تحقيقات موسعة في حريق كنيسة مارمينا بمصر

القاهرة - تجري نيابة العمرانية بالقاهرة تحقيقات موسعة في حريق كنيسة "مارمينا والملاك سوريال" بشارع مجمع المدارس والذي التهم طابقين كاملين بالمبنى.
وأمرت النيابة بجمع الأدلة الجنائية لفحص موقع الحريق وبيان سبب الحريق ونقطة بدايته ونهايته وحصر الخسائر التي تسببت فيها النيران، وطلبت النيابة استدعاء عدد من خادمي الكنيسة لسماع أقوالهم حول الواقعة وكيفية نشوب الحريق.
وكان مصدر أمني، فضل عدم ذكر اسمه، قد صرح بأن قوات الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة انتقلت إلى كنيسة مارمينا والملاك سوريال فور تلقيها بلاغا بتصاعد أدخنة من نوافذ الكنيسة.
وتبين من الفحص أن الكنيسة المشار إليها خالية من أي متردد سوى بعض العاملين بها ممن شاركوا في إطفاء الحريق، وأن المبنى مكون من أربعة طوابق وحدوث اشتعال بالطابقين الثالث والرابع.
وأرجع المصدر الأمني لوسائل إعلام مصرية سبب الحريق إلى حدوث خلل في التوصيلات الكهربائية بالسقف المعلق بالدور الثالث، مما أدى إلى اندلاع الحريق وامتداده للدور الرابع.
وتمكنت القوات من السيطرة على الحريق وإخماده ومنع امتداده، دون أن يسفر عن حالات وفاة باستثناء بعض حالات الاختناق بين العاملين الموجودين بالكنيسة أثناء نشوب الحريق وقد تم تقديم الإسعافات اللازمة لهم ونقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.
وأعلنت الكنيسة القبطية بمصر، في وقت سابق فجر السبت، أن الحريق الذي شب عقب انتهاء الصلوات المسماة بـ"الجمعة العظيمة"، "أدى إلى تدميرها بالكامل بعد أن التهمت النيران كافة محتويات الكنيسة في الطوابق الأربعة".
وفي تفاصيل الواقعة، أفاد عضو مجلس الشيوخ عن دائرة العمرانية، محمد عمارة، بأن البداية كانت بتلقيهم اتصالات هاتفية من أهل المنطقة، تؤكد اندلاع حريق بكنيسة ماري مينا، وفور معرفته انتقل إلى موقع الحادث.
وأوضح عمارة أن هذا الحادث أسفر عن 25 إصابة، جرى نقلهم إلى مستشفى "أم المصريين"، وتم خروج 23 منهم، فيما بقي مصابان اثنان فقط بالمستشفى، دون سقوط ضحايا.
تُعرف "الجمعة العظيمة" باسم "جمعة الآلام" وهي أبرز احتفال ديني في المسيحية، وتعتبر جزءا من الاحتفالات بعيد القيامة الموافق لـ2 مايو الجاري.
وقال أحد شهود العيان من أهالي منطقة العمرانية أن الحريق شب في ثوان معدودة وبشكل ضخم ومخيف، ما سبب حالة من الخوف بين الأهالي وخصوصا في المنازل القريبة من المبنى.
وذكر شاهد آخر أن رجال الحماية المدنية فور وصولهم تأكدوا من عدم وجود أحد داخل الكنيسة للتأكد من عدم حدوث إصابات أو وفيات، حيث لم تحدث سوى بعض الإصابات بحالات اختناق بين العاملين داخل الكنيسة وتم إسعافهم ونقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأضاف أن قوات الحماية المدنية بدأت سريعا في إجراء عمليات الإطفاء، نظرا لانتشار النيران بسرعة كبيرة وخروجها من النوافذ بشكل مرعب، واستعانت القوات بسلالم هيدروليكية واستخدمها رجال الإطفاء في الصعود أمام النوافذ التي تخرج منها النيران وتوجيه خراطيم المياه بشكل مباشر لها واستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تمت السيطرة على الحريق بالكامل.
وأكد الشاهد أن القوات منعت بعض الأشخاص ممن حاولوا المساعدة في عمليات الإطفاء من داخل المبنى حرصا على حياتهم.
وأشاد أهالي منطقة العمرانية بروح الوحدة الوطنية التي ظهرت أثناء إطفاء الحريق، عندما تكاتف المسلمون والمسيحيون في محاولات الإطفاء قبل وصول قوات الحماية المدنية.
وقال أحد أهالي المنطقة إن المسلمين كانوا أول من هرعوا إلى الكنيسة فور تصاعد أعمدة الدخان التي أعقبتها ألسنة اللهب لعلمهم باحتفال الإخوة الأقباط بعيد القيامة ووجود صلوات داخل الكنيسة.
ويبلغ عدد المسيحيين داخل مصر، بحسب تقديرات كنيسة، نحو 15 مليونا من إجمالي عدد السكان الذي تجاوز 105 ملايين نسمة.