تحويل الطفل إلى صديق مقرب يؤدي إلى زيادة الضغط عليه

لندن - يؤكد خبراء التربية أن علاقة الصداقة التي تؤسسها الأمهات مع أطفالهن من المحتمل ألا تمنحهم العديد من القواعد أو الإرشادات، وقد تؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة بين الطرفين.
وأشار الخبراء إلى أن الطفل يحتاج إلى التوجيه والانضباط، وكذلك يحتاج إلى فرض قواعد وعواقب عند الإخفاق. وأوضحوا أنه عندما تفقد الأم سلطتها لأنها صديقة وفي نفس مستوى الطفل، يمكن أن يصبح الطفل غير مستقر. وعلى العكس، يشعر الطفل بالقرب من أمه أكثر عند وضع قواعد ومبادئ توجيهية لأنها تشعره بالأمان.
ولفت الخبراء إلى أن تحويل الطفل إلى صديق مقرب قد يؤدي إلى زيادة الضغط غير الضروري عليه وهو الذي يفتقر إلى مستوى النضج اللازم لمعالجة أو فهم مشاكل الكبار.
ويرى الخبراء أن هناك مسائل تخص الكبار لا يجب إشراك الأطفال فيها مثل الخلافات بين الأم والأب، أو الأزمات المالية الحرجة، أو المشاكل الأسرية أو مشاركة معلومات شخصية مثل الأفكار السلبية عن الزواج.
العلاقة الحميمة بين الأم والطفل تعزز الثقة بالنفس لدى الطفل وتكسبه حصانة وجدانية ومعرفية
ويشيرون إلى أن تلك المعلومات لن تحقق الغرض من المشاركة وهي تحقيق علاقة قوية بين الأم والطفل، بل ستتسبب في ضغط نفسي كبير على الطفل.
وتعزز العلاقة الحميمة بين الأم والطفل الثقة بالنفس لدى الطفل وتكسبه حصانة وجدانية ومعرفية، وتجعله قادراً على استغلال طاقاته الذاتية بصورة أفضل. ووجود الأم الدائم إلى جانب أولادها وتفرّغها للاعتناء بهم وتلبية احتياجاتهم يساهم في تأهيلهم تأهيلاً إيجابياً وبنّاءً.
وفي علاقة الصداقة يعتمد الطفل والأم على بعضهما بعضا وهو ما يؤدي إلى نتائج عكسية. وإذا حدث خلاف بين الأم والطفل قد يؤدي ذلك إلى تدمير الصداقة وتدمير العلاقة بينهما. لكن في العلاقة الطبيعية، فإن التبعية مختلفة ويمكن إدارتها ببساطة. وتكون هناك حرية أكبر في التواصل بين الطرفين دون الخوف من تدمير علاقة الصداقة.
كما من شأن الصداقة بين الأم وطفلها أن تعطل استقلاليته خصوصا خلال فترة المراهقة، ذلك أن الطفل يسعى لتنمية شعوره بالتفرد والاستقلالية، والاعتماد على نفسه في المقام الأول. ومع ضغط الأم لتكون مقربة من الطفل بشكل كبير تحدث عواقب سلبية، وتصيب الطفل بالتوتر والقلق وتدني احترام الذات. فمن الضروري أن تكون لدى المراهق القدرة على إقامة علاقات منفصلة مع أصدقائه والتواصل معهم باستقلالية.