تحقيق أوروبي ضد فرونتكس بشأن تسترها على انتهاكات خفر السواحل الليبي

ست منظمات غير حكومية تتهم وكالة حرس الحدود في الاتحاد الأوروبي بالتقاعس عن النظر في مخاطر حقوق الإنسان قبل تقديم التدريب بشأن الحد من الهجرة غير الشرعية.
الاثنين 2022/10/17
فرونتكس تلاحقها اتهامات بتمويل الانتهاكات المرتكبة في ليبيا بشأن الهجرة

طرابلس - تواجه وكالة حرس الحدود في الاتحاد الأوروبي "فرونتكس" تحقيقا بشأن مخاوف من "انتهاك حقوق الإنسان" في تعاونها مع ليبيا، أثارتها ست منظمات غير حكومية.

ويقول النشطاء إن "فرونتكس" تقاعست عن النظر في مخاطر حقوق الإنسان قبل تقديم التدريب وإعارة معدات المراقبة إلى دول أخرى مثل ليبيا، حيث يساعد الاتحاد الأوروبي ليبيا في تدريب حرس الحدود، في إطار مشروع قيمته 85 مليون يورو (83 مليون دولار) للسيطرة على الهجرة بالمتوسط. لكن وكالة الاتحاد الأوروبي تلاحقها مزاعم بأنها "تمول الانتهاكات المرتقبة في ليبيا بشأن الهجرة".

وفتح محقق أوروبي ملف تعاون "فرونتكس" مع ليبيا، بعد شكوى من ست مجموعات حقوقية، إذ صدرت أوامر لحرس الحدود بتوضيح ما إذا جرى تقييم مخاطر حقوق الإنسان قبل تقديم التدريب على إنفاذ القانون في البحر، وفق ما نقلت صحيفة "ذا ناشيونال" الإنجليزية.

وقال المحقق إميلي أورايلي إن المستندات المتعلقة بتمرين تدريبي واحد، والتي جرى إرفاقها بالشكوى، لم تتضمن أي تقييم للمخاطر من هذا القبيل. كما سُئلت "فرونتكس" عما إذا كانت هناك مخاطر مماثلة تم أخذها في الاعتبار في المراقبة الجوية للبحر المتوسط مع ليبيا.

ووصفت الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لها الانتهاكات في مراكز الاحتجاز التي تديرها ليبيا لطالبي اللجوء بـ"المروعة والمنهجية".

وقالت مسؤولة الهجرة في الاتحاد الأوروبي إيلفا جوهانسون في أبريل الماضي، إنها تتوقع من ليبيا أن تضع حدا للظروف اللا إنسانية في مراكز الاحتجاز.

وقالت بيرينيس غودين، من منظمة "سي ووتش" الدولية، وهي إحدى المجموعات التي قدمت شكوى، "رسالتنا واضحة: نحن نراقب وسنواصل محاربة ممارسات 'فرونتكس' الحدودية من خلال جميع الطرق القانونية الممكنة".

وأضافت "على مدى السنوات الماضية، نشهد تعاون 'فرونتكس' غير الإنساني مع خفر السواحل الليبي، مما أدى إلى إعادة غير قانونية للآلاف من الأفراد إلى ليبيا".

وحدد التقرير أربعة مسارات أخرى من الاستفسار من قبل المحقق في الشكاوى المتعلقة بتعاون "فرونتكس" مع الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل عام.

كما أن السلك الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، خدمة العمل الخارجي الأوروبي، يخضع أيضا لتدقيق "أورايلي"، بسبب مخاوف مماثلة.

وطُلب من الوكالة تسليم نسخ من التقارير الداخلية عن بعثاته المدنية في ليبيا والصومال والنيجر ومالي وفلسطين والعراق. كما واجهت الوكالة مزاعم بأنها متورطة في ما يسمى بـ"عمليات الإعادة" في البحر أثناء قيامها بدوريات في المياه اليونانية.

وكان حوالي 38 ألف شخص قد عبروا البحر المتوسط من ليبيا إلى سواحل إيطاليا هذا العام. علما بأن معظم الوافدين إلى أوروبا ليسوا ليبيين، ولكنهم في الأصل من دول مثل تونس أو مصر أو بنغلاديش.