهتمام.”

ويساعد الروتين وتطوير عادات جديدة على التأقلم بشكل أفضل في الحياة اليومية، وذلك على النحو التالي:

  • ابدأ بتغييرات صغيرة؛ فمن المثالي البدء بشيء لا يستغرق أكثر من خمس إلى عشر دقائق يوميا وتريده ويمكنك القيام به دوما.
  • ضمان التكرار المنتظم: تشير الدراسات إلى أن الأمر يستغرق ما بين 18 و254 يوما حتى تصبح العادة راسخة.
  • عوّل على الاتساق والتزم به لتعزيز هذه العادة. ولهذا الغرض يمكن الاستعانة بالتقاويم والمنبهات والملاحظات من أجل عدم نسيان أي شيء وترسيخ العادات.

من المهم جدا تحقيق تقدم حتى لو كان بسيطا بدلا من اتباع نهج “كل شيء أو لا شيء”. وقال داوسون “إذا كنت تمر بيوم سيئ، فاختر أهدافا جزئية أصغر، على سبيل المثال خمس دقائق من التمارين الرياضية بدلا من 30 دقيقة وبدلا من التخلي عنها تماما.”

15