تحقيق أوروبي في أكبر صفقة استحواذ بقطاع ألعاب الفيديو

بروكسل - بدأ الاتحاد الأوروبي تحقيقا في استحواذ مايكروسوفت المخطط له على عملاق ألعاب الفيديو أكتيفيجن بليزارد، خوفا من أن تؤدي الصفقة التي تبلغ قيمتها 69 مليار دولار إلى تشويه المنافسة العادلة على ألعاب شهيرة مثل كول أوف ديوتي.

وقالت المفوضية الأوروبية إن التحقيق فتح استنادا إلى أن "الاستحواذ المقترح قد يقلّص المنافسة في الأسواق على صعيد توزيع ألعاب الفيديو المخصصة لأجهزة تشغيل الألعاب وأنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر الشخصية".

وكان عملاق التكنولوجيا الأميركي الذي يصنّع أجهزة إكس بوكس لتشغيل الألعاب وألعابها الخاصة للأجهزة الشخصية والمحمولة قد صدم سوق الألعاب الإلكترونية في يناير الماضي بإعلانه الاستحواذ على أكتيفيجن بليزارد.

المفوضية الأوروبية: استحواذ مايكروسوفت قد يقلص المنافسة بالأسواق

وأوضحت في ذلك الوقت أن هدف إنشاء ثالث أكبر شركة ألعاب على صعيد العائدات مع تسريع نمو أعمالها في القطاع عموما وعلى المستوى السحابي تحديدا.

وأشارت المفوضية في بيان الثلاثاء الماضي إلى أن التحقيق المعمّق سينظر في تداعيات الاستحواذ "للتحقق من مدى صحة هواجسها الأولية المتعلقة بالمنافسة".

وأعربت عن قلقها من أن الصفقة قد ينجم عنها إدراج مايكروسوفت الألعاب الشعبية لأكتيفيجن بليزارد ضمن نظامها التشغيلي ما سيحد من قدرة المستهلكين على استخدامها خارج النظام التشغيلي للشركة الأميركية.

واعتبرت المفوضية أن “مايكروسوفت باستحواذها قد تحول دون الوصول إلى ألعاب الفيديو التي تنتجها أكتيفيجن بليزارد لأجهزة تشغيل الألعاب والكمبيوترات الشخصية، خصوصا الألعاب الأكثر رواجا على غرار كول أوف ديوتي".

وأوضحت أن شركة التكنولوجيا الأميركية لديها القدرة و"الحافز الاقتصادي المحتمل" للمضي قدما بتلك الإستراتيجية.

وأشارت إلى أن مسارا كهذا "قد يقلّص المنافسة في الأسواق على صعيد توزيع ألعاب الفيديو المخصصة لأجهزة تشغيل الألعاب ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتراجع النوعية والابتكار لدى الموزعين، ما قد ينسحب أيضا على المستهلكين".

وفي قلب الخلاف حول من سيتحكم في الإصدارات المستقبلية من الألعاب الأكثر شعبية في أكتيفيجن بليزارد، قالت الشركة هذا الأسبوع إن أحدث إصدارات لعبة كول أوف دوتي حققت أكثر من مليار دولار من المبيعات منذ إطلاقها أواخر أكتوبر الماضي.

وأثارت سوني، الشركة المنافسة لمايكروسوفت، وصانع بلاي ستيشن، مخاوفها بشأن فقدان الوصول إلى ما تصفه بأنه عنوان لعبة "لا بد منه" للمنظمين في جميع أنحاء العالم.

وردا على ذلك، وعدت مايكروسوفت بالإبقاء على لعبة كول أوف ديوتي على أجهزة بلاي ستيشن، لعدة سنوات أخرى على الأقل بعد عقدها الحالي مع سنوي.

وقال المسؤولون في مايكروسوفت أيضا إن "الشركة قد تنقلها إلى وحدة تحكم نانيتندوس سويتش، حيث لا تتوفر اللعبة حاليا".

وفي تحقيق أولي، وجد الاتحاد الأوروبي مشكلات محتملة في مكافحة الاحتكار مع توزيع ألعاب الفيديو ووقف الوصول إلى منافسي مايكروسوفت.

وقال إن لديه مخاوف من أن الاستحواذ المقترح قد يضر بمنافسي نظام تشغيل ويندوز، لأن أجهزة الكمبيوتر التي لا تعمل بهذا النظام قد لا تكون قادرة على الحصول على خدمة الاشتراك في بث الألعاب من إكس بوكس ومجموعة متزايدة من الألعاب.

ووفق وكالة أسوشيتد برس قال الرئيس التنفيذي لشركة أكتيفيجن بليزارد بوبي كوتيك، في رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين الثلاثاء الماضي، إن المنافسة العالمية في صناعة ألعاب الفيديو تجعل من "المفهوم أن المنظمين يحاولون فهم أعمال الألعاب بشكل أفضل".

لكنه أشار إلى أن "العملية تمضي قدما كما توقعنا” وتوقع إغلاق الصفقة بحلول يونيو المقبل. وأضاف “سوف نواصل التعاون مع المفوضية الأوروبية حيث لدينا، في البلدان التي يمثلونها، العديد من الموظفين".

وسلط الضوء على موافقة البرازيل الأخيرة، قائلا إن سلطة المنافسة في البلاد تفهم "أننا نعمل في صناعة ديناميكية وتنافسية للغاية، وأن الاندماج لن يضر بالمنافسة بأي شكل من الأشكال".

ووقعت السعودية أيضا على الصفقة، لكنها لا تزال تنتظر قرارات مهمة من لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية والسلطات في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وكان قرار التحقيق مثالا آخر على كيف قاد الاتحاد الأوروبي الطريق في تنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى، وفتح تحقيقات لمكافحة الاحتكار، وسن لوائح صارمة بشأن خصوصية البيانات.

وليس ذلك فحسب، بل تعمل على دفع القواعد التاريخية التي تهدد المنصات عبر الإنترنت بغرامات بالمليارات من الدولارات ما لم تحترم ظروف السوق العادلة.