"تحيا تونس" يقود جهودا لتوحيد الأحزاب الحداثية

رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد ينتزع إرث حركة نداء تونس لاستكمال حزبه.
الجمعة 2019/02/22
طموح كبير

يتطلع حزب “تحيا تونس”، المشكّل حديثا من منسحبين من حزب نداء تونس أساسا وأحزاب أخرى، إلى أن يكون قوة سياسية تنافس حركة النهضة التي باتت تتصدر المشهد منذ أن عصفت الانقسامات بالنداء.

تونس - يقود حزب “تحيا تونس” المحسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، جهودا لتوحيد “العائلة التقدمية” وهو ما عكسته تصريحات المنسق العام للحركة الخميس، سليم العزابي، ما يعني توقف جهود توحيد العائلة الندائية التي باتت مستحيلة مع استمرار الخلافات داخل حزب نداء تونس.

وأكد العزابي خلال ندوة صحافية للإعلان عن انطلاق المسار التأسيسي للحركة أنهم يقومون بمشاورات متقدمة مع ثلاثة أحزاب، وهي حركة مشروع تونس (16 نائبا في البرلمان)، وحزب المبادرة (3 نواب)، والبديل التونسي (حزب رئيس الحكومة السابق مهدي جمعة) لتوحيد قواهم.

وأوضح أن الباب مفتوح أمام الدساترة (منتسبو حزب التجمع الدستوري الديمقراطي تم حله في 2011) للانضمام إلى الحركة.

والعزابي هو المستشار السابق للرئيس الباجي قائد السبسي، وهو من بين العشرات من القياديين السابقين في حزب حركة نداء تونس ونوابه الممثلين في البرلمان الذين أعلنوا في وقت سابق انسحابهم للانضمام إلى المشروع السياسي الجديد.

وخسر نداء تونس حوالي نصف مقاعده التي فاز بها في 2014 كما خسر الأغلبية وانتهى به الأمر إلى الانسحاب من الحكم بعد موجة انشقاقات.

وعاد الحديث عن إمكانية توحيد العائلة الندائية في الفترة الماضية إلى الواجهة، قبل أن تندلع خلافات داخل النداء من جديد.

وأكد النائب عن كتلة الحرة لمشروع تونس (شكله محسن مرزوق بعد الاستقالة من النداء) حسونة الناصفي مطلع فبراير الحالي، وجود مشاورات بين كل من حزب مشروع تونس وحزب تحيا تونس وحزب نداء تونس من أجل توحيد العائلة الديمقراطية.

"تحيا تونس" يتطلع إلى أن يكون رقما في المشهد السياسي، في مسعى لتعديل موازين القوى المختلة لصالح النهضة

ودبّت الخلافات مؤخرا بين مدير المكتب التنفيذي للحزب ونجل الرئيس، حافظ قائد السبسي والقيادي في الحركة رضا بالحاج، وهو ما بدّد آمال المراهنين على إعادة توحيده. وتبادل السبسي الابن وبالحاج الاتهامات بشأن السعي للهيمنة على الحزب.

ومازال نزيف الاستقالات مستمرا في الحزب، حيث ذكرت مواقع إعلامية محلية أن سلمى اللومي قدمت نهاية الأسبوع الماضي استقالتها كتابيا من أمانة مال نداء تونس.

وتأتي هذه الاستقالة بعد أشهر من مغادرتها المنصب وتحديدا بعد قرار الانصهار بين نداء تونس والاتحاد الوطني الحر في أكتوبر الماضي. ومن غير المستبعد أن تلتحق اللومي، التي تشغل أيضا منصب رئيسة الديوان الرئاسي، بحزب تحيا تونس.

ويتطلع حزب تحيا تونس إلى أن يكون رقما في المشهد السياسي والحزبي في البلاد، في مسعى لتعديل موازين القوى التي اختلت كثيرا بعد الانقسامات التي ضربت نداء تونس، لصالح حركة النهضة.

والواضح للمتتبع لمسار خروج الشاهد أنه بصدد انتزاع الإرث الفكري الذي قام عليه حزب النداء (فكرة النمط التونسي والحداثة والبورقيبية)، وموروثه السياسي (فكرة التوازن مع النهضة)، ورصيده البشري (نواب الحزب وإطاراته التي التحقت بأجهزة الدولة).

ولم يُبدّد سليم العزابي خلال المؤتمر الصحافي تخوفات القوى الوطنية والحداثية، من تحالف جديد بين تحيا تونس والنهضة، حيث جاء حديثه حول هذه المسألة مواربا، وذلك من خلال تأكيده على أن التحالفات السياسية لحزبه ستكون على قاعدة نتائج الانتخابات القادمة، ومحكومة بتوازن القوى.

وقال العزابي إن حركتهم متفقة مع حركة النهضة في المحافظة على الاستقرار الحكومي واستكمال المؤسسات الدستورية. وأكد أن “حركته تدعم الشاهد وحكومته، لأنها ترى ضرورة الحفاظ على الاستقرار الحكومي”.

Thumbnail

وأضاف أن “هذا أمر نتفق فيه مع حركة النهضة (إسلامية 68 نائبا/217)، كما نتفق معها على ضرورة استكمال تأسيس الهيئات الدستورية”.

وركز العزابي على خارطة الطريق المرسومة لبرنامج التأسيس والمؤتمر الانتخابي للحزب.

ولفت إلى أن انطلاق المسار التأسيسي للحركة سيكون بداية من 2 مارس المقبل، وحتى 21 أبريل 2019.

وأوضح أنه “سيتم فتح باب الانخراط (الانضمام) في الحركة اعتبارا من 2 مارس حتى 17 من الشهر نفسه، ثم ضبط قائمة المنخرطين وتقديم الترشحات على المستوى المحلي والجهوي والمركزي”.

وأضاف أن “الانتخابات ستجري في كل الدوائر يومي 14 و21 أبريل المقبل، وتعلن النتائج في أجل أقصاه 28 من نفس الشهر”.

وأشار العزابي أيضا إلى أن المنخرطين سيختارون خلال الاقتراع المترشحين على الصعيد المحلي والجهوي والمركزي في نفس الوقت.

كما سيتم فتح 370 مكتبا محليا، يتكون كل منها من 15 عضوا منتخبا، إلى جانب 33 مكتبا جهويا يتكون كل منها من 13 عضوا منتخبا، إضافة إلى مجلس وطني.

وكان لافتا تأكيد العزابي على أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، لن يكون في قيادة الحزب، وأن مسألة ترشيحه للرئاسيات سابقة لأوانها.

وأعلن عن تأسيس حزب حركة تحيا تونس تم يوم 27 يناير الماضي خلال اجتماع شعبي نُظم في مدينة المنستير بشرق البلاد، مسقط رأس الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وذلك في إشارة إلى المرجعية البورقيبية للحزب.

4